الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

حيـّوا العـَلَمْ

حيـّوا العـَلَمْ
حيـّوا العـَلَمْ




كتب ـ صبحى مجاهد

لم يفت طلاب جامعة الأزهر فرصة الرد على الفتاوى السوداء للدعاة السلفيين، التى تستهدف الحطّ من رمزية علم الدولة ونشيده الوطنى، فقرروا تأدية «تحية العلم» فى ثانى أيام العام الدراسى الجديد، أمس، بمشاركة الدكتور أشرف عطية، نائب رئيس الجامعة، وأحمد عباس، أمين عام الجامعة، وعصام شحاتة، مدير عام رعاية الطلاب.
موقف طلاب جامعة الأزهر كان ردًا حاسما على ما أفتى به الداعية السلفى سامح عبد الحميد حمودة، القيادى السابق بحزب النور الذى قال فى فتواه: «لا يجوز للمسلم القيام إعظامًا لأى علم وطنى أو سلام وطنى، بل هو من البدع المنكرة التى لم تكن فى عهد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ولا فى عهد خلفائه الراشدين (رضى الله عنهم)».
وأضاف «حمودة» فى فتواه التى أصدرها فى بيانٍ له، الاثنين الماضى: «أنّ تحية العلم عادة منافية لكمال التوحيد الواجب، وإخلاص التعظيم لله وحده، وذريعة إلى الشرك، وفيها مشابهة للكفار وتقليدلهم فى عاداتهم القبيحة ومجاراة لهم فى غلوهم فى رؤسائهم ومراسيمهم»، بحسب قوله.
الفتوى قوبلت برفض من المؤسسات الدينية الوسطية، حيث أكدت دار الافتاء المصرية أنه لا مانع شرعًا من تحية العلم والوقوف للسلام الوطني، وأن هذا يعكس الانتماء الوطنى وحب الأوطان ولا يخالف الشريعة الإسلامية.
وقالت «الإفتاء» فى فتواها: «لا يمكن القول بأن تحية العلم هو نوع من التعظيم المحرم؛ لأن التعظيم الممنوع هو ما كان على وجه عبادة المعظَّم، كما لا يمكن القول إنه تشبه بغير المسلمين المنهى عنه شرعًا؛ فالتشبه يحرم فيما يتعلق بعقائدهم وخصوصياتهم الدينية إذا قصد المسلمُ بها التشبه».
«الإفتاء» تابعت: «أما الادعاء أن ذلك محرم شرعًا؛ لما فيه من تعظيم، والتعظيم لا يجوز للمخلوق، خاصة إذا كان جمادًا. فيجاب عنه بأن ذلك وإن كان فيه تعظيم، إلا أن القول بأن مطلق التعظيم لا يجوز للمخلوق هو قول باطل، بل الذى لا يجوز هو ما كان على وجه عبادة المعظم، كما كان يعظم أهل الجاهلية أوثانهم، فيعتقدون أنها آلهة وأنها تضر وتنفع من دون الله، وهذا هو الشرك».