السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«مذكرات فلول» 9 أنـا والجنـرال...

«مذكرات فلول» 9 أنـا والجنـرال...
«مذكرات فلول» 9 أنـا والجنـرال...




يكتب: تامر عبد المنعم

الحقيقة أنا قابلت اللواء عمر سليمان فى حياتى كلها ثلاثة مرات الأولى فى عزاء والثانية فى 2008 لقيته جنبى فى مسجد السيدة نفيسة بيصلى الفجر وطبعا كان حواليه كم غير عادى من الحراسة بس اللى لفت نظرى ساعتها إن كلهم بمن فيهم اللواء عمر سليمان نفسه لابسين ترنجات.
- جمع ترنيج
- ترنيج سوت تقصد يعنى؟!
- أيوه يا باشا وده مش عيب ولا غلط
- كمل..
- والمرة التالتة كانت فى فندق فورسيزون الجيزة سنة 2010
- ويا ترى كان لابس ترينج برضه؟!
- لأ يا باشا «مصحوبة بضحكة مجاملة على طريقة عادل إمام»
- كان لابس بدلة وكرافتة وقاعد فى لاونج الشاى مع واحد شكله مهم جدا ومع محمد فرحات صديقى.. اليوم ده كان عندى ميعاد أنا وعمرو دياب مع عمرو الفقى بتاع الإعلانات عشان نتفق على مسلسل بطولة الهضبة.
- ما تشتتنيش
- طبعا عمرو دياب مجرد ما عينه جت فى عين اللواء عمر راح سلم عليه وأنا فى ديله سلمت عليه أنا راخر
- راخر!!
- سلمت عليه وعينى ما جاتش فى عينه
- ليه؟!
- قوى ونظرته حادة وكلامه قليل وبصراحة له هيبة «هنيدى استايل»
 قاللى إزى الوالد قلتله بخير!! ولحظات واستأذن وساب فرحات والراجل المهم اللى معاه ومشى ولاحظت حاجة غريبة قوى لما مشى
- لاحظت إيه؟!
- مشى معاه اتنين من الحراسات اللى كانوا واقفين
- وإيه الغريب فى كده يعنى؟!
- الغريب إن فيه اتنين كمان كانوا معاهم فضلوا واقفين فى مكانهم
باهتمام شديد: ليه؟!
- قلتلى ليه «فى عشم جامد»
- بصرامة رد عليا: أنت هتخشلى قافية!! ما تقول ليه وخلصنى!!
- طلعوا حراسة الراجل اللى قعد معانا
- مين ده بقى؟!
- فى الأول ما كنتش عارف اسمه بس عمرو دياب ومحمد فرحات كانوا كل شوية يبصولى بما يعنى احترم نفسك ده مهم قوى.
- مين يا بنى
- فى همس: محمد د... إن
- إيه!!
- محمد دح.. إن
- ما تعلى صوتك يا بنى واتكلم عدل
- محمد دحلان يا باشا
- يقف فى احترام وهو مش مصدق: محمد دحلان بتاع فلسطين؟!
- أيوة يا باشا هو والله
- يا ابن المحظوظة.. يعنى معاك عمرو دياب وتقابل عمر سليمان وكمان تقعد مع محمد دحلان
- ومحمد فرحات يا باشا
- ما عرفوش.. كمل «فى أمر وهو بيقعد» وخلينا فى اللواء عمر..
- الكلام ده كان فى أواخر 2010 يعنى ما فيش كام شهر وقامت الفورة ومحمد دحلان مشى من المنطقة والخريطة كلها بدأت تتغير.. المهم فى أبريل 2012 جالى تليفون على موبايلى من الخطير، وقالى إنزل قابلنى فى بار الفورسيزون ضرورى بعد نص ساعة كنت فى مكتبى فى الدقى فأخذت العربية وكنت فى الميعاد قصاده
- شربتوا شاى برضه
- لا ضربنا اسبرسو المرة دي
- وكان إيه المهم أوى ده اللى هو  عاوزك فيه
- بينى وبينك يا باشا كان موضوع نزول اللواء عمر سليمان لانتخابات الرياسة بدأ يسّمع فى البلد جامد أوى وأنا مش عارف ليه كان عندى إحساس عالى أوى إن الخطير عاوزنى بخصوص الموضوع ده وطلعت على حق
- كان عاوزك فى إيه؟!
