السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

سلفيو أوروبا متى.. وكيف ولماذا؟

سلفيو أوروبا متى.. وكيف ولماذا؟
سلفيو أوروبا متى.. وكيف ولماذا؟




كتب - محمد شعبان

متكررة وسخيفة – أيضا - تلك التحليلات التى أرجعت انتشار السلفية فى عالمنا العربى إلى هجرة العمالة إلى دول الخليج منذ سبعينيات القرن الماضى.
سخافة هذا التفسير تكمن فى فشله فى الإجابة عن سؤال: إذا كانت السلفية انتشرت فى البلدان العربية نتيجة عمل قطاعات واسعة من هذه الدول فى بلدان الخليج فلماذا انتشرت السلفية فى البلدان الأوروبية ذات الدخل المرتفع والتعليم الراقى؟ ولماذا قدم من باريس وبريطانيا «مجاهدون» - هكذا وصفوا أنفسهم - يريدون إقامة «دولة الخلافة» فى سوريا والعراق؟
التفسير السابق ليس فاشلا فقط فى حالة سلفية أوروبا بل ومتهافتاً أيضا فيما يتعلق بالسلفية فى البلدان العربية.
فمن السعودية إلى اليمن والأردن وفلسطين مرورا بمصر ثم إلى السودان هبوطا لإثيوبيا ومن إندونيسيا وباكستان صعودا إلى باريس وانجلترا وهولندا تناقش هذه الأبحاث مسار السلفية عبر الكرة الأرضية خاصة بعد 11 سبتمبر...وسنتوقف فى هذه الدراسة عند نشأة السلفية فى أوروبا وتحديدا فى فرنسا وبريطانيا وهولندا.

السلفية... التعريف والنشأة
يرفض برنارد هيكل التفسير الشهير والشائع الذى يربط انتشار السلفية بتمويل بعض الدول الخليجية للحركات السلفية فيقول: هذه حجة مفرطة جدا بالتبسيط وذلك لأن السلفيين قد وجدوا قبل إنشاء هذه الدول والعديدون ليسوا متسلمين للمال الخليجي».
ثم يقدم هيكل 6 ملامح أساسية فى أى حركة سلفية هى:
أولا: العودة إلى المعتقدات الأصلية والممارسات الأصيلة للأجيال الثلاثة الأولى من المسلمين أى «السلف الصالح» وهى المدة التى يفهم أنها بدأت مع الوحى إلى النبى محمد - ص - وانتهت إلى زمان وفاة الامام احمد بن حنبل.
ثانيا: التشديد على فهم معين للتوحيد الذى يقسمه السلفيون إلى ثلاثة أنواع على الاقل من الاعتقاد والعمل: توحيد الربوبية - رب واحد - وتوحيد الألوهية - إله واحد - وتوحيد الأسماء والصفات –رب له اسماء وصفات -
ثالثا: التحقق من أن الكفر يحارب وخصوصا كل أشكال اشراك المخلوقات من البشر أو الأشياء الأخرى مع الله تعالى وهو «الشرك».
رابعا: الزعم أن المصادر الصحيحة الوحيدة التى هى حجة: القرآن وسنة النبى - ص - وهذا المصدر الاخير يساوى بمجموعات الحديث السنية التشريعية وإجماع اصحاب رسول الله.
خامسا: تخليص المسلمين من البدع التى تستحق الشجب فى الاعتقاد وفى الممارسة التى تبنوها عن علم منهم او من غير علم.
سادسا: المنازعة فى أن التفسير التأويلى الصارم للقران الكريم والسنة المطهرة كاف للمسلمين فى كل الأوقات وعبر كل النوازل الطارئة وأن هذه المصادر واضحة.
اجتهاد أم تقليد
يتوقف هيكل عند نقطة بالغة الأهمية فى تحديد طبيعة السلفية وهى الموقف من الاجتهاد فى الشريعة... فيشير إلى أن هناك تيارات سلفية ترفض الاجتهاد وتختار تقليد احد المذاهب الفقهية القديمة كما فعل محمد بن عبد الوهاب والمدرسة الوهابية فهؤلاء مذهبهم الفقهى حنبلى.
