الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

فى ندوة بـ«روز اليوسف» صناع «بث مباشر»: الفساد «هش» ويحتاج إرادة شعب لإسقاطه

فى ندوة بـ«روز اليوسف»  صناع «بث مباشر»: الفساد «هش» ويحتاج إرادة شعب لإسقاطه
فى ندوة بـ«روز اليوسف» صناع «بث مباشر»: الفساد «هش» ويحتاج إرادة شعب لإسقاطه




أدارت الندوة - غادة طلعت

إعداد- آية رفعت

بحضور: سوزان شكرى- أحمد سميح- مروة الوجيه - مروة مظلوم - نسرين علاء الدين

 


تعد أفلام «الكوميديا السوداء» من أقرب الأعمال لدى الجمهور، ولعل الفساد يحتل الجانب الأكبر فى الأعمال السينمائية التى تصبح مرآة للواقع الذى يعانى منه ويحاول محاربته. فالناس تبحث عمن ينقذها من الفساد وأن كان رجل عادى مثلما قال صناع فيلم «بث مباشر» فى ندوتهم بروز اليوسف، التى تحدثوا فيها بصراحة عن الفيلم والعقبات التى واجهته وتعليقهم على الانتقادات التى تم توجيهها والإيرادات التى حققها حتى الآن.. وكان بحضور الندوة النجم سامح حسين والفنان القدير محسن محيى الدين ومخرج العمل الواعد مرقس عادل.. فإلى نص الندوة..
■ الفنان سامح حسين ما سبب غيابك هذه الفترة عن الأعمال السينمائية؟
- كنت أبحث عن عمل يحافظ على جمهور الأسرة. حتى تكون هناك ثقة بين الجمهور وبينى بألا أقدم ما يجرح الأسرة. بالإضافة إلى رغبتى فى تقديم تيمة مختلفة من الأدوار خاصة أننى الفترة الماضية قدمت بعض الأفلام التى تعتمد على الكوميديا فقط وبعضها كان موجها لجمهور الأطفال مثل «جيران السعد». فقررت البحث عن فيلم ذى مضمون قوى وكوميدى فى نفس الوقت وفى نفس الوقت يكون مناسبًا للأطفال. فاستجاب الله لدعواتى ورزقنى بسيناريو «بث مباشر».
■ ما الذى جذبك للموافقة على الفيلم؟
- أولا أنا لم أكن أسعى له ولكن عندما تلقيت السيناريو وجدت ضالتى التى كنت أبحث عنها، وكرمنى الله بفريق عمل جميل ومشاركة الفنان الكبير محسن محيى الدين الذى أضاف للفيلم الكثير. بالإضافة إلى مخرج الفيلم الشاب الواعد مرقس عادل الذى استطاع أن يقدم الفيلم بشكل مبسط وسهل دون استعراض عضلاته الإخراجية. كما أن الورق مكتوب بحرفية شديدة رغم أنها تجربتهما الأولى.
■ كيف اختار الفنان محسن محيى الدين العودة للسينما بهذا العمل تحديدا؟
- أولا الورق مكتوب بشكل جيد غير أن الفيلم يحمل فكرة مهمة جدا وهى أن «الفساد هش» ويمكن إيقاعه بسهولة جدا، على عكس أن الناس تراه شبكة قوية عنكبوتية لا تتزلزل. فهذا أكثر ما جذبنى بجانب جودة كتابة العمل وتناوله للقضية بشكل سلس. كما أن الفنان سامح حسين مجتهد وأسلوبه بسيط والمخرج له أدواته المتمكن منها.
■ كيف بدأت رحلة البحث عن «فودة» التى يدور حولها الفيلم؟
- مرقس: بصراحة المؤلف طارق رمضان هو كان صاحب فكرة رحلة البحث عن فودة والذى يرمز للفساد فى مصر، والتى بدأت منذ انطلاق بائع الشنطة وحتى دور «الوحش» الذى قدمه الأستاذ محسن، بأنه رجل الأعمال القوى المتصل بالسلطة والمتحكم بكل شىء، لنكتشف فى النهاية بأنه هش ووقع بسهولة. فكان هناك نقاش حول ان نجعلهم يجدون فودة فى النهاية أم أن الأحداث تكون أفضل بدون إيجاد هذا الشخص والذى يرمز للفساد بشكل عام، حتى أضاف سامح حسين جملة فى نهاية الفيلم بأنهم لن يجدوا فودة فهو موجود وسيظل موجودًا. فالفساد يحتاج لتدخل جهات سيادية وإرادة شعب لإسقاطه. والفيلم يعيش ونحن مؤمنون بذلك