- أنت عارف يا باشا إن أنا عندى شركة إنتاج ودعاية وإعلان
- عارف بس إيه علاقة شركتك بالموضوع اللى الخطير كان عاوزك فيه؟!
- اللواء عمر سليمان قرر ينزل سباق الرياسة وده طبعا هيحتاج تصوير ودعاية وخلافه
- مظبوط
- الخطير قاللى بالنص: لازم بكرة يكون فى مصور درجة أولى فى العنوان الفلانى عشان يصور اللواء عمر سليمان.. طبعا وافقت من غير تردد وعشان أكون أمين قاللى أى مصاريف هنحاسبك عليها
- مين اللى هنحاسبك دى؟!
- مش عارف بس هو قال كده
- فى همس: وحاسبوك!!
- فى الأول عملت شيك ورفضت لكن للأمانة جوز بنته عبدالحميد أصر ودفع لي.. خلينى بس أكملك: الخطير قاللى انه مسافر بكرة يعنى مش هيكون موجود وقت تصوير الجنرال بس بعت مراته معايا أنا والكرو ودى كانت رابع مرة ليا أشوف عمر بيه فى حياتى
- كنتوا فين؟!
- فى مكان على النيل فى المعادى
- فين يعنى؟! اسمه إيه المكان ده؟!
- مش فاكر أو بمعنى أصح مش قايل لأنه مش موضوعنا
- أمال إيه موضوعنا؟!
- موضوعنا إنى جبت مدير التصوير المشهور كمال عبدالعزيز وأخذت المعدات من المكتب عندى بأقل عدد ممكن من الكرو وأتمينا المهمة وصورناه
- أنت هتاخدنى فى دوكة ولا إيه؟
- ليه بس يا باشا!!
- صورتوه يعنى على الأقل قعدتوا معاه ييجى ساعتين تلاتة
- مظبوط.. حصل فعلا..
- عاوز تقنعنى إنك قعدت مع اللواء عمر أكثر من ساعتين وما حاولتش تسأله عن أى حاجة كده ولا كده؟!
- الصراحة يا باشا وماليك عليا حلفان سألته
- فى شوق: عن إيه ها؟! عن إيه؟!
- عن الـ18 يوم مثلا «وأنا شاعر بأهميتى»
- وعن إيه تانى والنبى؟! «وأصبح تافها»
- عن محاولة اغتياله مثلا مثلا «وأنا أكثر شعورا بأهميتى»
- وإيه كمان؟! «فى هبل»
- وأنا حاطط رجل على رجل وكمان ولعت سيجارة: كفاية عليك كده انت هتنهب؟!
- أكثر هبلا: والنبى قوللى حتة.. حتة صغننة..
- صغننة؟! ماشى هديك حتتين بس مش هقول غيرهم اتفقنا؟!
- اتفقنا...
- كان فى كتاب نزل فى الأيام مشهور أوى اسمه «الصعود والسقوط من المنصة إلى المحكمة» للكاتب الكبير «صلاح منتصر» وأنا أول ما نزل اشتريته وقريته كله فى ليلة والحقيقة فيه باب ما جاش على هوايا
- مال ده ومال موضوعنا؟!
- حلمك عليا يا سعادة البيه.. «فريد الديب استايل»
- إيه بقى اللى ما جاش على هوايا؟! هو ده لب الموضوع
- إيه يا سى تامر اللى ما جاش على هواك؟!
- الأستاذ صلاح كتب إن الدكتور حسام بدراوى اللى تم تعيينه فى آخر أيام نظام مبارك أمين الحزب الوطنى قال إيه قال إنه راح للرئيس حسنى مبارك وحذره وقاله وكلام من اللى بالك فيه ده وكمان استشهد إنه دخل على اللواء عمر واللواء عمر قاله جدع وراجل يا حسام باشا ما حدش فى القصر كله جرؤ إنه يقول كده للريس!! وإنه مشى من القصر بعد ما إتلطع بواسطة دكتور زكريا عزمى وجمال مبارك وحلف ما يرجع تانى مع إنهم «جمال واللواء حسين كمال مدير مكتب اللواء عمر» اتحايلوا عليه فى التليفون إنه يرجع!!
- يا سلام!! وأما سألت اللواء عمر عن الواقعة دى قالك إيه؟!
- قاللى؟! ده بصلى حتة دين بصة
- ها؟!
