الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

انقلاب أمريكى على الاتفاق النووى الإيرانى

انقلاب أمريكى على الاتفاق النووى الإيرانى
انقلاب أمريكى على الاتفاق النووى الإيرانى




واشنطن - لندن ـ وكالات الأنباء


توقع وزير خارجية إيران، محمد جواد ظريف، انقلاب الإدارة الأمريكية على الاتفاق النووى مع بلاده، محذرا أوروبا من السير خلف واشنطن بهذا الخصوص، لأن ذلك سيقوض الاتفاق نهائيا.
ورجح ظريف أن تدعى إدارة الرئيس دونالد ترامب فى 15 أكتوبر الجارى أن إيران لا تلتزم بالاتفاق النووي، داعيا أوروبا إلى مواجهة هذا الموقف الأمريكى.
وحذر الوزير الإيرانى، الذى يعد من أبرز صانعى «خطة العمل المشترك» بين إيران والمجتمع الدولى، فى تصريحات لرئيسى تحرير صحيفتى «إندبندنت» و«فايننشال تايمز» البريطانيتين، من أنه لو اتبعت أوروبا خطى واشنطن فإن الاتفاق النووى سيقوض، وستكون إيران مضطرة لاستئناف أنشطتها النووية بتكنولوجيا أكثر تطورا من قبل.
وقال إن الشىء الوحيد الذى يمكن أن يشجع إيران على استمرار الالتزام بقيود الاتفاق النووى هو تمسك سائر الموقعين الآخرين على الاتفاق – وهم بريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين - بشروط هذا الاتفاق وأن يواجهوا إجراءات الولايات المتحدة.
وتابع: «لو قررنا الخروج من الاتفاق، سنخرج بتكنولوجيا أرقى مقارنة مع الماضي، إلا أن أنشطتنا ستكون سلمية دوما لأن العضوية فى معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية لا علاقة لها بهذا الاتفاق، لكننا لن نلتزم بالقيود التى قبلنا بها فى إطار الاتفاق».
ورفض مزاعم حكومة ترامب بأن إيران نقضت مقدمة الاتفاق النووى، التى تتحدث عن دور هذا الاتفاق فى الأمن والسلام وقال، إن الاتفاق النووى ورغم أنه لم ينفذ بصورة كاملة فقد أدى دورا فى أمن وسلام المنطقة.
من جهته، قال وزير الخارجية الأمريكى السابق جون كيرى إنه لا ينبغى أن يكون الاتفاق النووى الإيرانى لعبة فى يد ترامب أو غيره.
ونشر كيرى مقالا فى صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية تحدث فيه عن الاتفاق النووى الإيراني، وضرورة المحافظة عليه وعدم خرقه.
وأوضح أن الاتفاق النووى الإيرانى سيؤول مصيره إلى الكونجرس، لأن أحكام مراجعة الاتفاق بالأصل تم تصديقها فى الكونجرس، لأن الأمن القومى الأمريكى لا ينبغى أن يكون «لعبة» فى يد ترامب أو حتى الرئيس السابق باراك أوباما.
وتابع «إذا ما حكمنا بمثالية على الاتفاق النووى فهو أفضل، خاصة أن إغلاق المسارات أمام إيران كان سيفضى إلى حصولها على سلاح نووى».
وأردف «قضينا آلاف الساعات من التفاوض للوصول لذلك الاتفاق، وحشدت الولايات المتحدة وحلفاؤنا الأوروبيون كل قواها للضغط على الدول المترددة فى قبول الاتفاق بما فى ذلك روسيا والصين والهند وتركيا، للحد من برنامج إيران النووى».
واستطرد «يتساءل البعض، لماذا لم يوقف الاتفاق السلوك الإيرانى المزعزع للاستقرار فى سوريا أو دعمه لحزب الله، لكن فرنسا تجيب عن هذا بإجابة وافية، وهى أن الثقة بيننا وبين طهران كانت صفرا، فنحن لم نتفاوض معهم منذ 1979، وكان المسار بيننا تصادميا بشكل كبير، لكننا جعلنا العالم متحدا حول قضية واحدة أخيرا، وهى الحد من القدرة النووية الإيرانية، أليس هذا أمرا مهما يجعلنا نتغاضى عن أى شىء آخر».
وحذر كيرى الرئيس الأمريكى، من أن إلغاءه للاتفاق النووى مع إيران، لن يجعل طهران «معزولة» عن العالم، بل سيجعل أمريكا نفسها هى «المعزولة» عن العالم.
وقال إنه «من غير المنطقى أن نترك اتفاقا يوقف النمو المحتمل للبرنامج النووى الإيرانى، لن يكون العالم مرتاحا لمثل هذا القرار، الذى سيجعل أمريكا معزولة عن العالم بصورة كبيرة».
ورأى أن «المحافظة على الاتفاق، هى بالأساس محافظة على النفوذ الأمريكى فى أوروبا، ونحافظ على علاقاتنا الوثيقة مع حلفائنا الأوروبيين».
وحذر من أن إلغاء الاتفاق سيؤدى إلى «تسليم طهران للتيارات المتشددة، التى تهاجم الولايات المتحدة دوما، وستكون رسالة لأى دولة تدرس التفاوض معنا، بأن الولايات المتحدة لا تحافظ على كلمتها أو اتفاقياتها».
وختم «ينبغى التمسك بالاتفاق لأن إلغاءه سيعود بنا للمربع صفر، ونشعل برميل بارود الصراع العسكرى مع إيران، وسيجعلنا لا نركز بصورة أكبر على التهديد النووى القادم من كوريا الشمالية».