الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«طاهر» يحرج «أبوريـــــــــــــدة» ويورط الوزير فى أزمة التذاكر

«طاهر» يحرج «أبوريـــــــــــــدة» ويورط الوزير فى أزمة التذاكر
«طاهر» يحرج «أبوريـــــــــــــدة» ويورط الوزير فى أزمة التذاكر




كتب – وليد العدوى


فى الوقت الذى تصاعدت فيه أزمة اختفاء تذاكر مباراة مصر والكونغو، بل خطفت أذهان الجميع من حدث الجولة الخامسة من تصفيات المجموعة الخامسة الأفريقية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم بروسيا 2018، والمنتظر إقامته مساء الأحد المقبل على ملعب برج العرب بالإسكندرية، وباتت الاتهامات تتجه نحو جميع أطراف المنظومة دون استثناء، قدم رئيس النادى الأهلى المهندس محمود طاهر نموذجا فى الإدارة النزيهة والشريفة، لما قرره من فكرة  طرح تذاكر مباراة فريقه أمام النجم الساحلى التونسى بنظام الحجز الإلكترونى لأول مرة، والمقرر إقامتها يوم 22 أكتوبر الجاري، ضمن إياب دور نصف نهائى دور أبطال أفريقيا، على ملعب برج العرب بالإسكندرية، حيث تقرر فتح باب الحجز الإلكترونى على 10 آلاف تذكرة، كتجربة أولى، بداية من أمس الخميس وحتى 11 أكتوبر، بواقع 70 جنيهًا للتذكرة الواحدة، على أن تسلم التذاكر يومى 17 و18 أكتوبر بنظام أسبقية الحجز، وذلك ضمانا لعدم التلاعب فى السوق السوداء فى ظل الاقبال غير العادى المتوقع للمباراة المهمة، بعدما خسر الأهلى ذهابا فى مدينة سوسة التونسية بهدفين مقابل هدف، الأمر الذى يتطلب منه ضرورة تحقيق الفوز للتأهل نحو النهائي، وهو ما يستلزم مساندة جماهيرية تفهمها الأهلاوية عقب صافرة نهاية مباراة الذهاب، وباتوا جميعا على أهبة الاستعداد القصوى للمباراة بشغف شديد، الأمر الذى دفع طاهر لعقد جلسات مطولة مع معاونيه لطرح أفكار حول طريقة الحشد الجماهيرى المنظم، بهدف تحقيق الهدف من المباراة بالفوز واسعاد الأهلاوية من ناحية، وكسب ود رجال الأمن بالتنظيم المحكم للحدث وتحقيق أكبر عدد من الحضور حتى تكون بادرة لعودة الجماهير إلى المدرجات من ناحية أخري.  
 ويتميز نظام بيع التذاكر إلكترونيا بالنزاهة، كما يقطع التلاعب، ويحقق العدالة، ويضمن حسن التوزيع، بل إن فيه سيطرة أكبر على الجماهير التى تدخل المباراة، حيث لا يحصل شخص على تذكرة إلا وقد وضع كل معلوماته الشخصية من واقع بطاقته الائتمانية، وبالتالى تتكون لدى الجهات المختصة والأمنية قاعدة بيانات بأسماء الحاضرين فرد فرد، الأمر الذى يسهل من ضبط ايقاع الأعداد الغفيرة مهما كان حجمها، يساعد على ذلك وجود البوابات الإلكترونية أصلا بكبرى الملاعب والاستادات منذ تنظيم بطولة الأمم الأفريقية بمصر عام 2006، والتى كان يشرف عليها وقتها كمدير للبطولة المهندس خالد عبد العزيز وزير الشباب والرياضة الحالى، الذى لم يحرك ساكنا أمام قرار طرح تذاكر المباريات الكترونيا طوال السنوات الماضية للحد من التلاعب فى السوق السوداء، ومن ثم لم يأمر بفتح واستعمال تلك البوابات الإلكترونية التى بالتأكيد تآكلت من الصدأ بحكم عامل الزمن وعدم الأستخدام، ليذهب ثمنها الدولارى هباءً.
