الخميس 26 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أولياء أمور ومدرسون بدرجة «سواق خصوصى»

أولياء أمور ومدرسون بدرجة «سواق خصوصى»
أولياء أمور ومدرسون بدرجة «سواق خصوصى»




كتبت - مى زكريا

إذا كنت أبا ولديك طفل أو أكثر إذا فأنت تعرف تفاصيل المعاناة الشديدة للأسرة فى توفير مصروفات مدارس أبنائهم.. فضلا عن تلبية احتياجات أولادهم قبل بدء الدراسة.. لكن لم يكن مدرجا ضمن تفاصيل هذه المعاناة اليومية.. أن تجبر قسوة الحياة بسبب غلاء أسعارها الآباء والأمهات وربما المعلمين أيضا على تخصيص سياراتهم الخاصة لنقل مجموعة من الأطفال خلال رحلة ذهابهم وإيابهم من وإلى المدرسة سواء كان للقيام بالعمل فى حالة كان معلما أو أو كان بغرض نقلهم مع أولادهم للاستفادة.
شيماء وهى مدرسة بإحدى المدارس القومية بالجيزة قررت أن تشترى سيارة «سوزوكى فان» بغرض نقل مجموعة طلاب لعمل «دورة» كما يحلو لها أن تسمى عملية نقل الطلاب من منازلهم للمدرسة ثم العودة بهم فى نهاية اليوم.. وهى نفس المصطلح الذى يستخدمه السائقون.
تعتبر شيماء أن الهدف من مشروعها هو تحسين دخلها خاصة أنها فى مستهل العمر.. كما أنها ليست محظوظة كزملاء لها يقومون بإعطاء دروس خصوصية نقلت حياتهم بشكل كامل ماديا.. لذا لجأت لهذه الطريقة لتحسين دخلها.. لكنها تشكو من معاناة الطريق فى التعامل مع السائقين.. خاصة أن سيارتها «ميكرباص 7 راكب».. وهو ما يجعلها تتعامل فى كثير من الأحيان وفق متطلبات خطوط السير فى شوارع القاهرة والجيزة.. فلا عجب إذا سمعت أغانى مهرجانات أثناء رحلتها لنقل الطلاب وهو ما يدفع للتساؤل حول عقلية الطلاب الذين ألقاهم حظهم العاثر فى هذا المصير فقبل أن يتلقى العلم يستمع إلى أغانى مهرجانات أغلبها ربما تغنى على طريقة «أنا شارب سيجارة بنى».
«مدام  مها» سيدة من أسرة متوسطة الحال لكنها تميل إلى يسر الحال تقول إنها استغلت وجود ابنائها بمنطقة المهندسين فتعرفت على عدد من الطلاب من أبناء منطقتها لتستثمر نقل أبنها إلى مدرسته فى توفير نفقة الدراسة وبنزين السيارة.. مؤكدة أن الأمهات يأتمنونها على أبنائهن وهذا سر موافقتهن على اصطحاب أبنائهن.
الأستاذ جمال مدير إدارة فى إحدى المصالح الحكومية على المعاش يقول أنه بعد أن زاد وقت فراغه نتيجة ترك الوظيفة فقرر أن يجد ما يملأ فراغه.. خاصة بعد أن زوج أبناءه فأصبح وحيدا هو وزوجته.. لكن المعاش لم يعد يكفى متطلبات حياته.. فلجأ إلى الاستفادة من سيارته التى اشتراها خلال فترة وظيفته فى نقل الأطفال لمدارسهم.
وعلى الجانب الآخر من القصة يروى أسامة السيد أحد أولياء الأمور أنه عندما تقدم لابنه فى إحدى المدارس الخاصة ليبدأ أولى خطواته التعليمية فى «كى جى وان» كانت المفاجأة أن مصروفات الأتوبيس المدرسى تضاعفت فى الوقت الذى لن يستفيد فيه بالذهاب طيلة شهور الدراسة لصغر سنه فكانت السيارات الخاصة الاختيار الأمثل له.. خاصة أن تاكسيات توصيل الطلبة اصبحت سيئة السمعة لاستغلال أصحابها لظروف الأهالى وتكديس الأطفال باعداد كبيرة طمعا فى المزيد من الأموال.