- وراح مبتسم بسخرية وقاللى بالحرف: مين ده اللى كان يقدر يحط عينه فى عين الريس وكمان ينقده؟! ما تصدقش وبعدين ده هو قعد مع الريس دقيقة قاله فيها مبروك يا دكتور أنت بقيت رئيس الحزب!!
- بس كده؟!
- والله يا بيه قاللى كده وبعدها بسنة أنا كنت قاعد مع الرئيس مبارك فى مستشفى المعادى وحظ الدكتور حسام الأغبر بقى إنه كان ضيف طونى خليفة على قناة القاهرة والناس وحكى الحكاية دى تانى قام الريس متعصب جدا وقاللى نفس الكلام اللى قالهولى اللواء عمر، وضاف عليه إنه نزل ليلة تكليفه برئاسة الحزب على ميدان التحرير وقطع الكارنيه بتاع الحزب!! وكمان انضم للميدان.
- ده حظه وحش بجد
- يومها أنا كتبت فى مقالى الأسبوعى باليوم السابع مقال اسمه «عيب يا دكتور بدراوى».. اللى موجود فى الباب قبل اللى فات وشرحت فيه كل اللى عرفته من الريس مبارك ومن اللواء عمر.
- حلوة الحتة دي؟!
- جداً خش عليا بالحتة الثانية يا عم تامر
- محاولة اغتياله..
- إدينى (بصوت سيف الله مختار)
- قلتهاله على بلاطة: هل فعلا زى ما أشيع إن جمال مبارك هو اللى كان ورا محاولة اغتيالك؟! (آن آن آن آه ه ه ه)
- الله عليك يا حبيب والديك (مدحت شلبى إستايل)
- الراجل بصلى حته بصة وانفجر فى الضحك وقاللى بالحرف: بذمتك ده كلام؟! جمال إيه اللى هيعوز يغتالنى ده! هى الناس بقت بتفكر إزاي؟! كل دى إشاعات وراها الإخوان.
- سكت ثانية وروحت قايل له: يا فندم دول كمان قالوا إنه الـ....
- الـ إيه؟!
- الـ م ش..
- المش إيه؟!
- المشير..
(آن آن آن آه ه ه ه)
- انفجر أكتر فى الضحك كمان المشير؟! ليه يا بنى هو إحنا شغالين فى عصابات.. إحنا فى دولة كبيرة أوى اسمها مصر.. اللى حاولوا يغتالونى مش مصريين وما تسألش أكتر من كدة.
- حماس يا فندم طيب؟!
- رد قالك إيه؟!
- ما ردش ودخل الحمام!
- إدينى واحدة كمان وأنا أخليك تشرب سيجارة.
- ولعت سيجارة واسترخيت أوى فى قعدتى وقلت له.
- دى آخر حاجة هقولها.
- موافق.
- ولعلي.
- قام ولع لى السيجارة ووشه عليه فضول ما شفتوش عمرى وأنا روحت قايله: اللواء عمر كان نازل من جهاز المخابرات العامة اللى عند قصر القبة.
- هو أيام الاغتيال كان نائب أصلا!
- ما هى دى كانت آخر مرة له فى مكتبه القديم وأما نزل كان معاه طقم الحراسة بتاعه واللواء حسين كمال مدير مكتبه ولما خرج من البوابة لقى قصاد عينه عربيات الحراسة وعربيته بتاعة المخابرات وعربيته الجديدة بتاعة نائب رئيس الجمهورية.. حلو؟!
- حلو (فى سذاجة وذهول القرويين).
- قوم يركب إيه؟!
- إيه! (فى بلاهة).
- قول إنت.
- عربيته الجديدة بتاعة نائب رئيس الجمهورية.
- لأ عربيته القديمة بتاعة جهاز المخابرات اللى هى مصفحة أصلا.
- ليه هى عربية النائب مش مصفحة.
- لأ مصفحة برضه.
- كمل..
- إخوانا (مش واخدلى بالك إنت يا إبراهيم «بصوت عادل إمام») إخوانا المتحمسين اللى ضربوا نار على ركب اللواء عمر كانوا فاكرينه جوة عربية الرياسة ومن هنا ربك سترها معاه ونجاه واتكتبله عُمر جديد.. كفاية كدة.
- بص لى وركز مع قعدتى المجعوصة والسيجارة اللى فى إيدى وراح شاخط فيا مرة واحدة:
- قوم إرمى السيجارة دى واقعد عدل يله.
- الله ليه كدة يا برنس ما إحنا كنا حلوين؟!
