الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مفيد فوزى يلتقى «هيكل الآخر» فى حضرة «إحسان عبد القدوس»

مفيد فوزى يلتقى «هيكل الآخر» فى حضرة «إحسان عبد القدوس»
مفيد فوزى يلتقى «هيكل الآخر» فى حضرة «إحسان عبد القدوس»




إعداد- سوزى شكرى

فى أمسية خاصة بقاعة «إحسان عبد القدوس» أقامت مؤسسة روزاليوسف الصحفية الخميس الماضى احتفال بعيد ميلاد الكاتب الكبير الراحل محمد حسنين هيكل – 94 عامًا (23 سبتمبر1923- 17 فبراير2016) بالإضافة إلى حفل توقيع وندوة حول الإصدار الجديد من سلسلة «الكتاب الذهبى» للكاتب الصحفى والإعلامى والمحاور مفيد فوزى والذى هو بمثابة إبحار فى عقل وقلب هيكل «الجورنالجي» كما لقبه مفيد فوزى، الكتاب بعنوان «هيكل الآخر» ويكشف الستار عن الجوانب الإنسانية فى حياة «هيكل» التى لا يعرفها أحد.

الاحتفالية أقيمت بحضور المهندس عبد الصادق الشوربجى رئيس مجلس إدارة روز اليوسف، وقيادات مؤسسة وأبناء روزاليوسف من الصحفيين، وأيضا رؤساء التحرير السابقين، بالإضافة إلى ضيوف اللقاء من المثقفين والإعلاميين والفنانين ورجال الدين، قدم الضيوف شهادات حول الكاتب مفيد فوزى كقيادى بـ«روزاليوسف»، وصحفى حريص على أفكاره، ومحاور إعلامى استثنائى متفرد، وطرحت جدلا عن تأثير وجود الأساتذة والمدارس الصحفية المميزة مثل مدرسة «روزاليوسف ومدرسة الأهرام»، ومقارنات وتشابهات بين الكاتبين (مفيد – هيكل) من حيث تصدرهما المشهد الصحفى، وعن المحتفى به «هيكل» تحدثا عن مسيرته الصحفية وعلاقاته برؤساء مصر والعرب والعالم.
أدارت اللقاء الإعلامية «لميس الحديدي» التى عبرت عن سعادتها بوجودها فى بيتها الأول «روزاليوسف»، وأنها من جيل محظوظ بوجود أساتذة أمثال مفيد فوزى، لويس جريس، رشاد كامل، وأنهم قدوة تعلمت منهم، وهيكل قامة صحفية عربية، وأشارت إلى أنه من خلال 26 حلقة مع الأستاذ هيكل أذيعت على قناة فضائية حكى أشياء كثيرة سوف تظل سرًا بينها وبين هيكل لا تبوح بها بحسب رغبته.
فى بداية الاحتفالية رحب المهندس عبد الصادق الشوربجى رئيس مجلس إدارة روزاليوسف بالضيوف وأشار إلى أن الاحتفال بتوقيع كتاب المحاور الكبير مفيد فوزى «هيكل الآخر» وأن الاثنين «هيكل» ومفيد فوزى من أبناء وخريجى مدرسة روزاليوسف الصحفية، وشهدت صفحاتها العديد من مقالات هيكل منذ الأربعينيات، وأن مفيد فوزى قدم لنا  فى كتابه «هيكل الآخر» الذى لا يعرفه الآخرون.
كما شكر على العابد السفير الأردنى فى مصر روزاليوسف على دعوتها وقال: «شرف لى أنى معكم فى هذا الصرح الثقافى الكبير «روزا ليوسف» التى أتابعها فى كل إصداراتها، مصر منارة الثقافة للعالم العربي، اقرأ للكاتب إحسان عبد القدوس وأتابع كل ما يكتبه المحاور مفيد فوزى وبالأخص لقاءاته الإعلامية انتظرها، وهيكل كاتب مميز لا يتكرر».
أما الصديق المقرب لمفيد فوزى د.مصطفى الفقى مدير مكتبة الإسكندرية فتحدث عن علاقته بمفيد: بينى وبينه علاقة صداقة قوية أكثر مما يتصور أحد، وحين خرجت من الرئاسة لم يهملنى مثل الآخرين بل كان يسأل عنى باستمرار ويتابعنى.
وأشار الفقى إلى أن هيكل انتصر لمفيد فوزى فى مواقف كثيرة عندما طرد مفيد فوزى من عمله، فكانت عظمة هيكل أنه يحمى الرأى الحر فى وقت كان يصعب فيها الحريات، وأعاد مفيد فوزى إلى عمله فى ظل اضطهاد مراكز القوى، هيكل شخصية استثنائية وبوصلة حقيقية للتوجه القومى الصحيح والوتر السليم، غيابه أفقدنا الكثير، حوارات ومقالات هيكل تنم عن عقل يفكر من زاوية لا يتوقعها أحد، هيكل هاجم من السلطة إلا أنه ظل كما هو ولم تغيره الظروف بل منحته قوة.