فى حين يرى ناصر الدين الألبانى السلفى الشهير ضرورة ترك المذاهب الفقهية التقليدية والاعتماد على الدليل وفقط لا اتباع المذاهب والأشخاص.
حرفيون وتنويريون
يميز الكاتب بين ما يسميه السلفية التنويرية المرتبطة بالعلماء المصلحين فى أواخر القرن التاسع عشر أمثال جمال الدين الأفغانى ومحمد عبده ورشيد رضا فى مراحله المبكرة حيث لم تشارك هذه المدرسة سلفية ابن تيمية المناوئة للعقلية والحرفية فى العلم الإلهى عن طبيعة الله تعالى ووحدانيته وعلى النقيض من ذلك فقد كان مذهب الافغانى وعبده فى مسائل التفسير الشرعى شبيها بموقف ابن القيم فى أهمية الاشتقاق المستقل للأحكام الشرعية وأهمية العودة إلى المصادر النصية للوحى. والسلفيون المستنيرون لم يكونوا حرفيين.
لذلك فهم من هذه الناحية كانوا أيضا غير مشابهين للسلفية التقليدية فى مسائل النظرية الشرعية وفى منهجية التفسير كان مشروعهم يدور أكثر حول العثور بخصوص القيم الفلسفية من أجل توليد نهضة المجتمع الإسلامى التى ستنتشله من وهدة السبات الذى كان ذلك المجتمع قد سقط فيه.
كان السلفيون المستنيرون مهتمين بمجابهة الغرب ولكنهم كانوا أيضا مهتمين بالتعلم من الغرب وتبنى بعضا من صفاته ومهاراته اى فى العلوم... السلفيون المستنيرون لم يكونوا موسوسين برسم الحدود التى فصلت بين المسلمين الحقيقيين وغير الحقيقيين بل كانت رؤيتهم بالأحرى أكثر اشتمالا بل كانت عالمية وكانت مهتمة برفع الحضارة الإسلامية وكل أعضائها».
تسييس السلفية
يقول هيكل: بالنسبة إلى الاشتغال بالسياسة تنقسم الجماعات السلفية بشكل عام إلى ثلاثة أنواع متمايزة النوع الاول: وهم أشد الجماعات سوء سمعة هم السلفيون الجهاديون الذين يدعون إلى العمل العنيف ضد النظام السياسى القائم ويدعون إلى تأسيس دولة موحدة فى شكل الخلافة.. هذه الجماعات تأثرت تأثرا شديدا بفكر سيد قطب - أحد المنظرين الرئيسيين للإخوان المسلمين - وقد اسهب فى الكلام عن المفهومين التوأمين فى الحاكمية –حاكمية الله تعالى- والجاهلية - الوضع الوثنى - ليشجب انظمة الحكم الموجودة فى العالم العربى وليجيز التمرد العنيف ضد تلك الانظمة.
النوع الثانى: ولهم فاعلية سياسية غير عنيفة فى البلاد الإسلامية وغير الإسلامية ويشار إلى هؤلاء فى الغالب بالفاعلين «الحركيين» ووجود هؤلاء محسوس فى بعض الدول الخليجية وينعتون باسم الصحويين والسروريين وكذلك لهم وجود فى اليمن وأماكن أخرى.
الجماعة الثالثة: تسمى بالسلفية العلمية وتتماهى مع تعاليم ناصر الدين الألبانى وتتماهى أيضا مع العلماء المعترف بهم رسميا فى المملكة العربية السعودية ومع جماعات من أمثال الجاميين والمدخليين وهم مرتبطون بمحمد أمين الجامى وربيع المدخلى وتتبنى هذه الجماعة الوضع المستكين ونظرة أكثر تقليدية وتحاجج فى أن كل أشكال التنظيم والعمل السياسى العلنية ناهيك عن أن العنف ممنوع لان هذا يمكن أن يقود إلى الصراع المدنى أى إلى الفتنة بين المسلمين وزيادة على ما تقدم تعد طاعة حكام المسلمين وان كانوا ظالمين تكليفا دينيا... ويؤمن هؤلاء بأن الاسلام لا يستطيع أن يعاود الظهور بصفة قوة مهيمنة على مسرح العالم الا بعد القيام بعملية مؤلمة وطويلة من «التصفية والتربية» تتم بها العودة بالمسلمين إلى تعاليم الإسلام الصحيحة مثلما هى مجسدة فى السلفية.