أفكار طاهر جاءت من منطلق إقدامه على خطوة الترشح مجددا لولاية ثانية على مقعد رئاسة النادى الأهلي، وسط توقعات من الجميع بأن تكون أشرس انتخابات تشهدها القلعة الحمراء على الإطلاق، خصوصًا أن المنافس الذى أعلن ترشحه رسميا حتى الآن هو أسطورة الكرة المصرية ونائب رئيس النادى السابق محمود الخطيب، لذا ينوى طاهر توخى الحذر بشدة خوفا من الزج باسمه فى أى أزمة تنال من سمعته مهما كان حجمها الصغير، ولو كانت من نوعية الاتهامات التى تكيل حاليا لمسئولى اتحاد الكرة بأنهم أنفسهم تجار السوق السوداء، وأنهم مصدر صناعة أزمة تذاكر مباراة مصر والكونغو لتحقيق مكاسب مالية من وراء الحدث.
الاتهامات الموجهة إلى رجال الجبلاية تشمل ايضا رئيس الاتحاد هانى أبوريدة الذى وقف موقف المتفرج أمام الأزمة، خصوصا أنها ليست المرة الأولى التى تحدث فيها تلك النوعية من الأزمات أمام المباريات الكبيرة والمصيرية، المثير أن نفس الأسماء القائمة على إدارة الكرة والرياضة المصرية حاليا هم أنفسهم مصدر نفس الاتهامات فى الماضى القريب، وليس بطولة الأمم الأفريقية 2006 ببعيد فقد شهدت ندرة فى توزيع تذاكر مباريات مصر، وزادت الندرة وساعدها تدرج منتخب مصر مع حسن شحاتة ووصوله إلى المباراة النهائية بل الفوز بالبطولة مما استلزم وضمن احتياج الجماهير للتذاكر مع كل مباراة يتأهل لها الفراعنة، ليتكرر المشهد نفسه مؤخرا دون أن يجد جمهور الشارع الكروى أى تذاكر فى منافذ البيع المعلن عنها، وتسببت التكدسات فى الإسكندرية فى حدوث شغب بين أفراد الجمهور.
تبين أن سبب ندرة بل انعدام التذاكر من منافذ البيع راجع إلى تسليم مسئولى الجبلاية دفاتر التذاكر وبيعها لشركات السياحة، وإهدائها للشركة الراعية لتوزيعها جميعا كهدايا عينية على المحاسيب وأصحاب المصالح، وكذلك  أعضاء الجمعية العمومية فى الأندية، فى اطار خطة التمهيد لكسب الود قبل العملية الانتخابية المقبلة فى اتحاد الكرة، وهو ما يعد «رشوة» صريحة وواضحة تستوجب السؤال والتحقيق من الجهات المعنية، خصوصا أن الأزمة تحولت فى ساعات إلى قضية رأى عام، رغم ارتفاع اسعار التذاكر لتصل إلى 300 جنيه، وقد تصل رحلة المباراة ذاتها إلى 1000جنيه وأكثر، ورغم ذلك وجدت قبولًا واستعدادًا من البداية فى الشارع، قبل أن تندر تمامًا، ويتبخر حلم 60 ألف مشجع مصرى على الأقل فى مؤازرة منتخب بلاده.
المخطط واضح من البداية وتحديدا عقب مباراة أوغندا الأخيرة، ووصلت الأفكار الجهنمية إلى اتخاذ مسئولى الجبلاية ساترًا  إنسانيًا يحميهم من المساءلة الشعبية، عبر إعلان استبدال الدعوات المجانية فى مباراة أوغندا بأسعار تذاكر للصفوة، بهدف تحقيق أضعاف الربح للمساهمة فى التبرع بمليون جنيه لمستشفى أبوالريش للأطفال، حيث ساهم الفوز على اوغندا فى انعاش المنافسة واقتراب الحلم، ليعلن اتحاد الكرة تكرار نفس الأمر مع مباراة الكونغو فى اطار الدور المجتمعى ليكون التبرع هذه المرة لمستشفى سرطان الأطفال بمليون جنيه أو أكثر.
المثير أن المستشار مرتضى منصور رئيس نادى الزمالك دخل على خط الأزمة بتصريحاته النارية خلال الساعات الماضية، ووصف ما حدث بـ«قلة الأدب»، فى الوقت الذى شكل فيه قبلها ضغطًا عصبيًا على هانى أبوريدة واتهم رجاله صراحتًا بأنهم استولوا على مال الزمالك، ومنحهم مهلة 48 ساعة لرد 275 ألف دولار قيمة مستحقاته من الدفعة الأولى من مكافأة المشاركة فى دورى أبطال أفريقيا، والتى أرسلها الاتحاد الأفريقى (كاف) لنظيره المصرى على سبيل الأمانة لتسليمها إلى القلعة البيضاء، وهو ما لم يتم ليخاطب بدوره منصور اتحاد الكرة ويوجه لهم انذارًا واتهامًا صريحًا بالاستيلاء على المال العام، وخيانة الأمانة.