وأضاف «الفقى»: «تأكيدا لدعم هيكل للحريات دعم نجيب محفوظ ونشر رواية «أولادنا حارتنا» فى الأهرام فى توقيت صعب تاريخيًا، هيكل نصير للحرية، الزعيم جمال عبد الناصر قال عن هيكل: «أن كل الصحفيين يسألونى وهيكل أنا أساله كيف يرى الواقع»، هيكل أديب وروائى وفنان، وسعيد جدا أن أسرة هيكل قررت أن تهدى مكتبة الإسكندرية مجموعة نادرة من كتب هيكل».
أما المحاور مفيد فوزى فروى للحاضرين لقاءاته الأولى بهيكل قائلا: «حكايتى مع هيكل بدأت من سور الأزبكية اشتريت كتابه «إيران فوق البركان» الذى كان قد كتبه عن رحلته إلى إيران وقراءته أكثر من مرة فى ليلة واحدة، وذهبت إلى آخر ساعة حيث كانوا فى استقباله بعد عودته من كوريا، وقفت على بابه وسط العظماء مصطفى وعلى أمين ومحمد زكى عبد القادر، وموسى صبرى وجلال الدين الحمامصى، وكنت طالبا ولم يكن أحد يحس بي، ثم صعد هيكل إلى مكتبه ولحقت به فى مكتبه فأدهشه جدا تصرفى، وسألني: «من أنت؟» قلت له أتدرب هنا، ثم قال لى «ماذا تعرف عنى؟» فقلت له بعضا مما يكتبه لأنى حافظه صم، وحين عملت بجريدة روزاليوسف، ظللت مفتونا بشيء.. اسمه (بصراحة) الذى كان يكتبه الأستاذ فى جريدة الأهرام كل جمعة، وكْنت أرى هذه المقالات كف الدولة الذى يقرأه ونعرف منه ماذا يدور فى ذهن عبد الناصر.
وعن إعجابه بهيكل قال: هيكل «هو التحليل والتدقيق والتوثيق والطواف على موانئ المعرفة، صدقه الشديد فى حواراته ليس له مثيل، قمت بإجراء حوار معه، وكان قد طلب منى أن أرسل له الحوار قبل نشرة، ونفذت ما طلبه لا ولم أفعل ذلك إلا مع هيكل فقط، وارسلت له الحوار ووضع علامات للتعديل، وبكل رقى واحترام ترك لى كصحفى التعديل، ولم يقم هو بالتعديل، وهذا التصرف قمة فى الاحترام من أستاذ يحترم الآخر.
أما عن رأى مفيد فوزى فى هيكل كمتحدث تليفزيونى فقال عنه: ينقصه شد انتباه المشاهد لأنى لاحظت فى لقاءاته الأخيرة مع الإعلامية الذكية «لميس الحديدى»  أنه كان يخرج عن المسار ولولا «لميس» التى كانت تصحح له الطريق من حين لآخر، هيكل كمتحدث يتوه أحيانا، أما هيكل كاتباً فهو ممسك باللجام يركب حصانه العظيم وهو «الحرف والكلمة» وأيضا يملك الأدوات، علمنى انا شخصيا «الصياغة»، للحق تعلمت من كثيرين، من لويس جريس واحمد بهاء الدين «كيف افكر» ومن فتحى غانم  تعلمت «كيف احكى» ما اكتبه.
ولفت «فوزى» إلى آراء هيكل: «يحكم على الأمور من منظوره الشخصى ورؤيته الخاصة، وكتاب «خريف السادات « ترجمة لمشاعره الخاصة، أبلغته رأيى أن بالكتاب تجنيًا على شخص السادات، لم يعترض على رأيى وقال اترك الحكم على كتاباتى لتقدير القارئ، وان الرأى أمر نسيب ولا يعمم على الجميع، الناس من بينهم من  وافق على رأيه فى السادات والآخرون رفضوا رأيه، هيكل وعبد الناصر كلاهما  يتمتع بجينات واحدة لديهما نفس «الكريزما» جذب الآخر».
