الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مشعوذ يرهب زوجته بالجن والعفاريت

مشعوذ يرهب زوجته بالجن والعفاريت
مشعوذ يرهب زوجته بالجن والعفاريت




كتبت - سمر حسن


«اللى يعيش ياما يشوف» مأساة جديدة فى سرايا المحاكم المصرية، يُخيم عليها الجهل والتأخر الذهني، فلم تكن دعوى الخلع التى رفعتها الزوجة اليوم كغيرها من الدعاوى التى يأتى أغلبها بسبب قلة الإنفاق، أو التزوج من أخرى، أو الشذوذ الجنسي، ولكن لأن زوجها «راجل مكشوف عنه الحجاب».
«إكرام م» أوقعها حظها التعيس فى زيجة فاشلة، ذاقت فيها ألوان العذاب، حتى إنها أصيبت بحالة عصبية أفقدتها القدرة على الوقوف على قدميها، وثُقل فى نطق الكلمات.
روت المحامية «هبة»  المسئولة عن قضية «إكرام» واختها «إيمان» تفاصيل قصتها بسبب صعوبة النطق التى أصيبت بها إكرام جراء تعدى زوجها بالضرب عليها لـ «روزا اليوسف» قالت «اختها»: تزوجت اختى من «عبدالله.أ» منذ عشرة أعوام، وكان لديه محل لبيع «العطارة والبخور»، وأنجبت منه ثلاثة أولاد، كان ينفق عليهم ببزخ، حتى إنه كان يقدم لنا الهدايا، ويقيم مآدب الطعام لنا فى منزله فى كل المناسبات.
وواصلت: وذات مرة طلبت منه العمل معه لتحسين وضعى المالى وقضاء وقت فراغي، فوافق وكنت أرى أنواع عطارة غريبة وبمسميات لم أسمعها من قبل وبأسعار فلكية، وعندما سألته عليها أوضح أنها خاصة بمن يعمل فى «طرد الجن، وعمل وفك الأسحار والأعمال السفلية»، اندهشت من كلامه خاصةً أنه كان يثق فى مثل هؤلاء الرجال، إلى أن وجدت العمل فى محله يقتصر على التجارة فى مثل هذه الأعشاب وليس عطارة المأكولات «البهارات» كما كنت أظن.
واستطردت: يوم يلى الآخر كنت أرى رجالًا يجالسون زوج أختى فى نهاية كل اليوم، يطلقون على أنفسهم «مشايخ» إلى أن علمت أنهم الدجالون، والكارثة الأكبر حينما علمت أنه شريك لهم، فقد فتح هذا المحل خصيصاً للتخديم على هؤلاء المشعوذون، إما أن يأخذوا المال من الضحايا ويشتروا بأنفسهم من زوج اختي، أو من خلال أحد العاملين معهم، أو يفرضون على الضحايا الشراء منه، والأغرب من ذلك هو ذهابه معهم لحضور جلسات النصب المسماة ب «العلاج وفك السحر» أملاً فى أن يمتهن مهنتهم.
واستكملت: قررت إنهاء عملى معه خوفًا منه، على أن أبلغ اختى بحقيقة عمل زوجها، وبالفعل تركت العمل ورويت لها تفاصيل ما كان يحدث يومياً، فواجهت زوجها، فتشاجر معها وفرض عليها منعنا من زيارتها، وبعد فترة هدأت الأمور وعادت  كما كانت.
وقالت إنه وعدها بالبعد عن هؤلاء الدجالون، ومراعاة ضميره فى عمله إلى أن تفاجأت بأن زوجها أغلق محل العطارة وبدأ يمارس أعمال النصب والشعوذة، بل وذاع صيته بأنه «راجل مبروك»، بعدما سمعت سيدة تروى لأخرى فى إحدى وسائل المواصلات عن «الشيخ عبدالله» المعالج بالأعشاب والقرآن، ولما انتبهت للحديث شكت أنه زوجها، فذهبت لمحل العطارة وجدته مغلقًا، وأخبرها الجيران أنه خبير علاج بالأعشاب وأخذ معقلاً جديداً للنصب باسم العلاج والرقية وفك الأعمال السفلية.
وتابعت: ذهبت اختى إليه وحاولت منعه عن هذا الفعل الشائن إلا أنه رفض، بل وطلب منها المساعدة فى هذه الأعمال، ودعوة الأهل والأصدقاء للعلاج، فرفضت ذلك موضحة له أن أمواله حرام ولن تسمح بأن يربى أولادها بهذه الأموال، وعندما عاد أخبرته بأنها ستترك البيت وإما الطلاق وإما ترك هذه الأعمال المحرمة، فقام بربطها من يديها وقدميها، وانهال عليها بالضرب المبرح وصعقها بالكهرباء، وعندما حاول أولاده منعه من ضربها، أكد لهم أنه يضرب الجان الذى سكن جسد والدتهم.
وأضافت: وذات يوم ذهبنا لزيارة اختى فوجدناها مقيدة بالأحبال وملقاة على الأرض عاجزة عن النطق والحركة، وأولادها يرددون «ماما عليها جن وبابا بيعذبه» على الفور أخذناها إلى منزلنا وأحضرنا الطبيب المعالج لانقاذها ومازلت تتلقى العلاج حتى الآن، وإمام المسجد المجاور لنا لتوضيح حقيقة أنها «ملبوسة من جان» والذى كذب هذه الأقاويل.