الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

السيسـى فى الأمم المتحـدة.. مصر «المنتصرة» تستعيد قوتها دوليا

السيسـى فى الأمم المتحـدة.. مصر «المنتصرة» تستعيد قوتها دوليا
السيسـى فى الأمم المتحـدة.. مصر «المنتصرة» تستعيد قوتها دوليا




أعد الملف - أحمد إمبابى


للمرة الرابعة على التوالى، يشارك الرئيس عبدالفتاح السيسى فى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، حيث يرأس وفد مصر فى الدورة رقم 72 للأمم المتحدة هذا الأسبوع ويلقى كلمة مصر يوم الأربعاء المقبل.
وتحمل مشاركة الرئيس الحالية التى تعد الرابعة منذ توليه المهمة رئيسا للجمهورية فى يونيو 2014، أهمية كبيرة ذلك أنها المرة الأولى التى تعقد فيها الجمعية العامة للأمم المتحدة فى عهد الرئيس الأمريكى الجديد دونالد ترامب، خاصة أن العلاقات المصرية - الأمريكية شهدت انطلاقة جديدة منذ انتخاب ترامب، ترجمتها زيارة تاريخية للرئيس السيسى للبيت الأبيض فى شهر إبريل الماضى.
وكما هى العادة.. ستشهد مشاركة الرئيس فى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة نشاطا مكثفا للرئيس، فبجانب رئاسته للوفد المصرى وإلقاء كلمة مصر، سيكون هناك عدد من اللقاءات الثنائية مع رؤساء وزعماء الدول المشاركة من أبرزها لقاؤه مع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب.
يضاف إلى ذلك موقف مصر المؤثر من عدد من الملفات الإقليمية والدولية، حيث يحرص الرئيس فى كل مشاركة على أن يسجل أمام العالم الدور المصرى تجاه قضايا وأزمات المنطقة، بجانب تطورات الأوضاع السياسية والاقتصادية فى مصر وسط حربها على الإرهاب، حيث حافظت مصر على استقرارها وسط موجات الفوضى فى المنطقة واستقرارها هو استقرار للمنطقة.
ومن الأزمات الدولية التى دائما ما يسجل الرئيس موقف مصر بها، أزمات ومشاكل دول عربية وافريقية، بداية من الموقف فى سوريا وليبيا واليمن وضرورة تسوية سياسية لأزماتها والحفاظ على مؤسساتها الشرعية، وفى أفريقيا تحدث الرئيس عن الاوضاع فى الصومال وبوروندى وجنوب السودان، بجانب القضية الفلسطينية ورسالته التى وجهها للإسرائيليين بالعمل على إنجاز عملية السلام وإعلان دولة فلسطين المستقلة بما يساهم فى حل أزمات كثيرة فى المنطقة.
لكن المراقب لمشاركات الرئيس السيسى الثلاث السابقة فى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، يجد أنه اختلفت لغة خطابات الرئيس وأداؤه فى طرح رؤية مصر من مشاركة لأخرى، فقد جاءت المشاركة الأولى فى سبتمبر 2014 ليقدم فيها الرئيس صورة واستراتيجية مصر الجديدة بعد ثورة 30 يونيو.
لكن الأمر اختلف فى المشاركة الثانية فى سبتمبر 2015 ليستعرض فيها الرئيس إنجازا مصريا يتحقق وسط حرب الإرهاب وفوضى عدم الاستقرار بالمنطقة، وصولا للمشاركة الثالثة فى سبتمبر 2016 والتى كانت فيها لغة خطاب الرئيس واضحة ومباشرة برسائل موجهة بما يعكس اشتباكا مصريا حقيقيا مع قضايا وأزمات المنطقة.
من هناك يأتى البعد الآخر لأهمية وجدوى المشاركة الرابعة للرئيس السيسى، حيث تأتى بعد جهود مصرية ملموسة فى ملفات مثيرة للقلق الدولى، بداية من الملف الليبى والملف السورى والقضية الفلسطينية، فى ظل استمرار المواجهة المصرية للإرهاب ومموليه ومن يدعمه وتطورات الأوضاع الداخلية سياسيا واقتصاديا.
ولاستعراض مراحل مشاركات الرئيس السيسى فى اجتماعات الأمم المتحدة والصورة التى قدم بها الرئيس مصر الجديدة أمام العالم وصولا إلى مرحلة الاشتباك مع قضايا وأزمات المنقطة، نتوقف مع أبرز ما طرح فى كل مشاركة للرئيس السيسى بالأمم المتحدة.

