الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

اختفاء برامج الأطفال «قنبلة موقوتة»

اختفاء برامج الأطفال «قنبلة موقوتة»
اختفاء برامج الأطفال «قنبلة موقوتة»




تقرير - مريم الشريف


بالرغم من ان الاطفال شريحة مهمة فى المجتمع المصرى بلا جدال، وهم اجيال المستقبل والذى لا بد من تأسيسهم بشكل صحيح كى يكون هناك مستقبل افضل لبلادنا، الا ان الاعلام نسى تماما هذه الشريحة، ولا اعلم اذا كان نسى ام تناسى عمدا، حيث اختفت برامج الاطفال تدريجيا رغم زيادة القنوات الفضائية بشكل كبير وما لديها من امكانيات ضخمة.
ويعتبر اختفاء برامج الاطفال امرا خطيرا على عقليته، لذلك لابد ان تتعظ القنوات وتضع الطفل ضمن خريطتها البرامجية، من خلال التوجه اليه ببرامج ترفيهية وتثقيفية وترك الهدف الربحى جانبا، حفاظا على هذا الجيل الناشئ من أى عبث بفكره كى ينشئ جيلا سليما واعيا بعيدا عن اى تطرف فكرى او دينى بعد انتشار الجماعات الإرهابية على مواقع التواصل الاجتماعى ومحاولاتها لاجتذاب الأطفال لتزييف وعيهم ونشر الفكر المتطرف.
القنوات لا يوجد على شاشتها سوى توك شو سياسى وبرامج صباحية اخبارية ونشرات اخبار والقناة التى تريد اضافة تنوع او لمسة جمالية لديها تقدم برنامجًا خاصًا بالمرأة، ولا توجد سوى قنوات قليلة التى تعى ضرورة الاهتمام بالطفل مثل قناة DMC حيث تقدم فقرة خاصة بالاطفال فى برنامجها الصباحى «صباح DMC» والذى تقدمها المذيعة داليا اشرف، بالاضافة الى برنامج «بنات وولاد» على قناة النهار.
وكان من ابرز الأعمال الكارتونية الخاصة بالطفل رمضان الماضى مسلسل «زوو» والذى عرض على قناة ON E.
أليس الطفل مهمًا فى مجتمعنا، وعلى الاعلام الاهتمام به من حيث تقديم مواد تخاطب فكره وعقله بدلا من توجه الاطفال الى مواد تقدم للكبار ومع خطر الانترنت والسوشيال ميديا على عقل الطفل اصبح الامر كارثيا.
وللاسف مازال المنتجون والقائمون على البرامج يجرون وراء الاعلان والربح الذى اصبح مؤثرا بشكل كبير على المحتوى الاعلامى المقدم، وهو ما ادى الى ابتعادهم عن البرامج المقدمة للطفل متجاهلينه بعدما كان هناك عدد كبير من البرامج التى تخاطبه وتربى عليها اجيال مثل برنامج «بقلظ وماما نجوى»، «عروستى»، «عصافير الجنة»، و«البرلمان الصغير» و«سينما الأطفال» وصولا الى برنامج «لعب عيال» والذى حقق نجاحا كبيرا وكان انطلاقة للفنان احمد حلمى وغيرها من البرامج الرائعة التى كانت تخاطب الطفل وتدعم مواهبه واهتماماته.
وايضا تعتبر الحالة السياسية التى شهدتها مصر خلال السنوات الماضية، سببا اساسيا فى اختفاء برامج الاطفال بعدما اصبحت السياسة المسيطرة على المضمون الاعلامى المقدم ومن اهتمامات المواطن، ولم نعد نرى برامج الطفل الا فى شهر رمضان فقط فى شكل اعمال درامية كارتونية.
 وإلى جانب العامل السياسى تأتى الامكانيات المادية عائقا اضافيا وأدت الى توقف بعض البرامج مثل «عالم سمسم» الذى دام قرابة 20 عاما.