الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

الاستقلال = الحرب

الاستقلال = الحرب
الاستقلال = الحرب




كتب – أحمد سند ونشوى يوسف

أعلنت المفوضية العليا للانتخابات عن النتائج الأولية لاستفتاء إقليم كردستان العراق، الأربعاء، نجاح عملية الاستفتاء حيث أيد الأكراد عملية الانفصال، وبلغ عدد المصوتين بـ»نعم» 92%، وحوالي 7% صوتوا بـ»لا».
وبلغ عدد الناخبين المشاركين في الاستفتاء 4.5 مليون ناخب من الإقليم وخارجه. وفى إطار تداعيات استفتاء إقليم كردستان العراق، أبلغت سلطة الطيران المدنى العراقية أمس، شركات الطيران الأجنبية بتعليق الرحلات إلى إقليم كردستان بداية من الجمعة المقبل.

وصرح مصدر مسئول بشركة مصر للطيران أنه بناء على قرار سلطة الطيران المدنى العراقى تم تعليق رحلات الشركة إلى مطار أربيل اعتبارا من الساعة الثالثة عصرا بالتوقيت العالمى من يوم الجمعة القادم  لحين إشعار آخر.
ومن جهته أعلن رئيس شركة طيران الشرق الأوسط اللبنانية محمد الحوت عبر الهاتف، إن الشركة ستعلق الرحلات من وإلى مطار أربيل فى شمال العراق ابتداءً من الجمعة، مشيراً إلى قرار للحكومة العراقية بوقف الرحلات الجوية الدولية فى المطار.
 ورفضت موسكو وفرنسا وإيران وتركيا ومعظم الدول العربية الاستفتاء.
يذكر أن رئيس الوزراء  العراقى حيدر العبادى كان قد امهل الاقليم 3 أيام لتسليم المنافذ والحدود والمعابر البرية والمطارات، مما يؤشر بإجراءات تصعيدية وبوادر قرارات عسكرية.
ونظم الآلاف من الأكراد الإيرانيين مسيرات فى الشوارع لإبداء تأييدهم لاستفتاء، وتحدوا بذلك استعراضا للقوة من جانب السلطات الإيرانية التى حلقت طائراتها الحربية فى سماء المناطق الكردية.
وحذر روحانى من أن الاستفتاء حول الاستقلال فى إقليم كردستان العراق سيؤدى إلى «فوضى سياسية» فى المنطقة، فيما أعلن الحرس الثورى أنه سيرسل تجهيزات صواريخ إلى الحدود مع العراق.
وندد المسئولون ووسائل الإعلام فى إيران بالاستفتاء الذى أجرى الاثنين الماضى واعتبروه تهديدا للاستقرار الإقليمى مؤيدين بذلك الضغوط التى فرضتها بغداد وتهديدات إيران وتركيا وتحذيرات المجتمع الدولى من أنه قد يشعل فتيل صراع جديد فى الشرق الأوسط.
ويعيش فى دول المنطقة نحو ثلاثين مليون كردى ليس لهم دولتهم الخاصة. ويعيش جزء منهم فى إيران وتخشى طهران تنامى الضغوط الانفصالية بين أفراد أقلية لها تاريخ طويل فى الكفاح من أجل حقوقها السياسية.
وحول توقعات القادم للمشهد السياسى وما يمكن أن يتخذ من إجراءات على مستوى الحكومة المركزية ببغداد، ومستوى دول الجوار، يقول الباحث فى الشأن السياسى العراقى هاشم الشماع لـ«روزاليوسف» أن الحكومة العراقية الآن لديها قضية الاستفتاء أمر ثانوى والأمر الأساس هو إكمال مشوارها لتحرير بقية الأرض العراقية من داعش، وبعد ذلك ستلتفت إلى موضوع الاستفتاء بكل ثقلها الدستورى والقانونى والعسكرى أيضا لن يتحقق.
وأضاف أن بغداد لديها أوراق كثيرة تلعب بها من الممكن أن تستعملها ضد البارزانى وفعلاً بدأت بجزء منها كغلق المنافذ وطلب من دول العالم عدم التعامل مع الإقليم وغيرها كثير تأتى تباعاً، كما أن الحكومة العراقية ستنشر الجيش والحشد الشعبى فى المناطق المتنازع عليها إن صح التعبير خاصة أن البرلمان العراقى صوت بضرورة أن يمارس رئيس الوزراء صلاحياته الأمنية.
كما يقول المحلل السياسى العراقى حيدر حميد لـ«روزاليوسف» أن الحكومة العراقية لن تلجأ فى الوقت الحاضر إلى استخدام الخيار العسكرى فى حسم نزاعها مع الإقليم، على الرغم من  أن مخاوف الصدام العسكرى تظل قائمة  بين البشمركة والحشد الشعبى ولاسيما فى مناطق التماس عند المناطق المتنازع عليها وسوف تنسق الحكومة العراقية جهودها مع تركيا وإيران لتنفيذ إجراءات فرض حصار اقتصادى على الإقليم ربما سيكون الأقسى على الشعب الكردى.
وتوقع دكتور طالب كريم مدير مركز الرافدين للحوار أن الكرد سيحاولون التهدئة، والعودة إلى طاولة الحوار، وأن الاستفتاء مقدمة للاستقلال، مضيفا أن الذى يلعب بعامل الزمن هنا من ناحية إعلان الاستقلال والدولة أو خلافه، هو مدى إمكانية العقلية السياسية للحكومة الاتحادية فى بغداد؛ بمعنى آخر ربما إذا شعر الكرد أنهم حققوا مكسبا يرضى شعبهم فمن الممكن أن يتأخر إعلان الاستقلال، موضحا أنه توجد ملفات كثيرة وصعبة على سياسى الكرد تجاوزها مثل؛ رسم الحدود، ملف الثروات وأهمها النفط والغاز، ملف المنافذ الحدودية، الطيران، المناطق المتنازع عليها، بالإضافة إلى المناخ السياسى للدول المجاورة. وأضاف أن كل المؤشرات تشير إلى التصعيد لا التهدئة، متوقعا سماع أمور جديدة بعد ساعات.