الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

رصاصة واحدة اغتالته.. وليس صدفة.. أنها بريطانية الصنع




«هى رصاصة واحدة ، ليس صدفة أنها من صنع بريطانيا، «جملة وردت فى كتاب (حركة الوعى فى كاريكاتير ناجى العلي) الصادر عن دار «فضاءات» للنشر والتوزيع للكاتب الفلسطينى خالد الفقيه، حيث كان يتحدث الباحث عن واقعة اغتيال الفنان ناجى العلى، قدم له صديقه عادل سمارة، ويتناول الدور الذى اضطلعت به فنون الكاريكاتير الخاصة بالفنان الفلسطيني، وكيف أسهم نتاجه الكاريكاتيرى فى تحفيز القرّاء، وتحريضهم باتجاه خلق وعى خاص بهم نحو مختلف القضايا. وربط الكتاب بين أثر كاريكاتيرات العلى بمفهوم التنمية السياسية بشكل أساسى، وبين مفاهيم الديمقراطية والفقر والوحدة القومية.
 
يقول د. عادل سمارة فى مقدمته: «ربع قرن مضى على اغتيال الفنان المثقف المشتبك ناجى العلى على يد عرب وعجمٍ وفلسطينيين. لا اقول هذا تكهُّنا ولا اتهاماً.
 
الساعة السابعة صباحا قال لى وكلانا فى مطبخ بيته فى ضاحية ويمبلدون من لندن وكنا نشرب قهوة مُرَّة غلاها بيده حيث كانت الأسرة نياماً: أنا الآن متأكد انهم سوف يقتلوننى إن لم أمدح، والساعة الخامسة مساء اتصلت ليال ابنة ناجى الكبرى وقالت: عمُّو طخوا أبي.
 
هى رصاصة واحدة، ليس صدفة أنها من صنع بريطانيا، وفى بريطانيا أُغتيل ناجى العلي، رصاصة واحدة أطلقها قناص محترف على وسط عنقه الخلفى فخرجت من خده الأيمن، وحينها قالت الشرطة البريطانية للسيد أحمد الهونى محرر جريدة العرب، حيث نقل لى قول الشرطة بوضوح كى يثنينى عن الكتابة ضد القتلة كى لا أُقتل ايضاً، وإثرها عدت من لندن لأحتمى بقريتي. وقال: «أخبرتنى الشرطة البريطانية أن القاتل محترف ويعلم أن الرجل لا يحتاج لأكثر من طلقة واحدة» وهكذا كان.
 
وأضاف الهوني: «يا أُستاذ إذا كنت أنت ستموت، فأنا لا، أنتم الفلسطينيون لا ربَّ لكم» اخترقت الرصاصة مجمع الأعصاب معتقدة أن ناجى العلى سوف ينتهى لحظتها. لكن ناجى العلى بُعث حينها، وما زال يناضل عِبر كل مواطن ومفكر وباحث عربي.
 
كان بحث الكاتب خالد الفقيه مثابة تأكيداً على أن الفن المشتبك يهب الحياة للفنان بعد رحيله، كالبندقية النظيفة تواصل إطلاق النار بعد الشهيد، وكالأصيلة تحمل فارسها وتعود إلى البيت وهى تبكي.
 
انطلقت هذه الدراسة من فرضيتين هما: أثر رسومات الفنان ناجى العلى الكاريكاتيرية فى مواقف الجماهير المتلقية لها، وفى مواقف القيادات السياسية الفلسطينية والعربية باتجاه الإصرار على الحقوق الوطنية، أما الفرضية الثانية فكانت: نجاح الفنان ناجى العلى فى توصيف هموم المواطن العربى ورفع مستوى وعيه تجاه مشاكله، وبثّ روح التغيير على مختلف الصعد الاجتماعية والثقافية والسياسية على المستويين الفلسطينى والعربي. ولم تقتصر فرضيات الكتاب على الفترة الزمنية التى نشر فيها ناجى رسوماته بل تعدّت ذلك لتطال أثرها على متلقيها بعد ذلك.
 
احتاج الكاتب للاعتماد على عدد من المقابلات الخاصة لأنّ موضوع الكتاب لم يتم تناوله فى أىّ دراسة سابقة من قبل أى من الكتّاب الفلسطينيين والعرب سابقاً، استفاد الكاتب من بعض الدراسات العامة التى تناولت كاريكاتير ناجى العلي، وأثره بشكل عام دون أن تخوض فى الربط بينها وبين التنمية السياسية والوعي، وعليه فإنّ أهمية الكتاب تكمن فى أنه الأول فى مجاله.