الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«كعب داير» على المستشفيات بسبب خطأ فى عملية مرارة

«كعب داير» على المستشفيات بسبب خطأ فى عملية مرارة
«كعب داير» على المستشفيات بسبب خطأ فى عملية مرارة




كتب - حازم هدهد


«الداخل فيها مفقود والخارج منها مولود» هذا هو حال كل من دفعته ظروفه الصحية لدخول المستشفيات طلبا للشفاء، الأمر لا يتوقف عند اهمال النظافة أو تدنى مستوى الأداء بل يتطور الأمر لأن يصبح المريض جزءًا لا يتجزأ من حالة الإهمال التى أصابت تلك المؤسسات.
«تهانى سيد» ربة منزل فى العقد الخامس من عمرها، أم لثلاث بنات اثنتان منهن قعيداتان، هى العائل الوحيد لهن بعد وفاة الأب منذ سنوات، ومنذ أيام داهمها ألم شديد فى المعدة فاضطرت للذهاب إلى أحد الأطباء وبعد إجراء الفحوصات والأشعة أخبرها بوجود حصوات على المرارة وضرورة إجراء عملية منظار لتفتيتها دون أن تدرى أنها فى طريقها لمصير مجهول..
بعيون حائرة تترقب اى حركة لوالدتها وتسرع رغم اعاقتها، لتطمئن على أمها التى ترقد على سرير داخل غرفة مستشفى الزهراء بالعباسية،  شيماء روت  معاناة والدتها التى ظلت حبيسة أسّرة المستشفيات لما يزيد على عشرة أيام بسبب خطأ طبى .
«هى سندى الوحيد انا وأخواتى خاصة أننى قعيدة، مش عارفة هاعمل ايه من غيرها» بتلك الكلمات بدأت شيماء حديثها لـ«روز اليوسف»، وتابعت منذ أيام شعرت والدتى بألم فى المعدة وحينها ذهبت لـ«عباس ا، استشارى الجهاز الهضمى» فى عيادته الخاصة، وبعد اجراء الفحوصات اللازمة أكد الطبيب أن هناك تجمعًا للحصوات على المرارة ولابد من اجراء عملية منظار لتفتيتها مؤكدًا أن العلاج لن يكون مجزيًا ولم نجد مفرا من الموافقة، وحدد يوم الأحد ٢٠ أغسطس الماضى موعدا لاجراء العملية بمستشفى هليوبوليس بمصر الجديدة».
وتابعت شيماء، أجرت والدتى العملية وأكد لنا الطبيب انها ستخرج من المستشفى فى اليوم التالى، أربعة أيام مضت وحالتها بدأت فى التدهور  وعندها حضر الطبيب مجرى العملية وعاين الحالة الا أنه بدأ فى الانفعال واتهمنا بارتكاب خطأ فى التعامل مع المريضة وأنه ربما تسبب فى قطع للقناة المرارية وطلب نقل والدتى الى مستشفى الزهراء لإجراء بعض الفحوصات والأشعة.
وأكملت شيماء، بدأت رحلة الكعب الداير على مستشفيات الحسين، وهليوبوليس، والزهراء»، فقد طلب منا الطبيب نقل والدتى الى مستشفى الحسين مرة أخرى لإجراء الفحوصات التى أكدت ارتفاع نسبة الأنيميا فى الدم حتى  بلغت ٩ درجات وتدهور الحالة، إلا اننا اكتشفنا حقيقة الأمر هناك فقد أخبرنا الأطباء أن خطأ وقع أثناء عملية استئصال الحصوات وحدث قطع فى القناة المرارية ولابد من اجراء ترقيع لها ،وعندما طلبنا ابقاء والدتى بالمستشفى قوبل طلبنا بالرفض وأدركنا حينها أنهم لن يتحملوا خطأ الغير».
وتقول شيماء، واجهنا الطبيب مجرى العملية بالحقيقة التى توصلنا لها ولم ينكر وقال لنا بالحرف «الخطأ البشرى وارد»، و تابعت أجريت لوالدتى عملية ترقيع للقناة المرارية بمستشفى الزهراء، وهى الآن تواجه المجهول.
وأنهت شيماء حديثها، أمى هى الحياة بالنسبة لى، فأنا مصابة بضمور فى العضلات منذ عمر الثلاث سنوات وتعرضت لحادث سير وقت أن كنت فى السنة الرابعة بالكلية، ما جعلنى قعيدة والكرسى المتحرك هو وسيلتى للتنقل، ووالدتى كانت المسئولة عن كل تحركاتى ففى الصباح تحملنى على ظهرها لنزول السلم وعندما أعود من العمل تعيد الكرة فى الصعود، تساعدنى فى كل خطوة أخطوها بحياتى، وها أنا أفقدها بسبب الإهمال.