سلفيو لندن
يرصد صادق حامد المحاضر فى جامعة تشيستر نشأة السلفية فى لندن ويتوقف عند «منور على» والشهير بأبى منتصر والذى أسس جمعية إحياء منهاج السنة التى كانت اداة لنشر السلفية فى المملكة المتحدة.
يشير الكاتب إلى أنه وفقا لإحصائية حول مسلمى المملكة المتحدة عام 2005 وصل عدد المسلمين وقتها 1.6-1.8 مليون منهم الثلثان من خلفيات جنوبية اسيوية واكثر من خمسين بالمائة منهم ولدوا فى المملكة المتحدة وما يقارب نفس النسبة منهم تحت عمر 25 سنة مع حوالى 33 بالمائة تقريبا تحت 16 سنة وهم يضمون سلسلة متنوعة من التقاليد الطائفية.
ومن ثم فغلبة وسيطرة أبناء جنوب آسيا-باكستان وبنجلاديش والهنود- على المشهد فى بريطانيا تسبب فى وجود عدة تصورات إسلامية من إسلام تقليدى وآخر متصوف وثالث سلفى وهابى وأربعة سلفيين باكستانيين فضلا عن فكر الاخوان الإرهابى ومدرسة أبى الأعلى المودودى.
وعن أبى منتصر يقول حامد: كان المسئول إلى حد كبير عن نشر السلفية فى أوساط شباب المسلمين بإلقائه لعدد لا يحصى من الخطب فى الدوائر الدراسية فى المساجد ومراكز المجتمع والجامعات فى كل أنحاء البلاد.. بدأ أبو منتصر مساره الاحترافى فى منظمة الشباب الاسلاميين حركة إصلاح الشباب المسلمين وهى التى ساعد فى تأسيسها فى مطالع الثمانينيات من 1980 مع قلة من أصدقائه وأفراد من برمنجهام الذين كانوا قريبين من اتجاه أهل الحديث. وكان يقود هذه الحركة محمد عبد الكريم صاقب الذى كان مدير مدرسة الهجرة لبنات المسلمين فى برمنجهام. ولكن أبا منتصر تولى لاحقا قيادة حركة إصلاح شباب المسلمين بسبب مهاراته فى الاتصالات وقدرته على جسر الفجوات الثقافية واللغوية التى كانت تبرز فى صفوف الجيل الثانى وذلك بشرح التعاليم الإسلامية بلغة إنجليزية فصيحة للشباب الذين لم يفهموا الأهمية الشعائرية للغة العربية أو لم يعرفوا لغة لسان أمهاتهم من لغة الأردو أو اللغة البنغالية أو اللغة الكوجوراتية.
وأدت النزاعات على القيادة إلى أن انفصال صاقب الذى تابع مع حفنة من الاتباع عمل حركة إصلاح الشباب المسلمين فى حين أن أبا منتصر اسس جمعية إحياء منهاج السنة العام 1984 ومثل هذا الانشقاق أول لحظة مهمة فى تأسيس السلفية البريطانية ووضع علامة على التأثير المحدد لأبى منتصر وكانت جمعية احياء منهج السنة تحت قيادة أبى منتصر هى المنظمة الرئيسية من أجل ترويج السلفية فى كل ارجاء المملكة المتحدة».
يرجع الكاتب سرعة انتشار السلفية فى المملكة المتحدة خلال عقدى الثمانينيات والتسعينيات إلى الحالة البسيطة التى تخلقها الفكرة السلفية للشباب فى مجتمع متنوع الثقافات بل إن الوسط نفسه يحمل أكثر من فهم للإسلام.
ظل التيار السلفى الذى نشره «منور على» كتلة متماسكة حتى حرب الخليج عام 1991م
ويخلص الكاتب إلى أن جاذبية السلفية فى بريطانيا ترجع إلى العوامل التالية:
أولا: سيطرة الخطاب الخليجى الممول تمويلا جيدا والمعزز بتمويل المساجد فضلا عن الحضور المتفوق للسلفية على الإنترنت وتدفق الخريجين من الجامعة الإسلامية فى المدينة المنورة.
