الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

دولة المشايخ

دولة المشايخ
دولة المشايخ




عمامة الفقيه، مازالت أحد الأسباب الرئيسية التى يعانى منها المجتمع، من خلال الفتاوى الشاذة الخارجة عن المألوف والتى أثارت جدلا واسعا وإرباكا بين المواطنين.
فدولة المشايخ التى  تتحكم فى مفاصل الدولة، تأمر وتنهى، تمنح وتمنع، تخلفت عن مواكبة العصر، وفشلت فى تطويع  الاجتهاد وسماحة الدين لخدمة البشرية، وكان نتيجة ذلك انفجار عدة قنابل موقوتة  فى وجه الجميع، وكان آخرها زواج القاصرات، والذى بلغ وفقا للتعداد السكانى الأخير 118 ألف حالة زواج أقل من 18 عاما، بما يمثل 40% من حالات الزواج سنويا، وهى إحدى الظواهر الخطيرة التى تسلب حقوق الأطفال، وترفع من نسبة الأطفال مجهولى النسب.
المشايخ ابتعدوا عن مشاكل المجتمع، وتجديد الخطاب الدينى، ومازالوا يتحدثون عن كيفية دخول المسجد بالرجل اليمنى أم اليسرى، الأزهر بمشايخه وعلمائه لم يصدر فتوى يحدد موقف الشرع من تلك القنبلة الموقوتة، وكذلك مجلس النواب الذى وقف مكتوف الأيدى، ولم يصدر تشريعا يجرم تلك الظاهرة التى تمثل خطرا كبيرا على المجتمع.
المجلس القومى للسكان التابع لوزارة الصحة، يخشى من رفض مجمع البحوث الإسلامية وهيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف لمشروع القانون الجديد والذى يحظر زواج الأطفال ممن هم أقل من 18 عاما، وعدم قبول أى شهادة طبية لتحديد السن لأى من الزوجين.
الأزهر بمشايخه وعلمائه لم يتصد لظاهرة أخرى خطيرة تمثلت فى الطلاق الشفهى، حيث رفضت هيئة كبار العلماء تقييد الطلاق الشفهى، مؤكدة أن الطلاق الشفوى يقع شرعًا من دون حاجة إلى وجود شهود أو توثيق.
وأكدت الهيئة أن ظاهرة شيوع الطلاق لا يقضى عليها اشتراط الإشهاد أو التوثيق، لأن الزوج المستخف بأمر الطلاق لا يعيبه أن يذهب إلى المأذون أو القاضى لتوثيق طلاقه.
سبق وأن أصدر الأزهر فتاوى واتخذ مواقف أثارت حالة من الجدل، كان أبرزها رفض الأزهر تفكير داعش، رغم الجرائم الإرهابية التى ارتكبوها فى حق الإنسانية، واستحلالهم دماء الأبرياء  من المسلمين وسبى النساء، بل اكتفى الأزهر بوصفهم بأنهم مفسدون فى الأرض.
الصمت المريب لهيئة كبار العلماء، تجاه قضايا المجتمع، فتح المجال لانتشار الفتاوى الشاذة والمريبة، والتى خرجت من  «شيوخ الفتنة»، من أصحاب العمامة والجلباب السلفى، أو عمامة الأزهر والتى تعيدنا إلى عصور ما قبل الإسلام، تمثلت إحداها فى تحريم تحية العلم والسلام الوطنى، وتكفير من يقوم بذلك، بزعم أنها تشبه بالكفار وتقليد لهم فى العادات وأن به موسيقى، وأن الموسيقى حرام.
الفتاوى الشاذة والمثيرة للدهشة والتى تؤدى إلى تشتيت المواطنيون وتسىء للدين الإسلامى، خرجت أيضا من مشايخ الأزهر، حيث سبق أن أصدر الدكتور صبرى عبد الرؤوف أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر فتوى أجاز فيها للرجل ممارسة الجنس مع زوجته بعد وفاتها، وهو ما أطلق عليه «معاشرة الوداع».
أما الدكتورة سعاد صالح أستاذ الفقه المقارن بكلية الدراسات الإسلامية فقد سارت عن نفس النهج وأجازت للرجال «نكاح البهائم» باعتبار أنه لا تكليف عليه وأن ذلك يسرى على جميع الحيوانات.