أما د.احمد هيكل نجل هيكل فتحدث عن علاقته بالأب: «كان هيكل معجبا جدا بكتابات الأستاذ محمد التابعى فى روزاليوسف، فى عام 2002 طلبت منه أن يسجل أحاديث تلفزيونية يحكى عن نفسه وأقنعته بذلك، كان يرفض أن يتعاقد مع أحد وطلب منى أن أقوم بالاتفاق، وكان له شرط واحد ألا يكون هناك حذف من الحوار، وعرضت على القناة المصرية وقناة ابوظبى واللبنانية (LBC) وقناة الجزيرة، وافقت الجزيرة والقناة اللبنانية، غضب والدى منى عندما دعاه مسئولو القناة اللبنانية لزيارتهم، لأنه لا يفضل هذه الزيارات حتى ان كانت للعمل، وهذه قناعاته الخاصة، ورفض أن يطل من قناة لبنانية على المجتمعات العربية لان لبنان فيها حروب أهلية، وكانت الجزيرة فى 2001 تختلف عن الجزيرة 2017 .
وعن سؤال المحاور مفيد فوزى لنجل «هيكل» عمن احرق بيتهم فى برقاش فيما بعد ثورة يناير فاجاب د.احمد هيكل: اتصل صديق قبل حادث برقاش، صديق كان له ميول إخوانية، وسألنى «هل الأستاذ هيكل عليه حراسة؟» أجبته: لا، قال لى: تأكد من أن تكون عليه حراسة، وفوجئنا ثانى يوم بحرق المكتبة ونجا هيكل لأن الحراسة كانت متواجدة على شخصه.
أما د.لويس جريس فتحدث عن مفيد فوزى الصحفى الحريص على أفكاره الذى لا يبوح بها أمام زملاءه ولا فى الاجتماعات وأشار إلى سرعة مفيد فوزى فى انجاز الموضوعات، وأنه إذا كلف بعمل فلا يرفض ولا يتعالى، وأن مفيد فوزى قيمة صحفية وإعلامية كبيرة أحييها وأظل فخورًا بصداقتى به والعمل معه ودائما أقول إن مفيد فوزى فى المقدمة.
الكاتب رشاد كامل قارن بينهما على حد تعبيره :هيكل ومفيد فوزى يملكان صفات مشتركة هى اليقظة  والسرعة فى الانجاز والحسم  المعلومة والتوثيق والدقة، مفيد فوزى تلميذ مخلص فى مدرسة هيكل، مفيد فوزى وهيكل كلاهما صنع نفسه بنفسه، وكلاهما كان مفيدًا للقارئ، للدولة والمجتمع.
الكاتبة والصحفية ماجدة الجندى أشارت فى شهادتها إلى أن مفيد فوزى يجيد إدارة الاختلاف، وجعل للاختلاف قيمة، وجعل الصحفى يعمل بحرية دون قيود، أما الأستاذ هيكل هو «الأستاذ» الذى يملك نسقًا معرفيًا فى كل المجالات الاقتصاد والشعر والتاريخ والعلوم والثقافة السياسية ملم بالمعرفة.
-  وفى تآخ وطنى إنسانى تحدث رجال الدين  كل من القمص بولس عويضة والشيخ علوى أمين خليل استاذ شريعة بجامعة الأزهر، فقال «عويضة»: مفيد فوزى محاور «جدع» ومجتهد وأسلوبه مميز مثير يخرج من الضيف أفضل ما عنده، اما الشيخ «علوى خليل» فوصف مفيد المحاور بأنه أستاذ لا يقارن بأحد، أتابعه بحرص ونطالبه باستكمال مسيرته، لأنه «مفيد» اسماً ومضموناً.
الإعلامى والصحفى وائل الابراشى قارن بين مدرسة الكاتب مفيد فوزى الصحفية ومدرسة هيكل الصحفية فذكر: تعلمت من مفيد فوزى «فن الحوار» خصوصًا فن الاستفزاز فى الحوار، مفيد فوزى يمثل مدرسة روزاليوسف المشاغبة التى تتطلب اقتحام المناطق الشائكة التى يخشاها البعض، والكاتب هيكل يمثل مدرسة الأهرام الموضوعية، لذلك أجد أنهما مدرستان التقيا تواصلا بكل اختلافاتهما.
الفنان والاعلامى سمير صبرى لفت إلى حرصه دائما على قراءة باب «سماعى» فى الصفحة الأخيرة فى مجلة صباح الخير، كما أشادت الكاتبة فاطمة ناعوت بمحاورات مفيد التليفزيونية وانها تعلمت منه أن السؤال أعظم من الإجابة، وأن «مفيد» أجرى حوارات مع العظماء فى القصور ومع البسطاء الفقراء فى النجوع، وأنها استفادت من حواراته مع البسطاء أكثر من حواراته مع العظماء، أما الكاتبة فريدة الشوباشى فأشارت إلى أنها تتلمذت على كتابات هيكل ومتابعة كتابات مفيد فوزى ومحاراته التليفزيونية التى طالما لفت الانتباه عن نقاط تغيب عنا.