- سامح: يشارك فى دعم الفساد العديد من الفئات ومنها الإعلام، وذلك تجسد عن طريق صاحب القناة الفضائية وزوج المذيعة والذى ظل يقول لها أنهم يختارون ما ينشر للشعب وما لا يجب معرفته وهم المحركون لأدوات الإعلام.
■ ماذا عن تجربة العمل مع مخرج لأول مرة؟
- محسن: مرقس مخرج متميز وهو يقدم العمل بدون «فزلكة» فالمخرجين الجدد عادة يقوموا بمحالة إدخال اللعب فى الصور والمشاهد وغيرها بينما هو استطاع تقديم صورة بجودة عالية ويتقنيات ممتازة، وبإخراج لطيف وبسيط. كما أنه قام بتضفير المفاجآت والنقلات بين الأحداث بطريقة سلسلة مثل أى مخرج مخضرم.
■ هل تعمدتم إظهار الدور الإيجابى للسوشيال ميديا والتغاضى عن السلبى؟
- سامح: كل شىء فى الدنيا له الدوران معا والأمر يتم حسب نيتك الخاصة واستخدامك له، فالسوشيل ميديا وسيلة يجب أن نستخدمها بالطريقة الصحيحة وعلينا أن نعلم أن ما ننشره يؤثر فى الرأى وينتشر. فهم شباب عشوائيون ولكن وجدوا ما يعبر عنهم وأكبر دليل على ذلك الشاب الذى يحاول الهجرة فى بداية الفيلم، بينما تأثر فى النهاية بالمرافعة وظل يبكي. فهو انفعل مع  كلام «فارس» بأنه يمكن لأى شخص أن يكون بطلا وليس ضابطًا لتحقيق حلم الشعب.
- مرقس: الشباب الذين كانوا يعملون بنشر الفيديوهات بالسوشيال ميديا طاقة جيدة يمكن استخدامها فهم فى الفيلم لم يكن لديهم أى هدف ويسير الشاب (أيمن منصور) فى الشارع يصور أى شىء، بينما اكتشف القضية بالصدفة والأمر مس الوطنية لديهم فشعروا بأهمية دورهم فى الحياة. فهم لهم دور إيجابى بالمجتمع وساهموا فى كشف القضية.
■ هل معنى ذلك أن الجيل الحالى ليس جيلا فاسدا؟
محسن: بالطبع لا، ولكن لم يجد من يعطى له الفرصة. وأكبر دليل على ذلك ثورة 25 يناير وجدنا إبداعات هائلة على الصعيد الفني، وأنا نفسى تشجعت للعودة من انبهار مما قدمه الشباب على السوشيال ميديا. فقدموا أعمالا جميلة وكلها ابداع وابتكار ولكن للأسف لم يجدوا من يشجعهم. فالشباب لديهم طاقة كبيرة ولكن لا يجدون الفرصة المناسبة يلجأون للسفر خارج البلاد. فمثلا مخرج الفيلم يقدم أول أعماله فى سن الثلاثين بينما يوسف شاهين قدم أول أعماله وهو فى سن الـ18 فقط.
■ هل هذا ما دفعك لدعم التجربة الشبابية؟
- بالطبع فالفنانون الشباب لديهم طموح ومقدرة عالية ولكن لا أحد يعطيهم فرصة، فمثلا فى التحضيرات الخاصة بالمخرج لا يعطونه وقتًا والمنتج يتعجل بأيام التصوير توفيرا للنفقات حتى أننا نسمع عن أفلام تم تصويرها بالكامل فى 5 أيام مما يعتبر من المستحيل أن تبدع. بالإضافة إلى تحكمات النجم فى المخرج الشاب وأصبح لا يستطيع توجيه فريق العمل. ومنتج مبتدئ مثل أحمد بجة يريد أن يقدم أول أعماله ليحمل قضية بينما فى استطاعته أن يقدم عملا يجنى به الإيرادات. فإذا كنا نتحدث عن الفساد فى المجتمع فهو موجود بالسينما أيضا من سوء توزيع واحتكارات وغيرها. فيجب علينا دعم الشباب لمواجهة هذا الفساد.