 


1 - المشاركة الأولى
الرئيس يقدم رؤية دولة 30 يونيو داخلياً وخارجياً أمام العالم

فى 24 سبتمبر 2014، وفى المشاركة الأولى له ألقى الرئيس عبدالفتاح السيسى كلمة مصر أمام الدورة التاسعة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة، وكان أهم ما يميز لغة وخطاب الرئيس هو تقديم دولة 30 يونيو الجديدة أمام العالم ودعائم المساندة الشعبية.
حرص الرئيس على تأكيد - فى كلمته - مجموعة من ثوابت استراتيجية الدولة المصرية الجديدة، بجانب عرض رؤية الدولة للتعامل مع الأوضاع الداخلية وتثبيت مؤسسات الدولة وأولويات السياسة الخارجية المصرية.. وبدا ذلك فيما يلى:
- استعرض الرئيس فى البداية ما أسماه «معالم اللحظات الفارقة» التى خاضها الشعب المصرى عندما صنع التاريخ مرتين فى ثورتين الأولى فى 25 يناير 2011 ضد الفساد وسلطة الفرد والثانية فى 30 يونيو 2013 ضد الإقصاء وطغيان فئة باسم الدين.
- شرح الرئيس الطريق إلى ثورة يونيو عندما خرج الشعب المصرى ضد قوى التطرف والظلام، وأن التغيير فى مصر جزء من تغيير حقيقى يجب أن تشهده المنطقة ضد التطرف والعنف باسم الدين.
- تحدث الرئيس عن مرجعية دولة 30 يونيو كدولة مدنية ديمقراطية، وأنه جاء بناء على إرادة شعبية ترجمتها انتخابات رئاسية حرة، وأنه ملتزم بمبادئ خارطة المستقبل التى توافقت عليها القوى الوطنية فى ثورة 30 يونيو.
- وفى الوقت الذى استرجع فيه الرئيس شخصية مصر وتاريخها، والقيم التى تأسست عليها أقدم دولة فى التاريخ، أعلن ملامح العقد الاجتماعى الذى تصيغه مصر الجديدة، ويستهدف تحقيق النمو، والانطلاق نحو مستقبل أفضل فى شكل برنامج التنمية الشامل 2030، وتقديم مشروعات كبرى.
- الحرب على الارهاب.. حيث تم التأكيد على أن مواجهة الإرهاب قضية مصير فى مصر مع إعطاء تأصيل تاريخى بأنها ليست وليدة اللحظة لكن من العشرينيات، فى إشارة إلى بداية ظهور فكر الإخوان، كما طالب فى نفس الوقت بالتفرقة بين الإرهاب والتطرف والدين الإسلامى الحنيف.
وقدم الرئيس فى هذا الإطار سبيل حل الأزمات والمشاكل التى تعانى منها المنطة جراء انتشار قوى التطرف والإرهاب، حيث أشار إلى أن هذا يأتى من طريقين، الأول تطبيق مبدأ المواطنة وسيادة القانون، والثانى المواجهة الحاسمة لقوى التطرف والإرهاب.
- أولويات السياسة الخارجية: حيث قدم الرئيس أيضا أولويات السياسة الخارجية التى لتصل بدوائر الأمن القومى المباشر، بداية من الوضع فى بليبيا والحديث عن الرؤية المصرية التى تستهدف الوصول لحل سياسى بدعم المؤسسات الوطنية المنتخبة ودعم الجيش الليبى ووقف تسليح المتطرفين.
ثم تحدث عن سوريا وضوروة الوصول لحل سياسى يحافظ على وحدة الأراضى السورية، ونفس الأمر بالنسبة للعراق وضرورة مواجهة داعش والحفاظ على الأراضى العراقية، ثم أكد الرئيس وقتها ثوابت مصر تجاه القضية الفلسطينية كأحد أهم أولوياتها وضرورة إقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.. ثم تحدث الرئيس عن العلاقة مع إفريقيا وارتباط مصر بقارتها والاهتمام بشواغلها.

