العالم: الخبراء الحقيقيون «معدومون».. والبعض يزيف شخصيته

تقرير: مريم الشريف


يعتبر الإعلام من أخطر الأدوات المؤثرة فى عقلية المجتمع فى جميع المجالات الاجتماعية والسياسية وغيرها، إلا أن كثيرا من برامج التوك شو يبدو أنها لا تتعظ للدور الحقيقى الذى تقوم به والمسئولة عنه أمام الله والوطن، بعدما استضافت عددا من الخبراء المزيفين فى عدة مجالات، وهذا يأتى ضمن سلسلة فوضى الضيوف التى تتم استضافتهم عبر القنوات الفضائية ودون التأكد من هويتهم الحقيقية.
وفى هذا الإطار علق الدكتور صفوت العالم أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، أن الضيف يكون له حيثيات من حيث تاريخه الوظيفى وخبراته السابقة، السيرة الذاتية الخاصة به والأدوار التى قام بها فى المجتمع ومؤلفاته، وبالتالى المعد يجب ألا يقوم باستضافة ضيف معين فى مجال يفترض أنه يحظى بثقة ومصداقية لدى كثير من قطاعات الجماهير إلا إذا كان متأكدا من حيثية هذا الشخص، كى لا تتكرر مهزلة ما حدث من استضافة بائع ساندوتشات فى أمريكا على أنه خبير سياسى.
وأضاف فى تصريحات خاصة لـ«روزاليوسف» إن الضيف الخبير ليس معنى ظهوره فى قناة معينة أن يكتسب المصداقية، وتستضيفه قناة أخرى، أى مبدأ استضافة شخص استنادا لاستضافته فى قناة أخرى أمر مرفوض، بالإضافة أن الخبراء الحقيقيين فى كل مجال يفترض انهم معددون، وايضا لابد من السؤال جيدا عن هذا الضيف وهذا الامر لن يقلل من قيمة السائل وانما يجنبه التورط.
وتابع أن الأهم أن المواقع الإلكترونية والسوشيال ميديا تعطى ميزة لمعد البرنامج حيث يستطيع بالدخول الى الانترنت التعرف على كل ما يثار حول هذا الشخص الذى ينوى استضافته.
واستكمل حديثه قائلا: أعلم بأن البعض يقوم بتزييف صفحاته الشخصية عبر السوشيال ميديا والمعلومات داخلها، لكن كون دخول المعد إلى الصفحة ومحاولة التعرف على هذا الشخص الذى يريد استضافته سيشعر أن حوله لغط وسيرته الذاتية فيها جدل، أو ليس له مقالات أو كتب أو دراسات فى الموضوع الذى من المفترض يتحدث فيه خلال البرنامج.
وأشار العالم، إلى أنه من المفترض ان يراجع فريق البرنامج بأكمله على الضيوف ولا يترك الأمر فقط للمعد، وعدد هذا الفريق عشرة مثلا وبالتالى لا يمكن أن يتم خداعهم بأكملهم.
وكانت قد نشرت صحيفة نيويورك تايمز الامريكية حقيقة بائع ساندوتشات يظهر فى الفضائيات المصرية منتحلا صفة محلل سياسى، ويتحدث عبر برنامج سكايب خلال هذه القنوات، باعتباره محللا لكل ما يخص المصريين من أمريكا.