■ ما ردك على الانتقادات التى وجهت لك بأنك تنازلت عن دورك كنجم للظهور بدور ثانوى؟
-محسن: من قالوا هذا الكلام لم يشاهدوا الفيلم من الاساس ولم يفهموا فكرته أو القصة، فلكل واحد منا جزء معين يظهر به وهو بطل قصته الخاصة، والأمر مثل كرة الثلج أو السلسلة المتصلة مع بعضها البعض فحتى البطل نفسه لم يكن يقصد أن يوقع كل هؤلاء وهى الصدفة وحدها هى اللى جمعتهم. وأنا أفضل تقديم دور صغير فى عمل محترم على أن أقدم بطولة فى عمل سيئ.
■ ألم تتخوف من فكرة المغامرة باسمك مع فريق عمل جديد بالكامل؟
- سامح: نعم فالمخرج جديد والمنتج جديد والمؤلف جديد، وأنا نفسى جديد لأنى أقدم شخصية مختلفة فى هذا الفيلم. وبشكل عام إذا تحدثنا عن المنتج أحمد بجة فهو فنان يعمل بنفس المجال منذ 25 عام ولديه الخبرة الكافية لتقديم فيلم، غير منتج يأتى من الخارج ويصدم بمتطلبات المجال فينسحب. بالاضافة إلى وجود المنتجين ريمون لحظى ومراد مجدى وهما محترمان جدا ووضعوا ثقتهم فى أحمد لإدارة العملية. فهم فرحوا بانهم قدموا فيلما يعيش مع الزمن.
■ هل كان المقصود من الفيلم إظهار صورة الضابط الشريف الذى يدافع عن الحق رغم إيقافه عن العمل؟
- المهنة لا تتوقف ولكن اللقب فقط هو الذى توقف بمعنى أنه بمجرد سحب اللقب منه فإن بداخله لايزال ضابطًا ويستطيع البحث عن الحق ومتابعة المجرمين. مثل الصحفى إذا تم إيقافه لكن لايزال قلمه يستطيع الكتابة. ولكن بشكل عام كل مهنة فيها الإيجابى والسلبى ولكننا فى مرحلة نريد أن نبث روح التفاؤل والإيجابية قليلا. ويجب التعرض للنماذج الجيدة بالشرطة أو برجال الأعمال وغيرها من تيمات الفساد التى كان يتم تداولها. غير أن الدراما الخاصة به تتطلب هذا الأمر لأننا نثبت أن هذا الفساد طال الضابط أصلا.
■ هل كنت تتحدى نفسك بتقديم نوعية الأفلام التى تدور فى ليلة واحدة؟
- مرقس: نعم فهذه من أصعب أنواع الأفلام وتعتبر تحدى بالنسبة لى لأنها تعتمد على جمع أكبر عدد من القصص والشخصيات فى ليلة واحدة والتنقل فيما بينهم دون شعور الجمهور بالملل. ولكن كل شخصية موجودة كان لها تأثير حتى ولو بكلمة. وكنا نعمل على تضفير الأحداث لتكون متناسقة بهذ الشكل، وعملنا على التحضير للفيلم كله بحوالى 4 أو 5 أشهر لذلك لم يستغرق التصوير سوى شهر واحد.
■ ألم تعترض الرقابة على أى مشهد بالفيلم؟
- لا ننكر أن هناك العدد من المواقف والمشاهد بالفيلم تم التصريح بها وقد تعجب بعض الجمهور من السماح بها ولكنهم بالطبع اعترضوا على عدد من المشاهد. فقد تم حذف مشهدين كاملين لم يؤثروا على الدراما ولكنهم هامان من وجهة نظرى كما حذفوا بعض الجمل الحوارية والتى كنت أريد أن تترك بمجمل جرأة الفيلم التى سمحتوا بها. كما أنهم قاموا بتصنيفه لأكثر من 16 وهذا ما لم أجد له تفسير لأن الفيلم لا يوجد به أى مشهد خادش للحياء.
■ ربما يكون الأمر بسبب وجود رقصات شعبية داخل الفيلم؟