 


2 - المشاركة الثانية
الرئيس يستعرض إنجاز الدولة وسط الحرب على الإرهاب


فى الخامس والعشرين من سبتمبر 2015، كانت المشاركة الثانية للرئيس حيث ألقى كلمة مصر أمام الدورة السبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة.. وفيها اختلفت لغة خطاب الرئيس، فبعد أن قدم رؤية واستراتيجية مصر الجديدة بعد 30 يونيو فى المشاركة الأولى، تحدث بلغة الإنجاز والثقة بعد أن قدم عدداً من المشروعات التنموية الكبرى والحفاظ على استقرار الأوضاع الداخلية فى مواجهة موجات الإرهاب.. وبدا ذلك فيما يلي:
- لم يشر الرئيس فى كلمته إلى الثورة.. وإنما تحدث عن مصر الدولة التى تنجز وتخطط وتنفذ مشروعات تنموية، وهذه إشارة لنجاح استراتيجية تثبيت دعائم مؤسسات الدولة.
- تحدث الرئيس عن إنجاز الدولة لمشروع قناة السويس الجديدة فى عام واحد كهدية الدولة المصرية للعالم وتطوير حركة الملاحة بقناة السويس الجديدة كبداية لمشروع التنمية بمحور القناة.
- خصص الرئيس مساحة كبير للحديث عن جهود الدولة فى الحرب على الإرهاب، وتأكيد عالمية مشكلة الإرهاب والتطرف وضرورة مشاركة المجتمع الدولى فى المواجهة.
- قدم الرئيس مبادرة «الأمل والعمل» بمشاركة الأمم المتحدة لاستيعاب الشباب وحمايتهم من الإرهاب التى تقف مصر فى طليعة الدول المواجهة له.
- رؤية مصر لأزمات المنطقة، حيث تحدث الرئيس عن الملفات المرتبطة مباشرة بالأمن القومى المصرى بداية من الوضع فى ليبيا، حيث أكد حق مصر فى حماية أمنها القومى بعد عمليات الجماعات الارهابية هناك ضد المصريين، وأشار إلى أن مصر ستظل داعمة للمؤمنين بالدولة فى ليبيا بالتوازى مع مواجهة لا هوادة فيها لاستئصال الإرهاب.
- وعن الوضع فى سوريا.. تحدث عن بداية تحرك مصر فى الملف السورى بهدف الحفاظ على كيان الدولة، حيث أشار لاجتماع القاهرة مع الفرقاء السوريين لصياغة تصور للمرحلة الانتقالية.
- كما تحدث الرئيس عن الرؤية المصرية تجاه اليمن والدعم السياسى والعسكرى للحكومة الشرعية باليمن للحفاظ على اليمن الموحد، هذا بجانب تأكيد دعم العراق فى مواجهة الإرهاب ودعم الجيش العراقى ومؤسساته الوطنية.
- قضية اللاجئين.. أشار الرئيس إلى استقبال مصر أعداداً متزايدة من اللاجئين، يتقاسمون مع الشعب المصرى ذات الخدمات الصحية والتعليمية والاجتماعية التى تقدمها الدولة.
- وفى الوقت الذى أكد فيه الرئيس ثوابت مصر تجاه القضية الفلسطينية بإقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.. تحدث عن تطلع مصر للمشاركة فى إرساء السلام من خلال الترشح لعضوية مجلس الأمن عن شمال أفريقيا وكمعبرة عن شواغل القارة السمراء.
- وفيما يتعلق بالأوضاع الداخلية تحدث الرئيس عن رؤية مصر للتنمية الشاملة 2030 التى يتم تنفيذها بالتوازى مع مواجهة حاسمة للإرهاب.

 

3 - المشاركة الثالثة
مصر تشتبك مع القضايا الدولية

فى 20 سبتمبر 2016، كانت المشاركة الثالثة، حيث ألقى الرئيس كلمة مصر أمام أمام الدورة الحادية والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، وفيها اختلفت كلمة ولغة الرئيس حيث كانت أكثر وضوحا برسائل حاسمة وموجهة فى اشتباك مصرى صريح مع القضايا والازمات الدولية.ش
تحدث الرئيس بثقة بعد أن حققت الدولة المصرية مكاسب دولية عديدة، من أهمها عضوية غير دائمة بمجلس الأمن عن أفريقيا، تسجيل حضور مصرى قوى بمختلف المحافل الدولية والإقليمية، وتعدد صداقات مصر، خاصة بعد نجاح سياسة مصر الخارجية فى الانفتاح والتوازن فى العلاقات الخارجية.. وبدا ذلك الأمر فيما يلى:
- أكد أن الشعب المصرى استطاع أن يفرض إرادته لتحقيق الاستقرار وحماية الدولة، وفى نفس الوقت تمضى مصر فى خطة طموحة للإصلاح الاقتصادى وتنفيذ مشروعات قومية كبرى، كل هذا وسط التحديات التى يواجهها النظام الدولى.
-أوضح أن مصر هى ركيزة الشرق الأوسط لتحقيق الأمن والاستقرار وسط ما تموج به المنطقة من صراعات دامية.
- فى حديثه عن الأزمة السورية كان أكثر حسما ووضوحا، حيث تحدث عن الوضع الإنسانى هناك وأن مصر تستقبل نحو نصف مليون سورى.. وطالب بوقف فورى لكل الأعمال العدائية فى جميع أنحاء سوريا ووقف الفوضى ويمهد لحل سياسى وأن الإرهاب لن يكون جزءاً من مستقبل سوريا.
- فى قضية الصراع العربى - الإسرائيلى.. قال إنها جوهر عدم الاستقرار فى الشرق الأوسط، ووجه رسالة للفلسطينيين والاسرائيليين بالتحرك تجاه السلام واستلهام التجربة المصرية فى السلام كتجربة رائدة ومتفردة.
- فى الملف الليبى باعتباره قضية تمس الأمن القومى المصرى مباشرة، استعرض الرئيس الجهود المصرية لتجميع الفرقاء الليبين ووضع حلول سياسية، لكنه فى نفس الوقت طالب بضرورة رفع حظر السلاح المفروض على الجيش الليبى.. مؤكدا أنه لا مكان للإرهاب والميليشيات فى ليبيا.
- وفى اليمن أكد الرئيس الدعم المصرى الصريح للحكومة الشرعية الحالية مع تأكيد أن تأمين حركة الملاحة وباب المندب دور مصرى أصيل.
- رسالة أخرى واضحة من الرئيس وهى رفض مصر محاولات التدخل فى الشئون الداخلية للدول العربية، وأن الأمن القومى المصرى يرتبط بشكل مباشر بأمن الخليج العربى.