ثانيا: الاستقبال الخصب فى أوساط المسلمين المولودين بريطانيين الذين كانوا فى حالة بحث عن هويات دينية تستطيع أن تستعيد ثقتهم الدينية وكبرياءهم.
ثالثا: جاذبية السلفية نمت عضويا وتطورت بوصفها نتيجة للتأثير الخارجى للسلفية العالمية وبسبب التنافس مع الاتجاهات الإسلامية المنافسة والحوارات داخل صفوف السلفيين التى ظهرت من تفتت الخطاب السلفى دوليا.
رابعا: الهروب من فهم تقليدى للإسلام لم يعد مناسبا للجيل الجديد الباحث عن مرجعية بسيطة خالية من التعقيد.
باريس... السوق السلفى الرابح
يرى محمد على ادراوى فى بحثه المخصص عن السلفية فى فرنسا أن الميزة الجوهرية التى جعلت السلفية جاذبة للمسلمين هى بساطتها المفرطة وعدم تعارضها مع قانون السوق.
حيث يقول: إحدى أفضل الطرق لتحليل ميدان الإسلام الفرنسى هى أن ينظر اليه بوصفه سوقا وبحسب النظرية الاقتصادية التقليدية يجد العرض والطلب توزانا فى السوق وهذا ينطبق على الدين كذلك حيث ينظر اليه بوصفه منتجا فبحث المسلم الحقيقى يشكل سوقا».
ويمضى ناقلا تجربته مع كادر سلفى فرنسى: بالنسبة إلى السلفيين يعتبر الدين استثمارا حقيقيا فى السوق الدينية وهو مشروع لا يضمن لهم فقط الخلاص الأبدى ولكنه مشروع تنعكس فعاليته فى ثروة مادية فى هذه الحياة.. والمثال الجيد على ذلك هو قصة حياة سلفى يبلغ من العمر 28 عاما كنت قد قابلته وكان قد تبنى المنهج السلفى قبل ذلك بـ8 أعوام تقريبا ففى حين كان فى الماضى معتادا أن يعمل مستأجرا لأعمال مؤقتة فقط منخفضة المهارة برواتب سيئة بوظائف مؤقتة مثل العمل فى مراكز الاتصالات قرر فى أحد الأيام أن يهاجر إلى دبى حيث كان بعض إخوان السلفيين قد بدأوا يشترون ويبيعون سلعا عالية النوعية من مثل الهواتف الجوالة أو حواسيب الجيب.. وبإعادة بيعه السلع فى فرنسا حيث كان أغلى ثمنا لجيرانه وأصدقائه بدأ يكسب دخلا كبيرا قام باستثماره فى مطعم بالإمارات العربية المتحدة وهو اليوم رجل ثرى ويشرح حالته المزدهرة الحالية بأنها هبة من الله الذى كافأه ماديا على قراره للالتحاق بالسلفية وإيمانه والسير على صراط الإسلام المستقيم.... وفى مقابلتى معه قال: الحمد لله فأنا لم يسبق لى أن كسبت نقودا بهذا القدر فى كل حياتى.. ويعزو هؤلاء السلفيون الناجحون حسن توفيقهم إلى كونهم اعضاء فى الطائفة الناجية او الطائفة المنصورة».
فالسلفية وفق هذا التصور فكرة بسيطة مشروع اقتصادى ناجح تأكيد لفكرة ماكس فيبر عن ترابط الاستثمار الدينى والنجاح الاقتصادى.
«رفض الخوض فى السياسة الفرنسية شكل عاملا ثانيا للجذب» كما يرى ادراوى حيث يقول: أى شكل من أشكال السعى للحصول على النفوذ السياسى يعتبر نقصا فى الإيمان بالله والله ينصح المؤمنين بأن يضعوا مصيرهم بين يديه وإلى جانب ذلك يؤدى العمل السياسى سواء كان سلميا ام عنيفا إلى الانشقاق».
فى رصده للسلفية فى فرنسا يشير الكاتب إلى إحصائية صادرة عام 2005 توضح أن عدد المسلمين فى فرنسا 3.5 مليون منهم 10-15 بالمائة يمارسون الإسلام وأشار تقرير من الاستخبارات العامة إلى وجود 5000 سلفى فى فرنسا.
