الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

أب يدفع أبنته المريضة بالقلب بالخدمة فى البيوت

أب يدفع أبنته المريضة بالقلب بالخدمة فى البيوت
أب يدفع أبنته المريضة بالقلب بالخدمة فى البيوت




كتبت - سمر حسن

تقف أمام محكمة الأسرة مرتدية جلبابا أسود مهلهلاً، وتمسك بيدها طفلتها الصغيرة ترتدى ملابس بالية ومتسخة لضيق حالها المادي، فقد أنفقا كل ما لديهما من أموال نظير أتعاب المحاماة على قضية الخلع، علامات المرض والإرهاق تبدو على الطفلة أكثر من والدتها، حتى أنها من شدة الإعياء تركت يد والدتها وافترشت الرصيف، فحالتها الصحية سيئة للغاية، تمنعها حتى من اللعب والمرح كغيرها من الأطفال فى سنها.
قضية اليوم ليست كسابق، وإن كانت الزوجة طلبت من المحكمة الخلع من زوجها، إلا أنها فى الحقيقة خلع وانتشال طفلة من قسوة وبطش أبيها العاطل.
روت نادية قصتها لـ«روزاليوسف» والدموع تنهمر من عينيها قائلة: «لم يكتف زوجى العاطل بغصبى على العمل لأنفق عليه، وإنما غصب طفلتى مريضة القلب صاحبة الـ١٠ سنوات بالخدمة فى البيوت هى الأخرى».
وتابعت: زوجى رجل صنايعى «نقاش» يكسب قوت يوم بيوم، وعندما بدأ فى تعاطى المواد المخدرة ترك العمل، أيام قليلة وانتهت كل الأموال الموجودة لدينا، والمواد المخدرة أرهقت جسده، ليس فقط بل أعجزته عن العمل تماماً، فى الوقت ذاته كانت ابنتى تعانى من أمراض فى القلب، وضعف عام فى جسدها منذ ولادتها، والآن نحن أمام ثلاثة أمور، أموال لنفقات البيت، أموال لعلاج ابنتي، و تلبية احتياجات زوجى العاطل من المواد المخدرة.
واستكملت: لجأت للجيران، وبعض الأقارب فى بداية الأمر لاستدين الأموال لإحضار دواء ابنتي، واستمر الأمر عدة أيام، ولكن إلى متى سيستمر هذا الوضع، فبدأت أفكر بالعمل بعد محاولات كثيرة فاشلة لإقناع زوجى بترك الكيف «المواد المخدرة» والعودة للعمل، ولكن بعد فترة اضطررت لترك العمل لرعاية طفلتى المريضة، إلا أن زوجى لم يسمح لى بذلك، وكان ينهرني، ويتطاول على بالضرب، بل وصل الأمر لحبس طفلتى فى غرفة وحدها دون طعام أو شراب ووصلت به الوحشية لمنعى عن إعطائها جرعة الدواء التى كان عدم تناولها لها سيودى بحياتها.
واسترسلت: خوفاً على ابنتى عدت إلى العمل «امسح سلالم العمارات»، وكنت أخشى تركها فى المنزل مع أبيها الجاحد، وأخاف على تلك الضعيفة المكلومة من نوبات القلب أن تُصيبها وهى بمفردها، فكنت اصطحبها معى تجلس إلى جوارى حتى انتهى من عملى.
واستطردت: وفى إحدى المرات أتى زوجى لأخذ أموال لشراء المواد المخدرة، فلم يستطع الصبر حتى عودتى إلى المنزل، وتصادف مرور أحد سُكان العقار، وفجأة نظرت لابنتى عارضةً على أن تصطحب ابنتى معها لتنظف لها شقتها، أو أن تعمل عندها خادمة مقابل أجر شهرى بدلاً من جلوسها هكذا تنتظر أمها بلا عمل، فرح زوجى العاطل عندما سمع هذه الفكرة ووافق عليها، وغصب ابنتى على الذهاب إلى شقة هذه السيدة، حاولت منعه إلا أنه انهال على بالضرب واصطحبنى إلى المنزل عنوة، وترك ابنتى تعمل.
واستكملت: منعنى من الذهاب إلى ابنتي، حتى أنه منعنى من الشغل فى هذا العقار، وكان يومياً يصطحبنا أنا وابنتى كل منا إلى مكان عمله حتى يضمن أننى لن أمنع ابنتى من العمل وفى إحدى المرات أغشى على ابنتى الضعيفة وأتى بها إلى محمولة على كتفه، كان قلبى يعتصر ألماً عليها ووجب على رحمتها وإنقاذها من هذا الأب المجرد من الأبوة، فانتظرت حتى أطمأن لي، وتأكد أننى  لم أعد أُمانع عمل طفلتي، و ذات يوم بعد أن استعدينا للذهاب إلى العمل، أخذت ابنتى ووجهنا قبلتنا إلى خارج المحافظة، ولجأت لأحد المحامين لعرض قصتى عليه وإيجاد حل، والخلع كان الحل الوحيد حفاظاً على ما تبقى فى عمر هذه الطفلة المسكينة.
واسترسلت: اليوم أنا أمام محكمة الأسرة لخلع الطفلة مريضة القلب من أيدى أبيها الذئب البشري.