 

4 – المشاركة الرابعة
الحصاد المصرى ودورها فى تسوية أزمات المنطقة

 

تكتسب الدورة الثانية والسبعون لاجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة أهمية كبيرة، ذلك أنها الدورة الأولى للسكرتير العام الجديد «أنطونيو جوتيريش»، والأولى فى عهد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب.
وتأتى أهمية مشاركة الرئيس السيسى فى اجتماعات الشق الرفيع لإبراز الدور المصرى فى عدد من الملفات الإقليمية والدولية، وهو ما يبدو من أجندة العمل المصرى فى نيويورك.
محاور البيان المصرى ستركز على الأوضاع الداخلية فى مصر، خاصة النتائج الأولية لبرنامج الإصلاح الاقتصادى الذى تنفذه الدولة، وجهود مكافحة الإرهاب ونجاح الدولة المصرية فى الحفاظ على استقرارها خلال السنوات الماضية، فضلا على حصاد الدور المصرى فى الملف الليبى والتقريب بين الفرقاء الليبيين، ودورها فى وقف الحرب بسوريا والعمل على تسوية سياسية هناك وفى اليمن والعراق، بجانب جهود عملية السلام والمصالحة الفلسطينية.
ومن المقرر أن يشارك وزير الخارجية المصرى فى اجتماع وزارى حول سوريا، واجتماع آخر حول الشرق الأوسط، وجلسة وزارية لمجلس السلم والأمن للاتحاد الأفريقى حول الأوضاع فى جنوب السودان.. بجانب اجتماع منظمة التعاون الإسلامى حول أزمة مسلمى الروهينجا.
وتشارك مصر فى اجتماع رفيع المستوى حول مكافحة الإرهاب على شبكة الإنترنت، والذى ينعقد بمبادرة من بريطانيا وفرنسا وإيطاليا وكندا، فضلا عما ستقدمه مصر عن جهود مكافحة الإرهاب والتطرف والتصدى لمن يقدم له يد المساعدة سواء بالفكر أو التسليح أو التمويل أو بتوفير الغطاء السياسي.
ومن المتوقع أن يكون ملف دعم مرشحة مصر لمنصب سكرتير منظمة اليونسكو السفيرة مشيرة خطاب حاضرا فى مباحثات الرئيس عبدالفتاح السيسى ووزير الخارجية سامح شكرى ولقاءاتهما الثنائية خاصة مع الدول أعضاء المجلس التنفيذى للمنظمة.

 

محطـــات مهمــة

- 3 مرات متتالية شارك فيها الرئيس السيسى باجتماعات الأمم المتحدة بنيويورك
- 24 سبتمبر 2014 - الرئيس ألقى الخطاب الأول بالأمم المتحدة
- 25 سبتمبر 2015 - الرئيس ألقى الخطاب الثانى بالأمم المتحدة
- 20 سبتمبر 2016 - الرئيس ألقى الخطاب الثالث بالأمم المتحدة
- 2 إبريل 2017 - زار الرئيس البيت الأبيض بواشنطن للمرة الأولى
-  سبتمبر 2017 - سيشارك الرئيس للمرة الرابعة باجتماعات الأمم المتحدة