ملحوظة أخرى أشار اليها الكاتب وهى أن تركز السلفيون فى ضواحى باريس وليل -روبيه وليون وهذه الاماكن كانت مراكز تجمع اليسار المتطرف فى السبعينيات فى حين تضم المدن الكبيرة مثل مارسيليا مسلمين تقليديين.
هولندا... المرأة السلفية
يتوقف مارتن دو كوننج فى دراسته عن السلفية فى هولندا عند عام 1980 بوصفه عام دخول السلفية إلى هؤلاء بعد هجرة رموز سلفية عربية إلى هولندا ويشير تحديدا إلى السعودية وسوريا ومصر.
ويوضح الكاتب أنه يمكن تقسيم سلفيى هولندا إلى ثلاث مجموعات رئيسية:
الاولى: هم «السليفيون» - نسبة إلى سيليفى بياءين - وهى مجموعة الاستكانة التى تتبع الشيخ ربيع المدخلى الذى يعتبر مواليا لدولة خليجية وترفض هذه المجموعة أن تشارك فى اى دور فى السياسة الهولندية او أن تصير مقتحمة فى القضايا المجتمعية وتزعم انها غير عنيفة وأحد الوعاظ الرئيسيين داخل هذه المجموعة هو عبدالله بوشتا بالإضافة إلى العديد من المسلمين من الهولنديين اهل البلاد الاصلية.
المجموعة الثانية: تتألف من السلفيين الاكثر انشغالا بالناحية السياسية وهم غير عنيفين ولكن ينخرطون فى السياسة القومية والدولية وفى عام 2001 قام اهم قادة لهذه المجموعة فى امستردام «امام شيرشبي» وفى لاهاى «امام فوزى جنيد» وفى تيلبيرغ «امام أحمد سلام» قاموا بتأسيس لجنة المؤسسة الإسلامية لأهل السنة فى هولندا.
المجموعة الثالثة: المعروفة بالفرع الجهادى التكفيرى وهى مرتبطة ارتباطا مباشرا بشبكة هوفستاد - هذه الشبكة هى من حرضت على قتل المخرج الهولندى فان جوخ عام 2004 بسبب فيلم مسيء للمسلمات.
يرى الكاتب أن السبب الرئيسى لانتشار السلفية والالتحاق بها فى هولندا هو البحث عن فكرة توفر انتماء جديداً للفرد يعيش فى مجتمع له ثقافة تناقض دينه.
وينقل تجربتين لسيدة تحولت إلى السلفية تسمى أم سلمة مشيرة إلى أنها اختارت اسلاما سلفيا بحثا عن رؤية جديدة للعالم مناقضة لرؤية المجتمع الهولندى التى لا تتفق فى كثير من جزئياتها مع الإسلام.
فى دراسة شهيرة للباحثة الهولندية اينكة روكس لخصت السلفية الهولندية قائلة: السلفية ككل فى هولندا مليئة بالتناقضات»، جوانب معينة من الحركة تعمل ضد الديمقراطية وأخرى لصالحها. إذا أرادت الحكومة الهولندية تحفيز الاتجاهات الديمقراطية داخل الحركة السلفية عليها عدم وصمها.. مضيفة: «لا تعزلوهم بل اسمحوا لهم بالمشاركة، لأن هذا الأمر يجعلهم أكثر ديمقراطية».
وتمضى: لا يمكن أن تتوافق المعتقدات الدينية السلفية مع المبادئ الديمقراطية، تقول الباحثة الهولندية. لكن من حيث التطبيق ليس من المستبعد أن يكون فى المستقبل أناس لديهم معتقدات سلفية ومبادئ ديمقراطية فى الوقت ذاته. «يجب ألا ننسى أن الكثير من المؤمنين يفعلون ذلك فى هولندا، ليس المسلمين فقط، بل أيضا البروتستانت المتشددين على سبيل المثال. هم يقولون «لدى مثل دينية وأنا ديمقراطى كذلك».


 



 

يكشف كتاب «السلفية العالمية...الحركات السلفية المعاصرة فى عالم متغير» السر وراء انتشار السلفية اقليميا وعالميا فى زمننا هذا الكتاب مجموعة من الأبحاث قدمها خبراء عالميون متخصصون فى الشأن السلفى حول أسباب صعود السلفية بمختلف بلدان العالم اليوم.