- لم نعرض شكلاً مبتذلاً لراقصة منهن وحتى بدل الرقص كانت محتشمة. ولكن كان يجب على تقديمهن لأنى أردت نقل الواقع فهناك فن شعبى بمصر وهناك بيوت دعارة وراقصات فى «الغرز» الشعبية، وحتى عند رجل الأعمال الكبير توجد راقصات. وطالما طريقة التناول محترمة فلا يوجد ما يستدعى الحذف أو التصنيف.
■ ما ردك على مشكلة التوزيع السينمائي؟
- محسن: المشكلة قائمة للأسف ولا مفر منها فلو أعطينا كل عمل حقه فى العرض لن تكون هناك مشكلة، ولكن هناك مساوئ مثلما تقوم شركة منافسة بفرض فيلمها على الجمهور فبدلا من حجز التذاكر يقولوا أن الفيلم غير موجود أو يقنعوه بفيلم آخر. والضمير هو الحل، فهناك بعض الينمات لم تعلق حتى الأفيش نفسه. وهذا ظلم فنحن نهدم حلم ومجهود ناس، فبدلا من مساعدة المنتجين الجدد بأن يكون لدينا أكثر من 20 منتجًا لتكون السينما أكبر مصدر للدخل القومى مثلما كانت. فبعدما كنا نقدم أكثر من 100 فيلم بالعام الواحد اصبح الرقم قليلاً جدا.
■ هل هناك ممثلون تم ترشيحهم ولكنهم رفضوا العمل بفيلم لـ«سامح حسين»؟
- سامح: لا أدرى تحديدا ولكنى احترم كل الآراء والتفكير فإن لم يجد أحدا راحته بالدور أو له حساباته الخاصة بالسوق وغيرها فالكل «على راسى».
- مرقس: للأمانة هناك بعضهم رفض العمل معى كمخرج لأول مرة وفوجئت بعدها باتصاله بى يطلب منى إخراج العمل المقبل له ولكنى رفضت. على عكس البعض الذى يحسبها فنيا مثل النجم محسن محيى الدين.
■ ما السبب فى قلة الإيرادات؟
- سامح: ممكن يكون فى مشاكل فى التوزيع ومن الممكن أن تكون الدعاية هى السبب فبعض الأفلام خصصت ميزانية ضخمة جدا للدعاية ولكننا لو قمنا بحساب العملية سنجد أن الأفلام ذات الميزانية الضخمة تخسر أكثر منا لأنهم صرفوا مبالغ طائلة لم يجنوها من السوق.
■ ما أسباب انتشار الأفلام الخالية من المضامين الهادفة؟
- محسن: أولا الأسرة لم تعد تختار لأولادها، فهناك تصنيف عمرى يجب أن يتم احترامه والالتزام به، ثانيا الإعلام نفسه يساعد الأفلام السيئة أخلاقيا والتى لا تحمل مضمونًا وذلك حسب الإيرادات فقط فحتى التحليل يتم حسب الإيرادات فقط. وانعدام المادة الفنية بالأفلام المصرية جعل الجمهور يلجأ للأجنبى لأنه يشبع فنيا. حتى فى الدول العربية اصبح للفيلم الهندى والأمريكى ثمن أغلى من المصرى وتقبل عليه دول الخليج. فالأمور ساءت بكثير بعد الثورة وأصبح لكل منتج يضع فلوس فى إنتاج فيلم ويريد أن يجنيها من جديد وليس لديه أى هدف فكرى آخر. والحل هنا فى الدولة فيجب عليها دعم السينما من جديد، مثلما كان يحدث قديما بمؤسسة السينما.
■ هل الدعاية متحكمة فى ذوق الجمهور؟
- لا الموزع هو الذى يتحكم فى الذوق والتوجه. ولكن الأفلام التى تعيش بمضمونها لا تحقق نجاحًا كبيرًا فى كل الأحوال. والمنتج الخاص قد يخسر أمواله رغم مضمون الفيلم الهادف. ولكن المشكلة فى الدولة، مع احترامى مع وزارة الثقافة ولكنها لا تنتج اى فيلم، بالإضافة إلى أفلام التليفزيون التى كان ينتجها ماسبيرو. فيجب أن تكون هناك مراكز من الدولة لدعم الثقافة الفنية.