مفاجأة..كارتون «توم وجيرى» أصله قبطى من «باويط» بأسيوط

كتب - علاء الدين ظاهر


فى عام 1940 م بدأ إنتاج حلقات الرسوم المتحركة الأشهر بين الأطفال «توم وجيرى»، وذلك على يد مبتكر الشخصيتين جوزيف باربيرا مع شريكه ويليام هانا، والتى ترصد صراعا بين القط توم والفأر جيري، ومحاولات القط الدائمة للإمساك بالفأر والتهامه، والذى يقوم هو الآخر بالمراوغة للإفلات من مخالب القط.
المفاجأة أن هذا الصراع الأزلى بين القط والفأر ليس اختراعا لكل من باربيرا وويليام، حيث عثرنا على أصله فى المتحف القبطي، إذ وجدنا أثناء جولة «روز اليوسف» اليومية فى المتحف مع د.عاطف نجيب مدير عام المتحف مقتنيات تمثل رسوماً كاريكاتورية، مما يؤكد أن الحضارة القبطية عرفت هذا النوع من التصوير فى اللوحات والرسومات.
إحدى القطع التى وجدناها فى القاعة رقم 9 بالمتحف، كانت عبارة عن لوحة ترجع للقرن7-8 من دير الأنبا أبوللو  فى باويط، وهى لوحة ملونة بأسلوب التمبرا، والمفاجأة كانت فى مضمونها حيث تصور ثلاثة فئران يلتمسون السلام وهم يمشون على أرجلهم الخلفية أمام قط.
الفئران الثلاثة يحمل أحدهم علماً ويمسك الآخر بقارورة وقمع، فيما يمسك الفأر الثالث بشكل مستطيل قد يكون لفافة من ورق البردى أو ما شابه، وهذه اللوحة تؤكد أن تصوير الحيوانات فى أوضاع آدمية إنما له جذور عميقة فى مصر القديمة ترجع إلى حوالى 1500 ق.م.
د.عاطف نجيب فسر لنا اللوحة، حيث قال إنها تتضمن قطاً سمن من الشبع، وأمامه ثلاثة فئران أحدهم يقدم جزية فى شكل صرة نقود و يد بها قمع رمز لاستمرار توريد وصب المال لهذا السيد الجشع، والثانى يرفع راية علامة للاستسلام، والثالث يمسك عصا أو لفافة بردى لمرسوم التسليم للحاكم القاهر.