- اتكلم بأدب.. إيه برنس دي؟!
- أنا عندى كام حتة لسه بس فى أيام تانية مع اللواء عمر سليمان.
- بجد؟!
- أيوه بجد بس أنا عاوز أخش الحمام.. ممكن؟!
رحلة التوكيلات بدأت من الكيت كات!
- كنت قاعد فى بيتى لا بيا ولا عليا ولقيت تليفون البيت بيرن وجه السفرجى قاللى إن الخطير على التليفون استغربت جدا إن الخطير بيكلمنى على الخط الأرضي! ما الموبايل شغال أهو زى الفل رديت عليه وكان كلامه معايا بصوت واطى زى العصابات وكالعادة قاللى شفرة عليا إنى أفكها وأتصرف.
- إيه الشفرة دي؟!
- كلام كده زى الأكس فى التاكس والفيل فى المنديل!
- مممم.. والشفرة كانت إيه بقى!
- حبيبك العنتبلى بيقفل ورقه فى الكيت كات.. رُد على عمرو مصطفى وهو هيفهمك.
- عمرو مصطفى بتاع بشرة خير؟!
- أيوه يا بيه هو بشحمه ولحمه.
- ورديت عليه!
- رديت وخدت عربيتى وروحت له فى شارع السودان الساعة واحدة بالليل.
- إنت مش بتقول إن الخطير قالك فى الكيت كات؟!
- ما هو المطبعة فى آخر السودان وإنت رايح على الكيت كات.
- مطبعة إيه؟!
- المطبعة اللى أعلنوا إن كل التوكيلات تروح عليها وهناك كان بيتم الفرز.. أسيوط لوحدها والقاهرة لوحدها وإسكندرية لوحدها كده يعني.. وزى ما سعادتك عارف إن ما كانتش فيه وقت ولازم نقفل كل الأوراق ونسلمها قبل الساعة واحدة الضهر تانى يوم فى مقر اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة اللى فى صلاح سالم قصاد الميرديان قعدنا نفرز وكل شوية يخش علينا طرد جاى من محافظة شكل.
- مين أنتوا اللى بتفرزوا؟!
- أقولك كنت أنا وعمرو مصطفى والخطير ومحمد حلمى قريب عبد الحميد حمدى جوز بنت اللواء عمر سليمان وفايز أباظة أخو فرج جوز بنته التانية وواثق أباظة قريبهم واللواء حسين كمال..
- الراجل اللى كان ورا عمر سليمان (بفرحة).
- مظبوط الراجل اللى ورا عمر سليمان.. المهم فضلنا سهرانين نفرز ونجمع ونعد ونفرز.. نجمع ونعد ونفرز..
- (فى عصبية) خلصني.
- جمعنا اللى احنا عاوزينه وفرزناه بعد ما عدناه وكان فاضل لنا إتناشر توكيل من أسيوط عشان نبقى فى السليم والتموكموك.
- وعملتوا إيه؟!
- ظهر دكتور اسمه عمرو الطحاوى من حملة اللواء عمر وقال إن فيه طرد هيوصل فى قطر الساعة ثمانية الصبح اللى جاى من أسيوط.
- كويس يبقى اتحلت.
- طلع علينا النهار والقطر وصل فعلا والطرد جه وفرزناه وأخدنا منه التوكيلات اللى ناقصة على اكتمال أسيوط وخدنا الصناديق فى ميكروباص وطلعنا على اللجنة الانتخابية وعينك ما تشوف إلا النور..
- ليه ما أنتوا كده فى التموكموك أهو..
- عمرك سمعت يا بيه عن 26 حادثة من الكيت كات لحد صلاح سالم!
- 26؟! مذهولا!
- والله العظيم 26 حادثة وكأن.. كأن.. كأن.
- كأن إيه؟! مالك اتشليت ولا إيه؟!
- كأن حد قاصد يعطل الطريق عشان التوكيلات ما توصلش وإن بعض الظن إثم..
- كمل يا مؤمن (بنظرة خبيثة)
- شقلبظات يا بيه وطلوع فوق الأرصفة ومغامرات ولا أفلام ستيفن سيجال فى شبابه عشان نوصل وربك يا مؤمن يسهلها ويدخل الميكروباص قصر الأندلس (مقر اللجنة) الساعة واحدة إلا دقيقة ونلحق نسلم التوكيلات.
- حلو وبعدين!
- نشرب سيجارة ونكمل.