الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

من تحرير الأرض إلى تحرير القرار السياسى.. أكتوبر المجيدة فى عيون نجوم الفن

من تحرير الأرض إلى تحرير القرار السياسى.. أكتوبر المجيدة فى عيون نجوم الفن
من تحرير الأرض إلى تحرير القرار السياسى.. أكتوبر المجيدة فى عيون نجوم الفن




إعداد – سهير عبد الحميد-  محمد عباس-  أمير عبد النبى

44 عاما مرت على نصر أكتوبر العظيم ولم يتم تقديم أعمال تليق بهذا الحدث رغم اجتهادات الكثير من صناع السينما على تقديم عدد من الاعمال التى تجسد هذا الانتصار، فى السطور المقبلة نحاول رصد آراء المبدعين والفنانين فى الجوانب التى يتمنون تقديمها فى معركة العبور لتوثيق هذا الحدث الذى ظلم على الشاشة ولم يأخذ قدره الذى يناسبه هو وأبطاله كما يتحدث أحد صناع افلام أكتوبر التى تم تقديمها وقت الحدث لمعرفة كواليس تقديمها

فى البداية تقول ماجدة الصباحى: لم يكن فيلم «العمر لحظة» مجرد فيلم عادى ولكن هو يعبر عن حالة كان يعيشها الشعب المصرى فى لحظات العبور العظيم كنوع من التوثيق للمشهد آن ذاك وتمنت تقديم العديد والعديد من الأفلام لرصد عشرات بل مئات القصص الإنسانية التى خرجت من قلب المعركة.
وتابعت الصباحى: الفيلم تم الشروع فى تصويره بعد وقف إطلاق النار مباشرة واستمر التصوير من عام 1974 حتى عام 1979 حيث توقف اكثر من مرة لأن الحرب لم تكن توقفت بعد وكان الكاتب يوسف السباعى يتعجب منى كيف سأتحمل مسئولية هذا العمل العظيم بمفردى وهذا لن يكون إلا بمساعدة الدولة ودعمها لى.
وأشارت ماجدة الصباحى إلى ان الفيلم قدم ثلاث شرائح معبرة عن طبقات مختلفة من الشعب المصرى الشخصية الأولى وهى الصحفية نعمت والتى تعبر عن أهل الفن والصحافة والإعلام كذلك شخصية العسكرى والتى جسدها الفنان الراحل أحمد زكى وهذه الشخصية تمثل شريحة البسطاء أيضا كانت هناك شخصية ضابط الجيش الذى يدافع عن الأرض وهذه الشرائح تعبر عن مختلف أطياف الشعب المصرى.
وأضافت ماجدة أن مؤلف الفيلم الكاتب الكبير يوسف السباعى لم يمهله القدر لكى يحضر عرض الفيلم حيث تم اغتياله قبل عرض الفيلم بأيام وهذا سبب حزن شديد لكل أسرة الفيلم ولم يشعروا بفرحة العرض وقتها لأن الذى وضع بذرة هذا الفيلم لم يكن موجودا بينهم مؤكدة أن هذا قدر العلماء والمفكرين الذين يدافعون عن مبدأ.
وعبرت ماجدة عن سعادتها بالتكريم الذى منحه لها الرئيس السادات فى عيد الفن عن هذا العمل معتبرة أن تقديم عمل عن هذا الحدث العظيم هو شرف لأى فنان.
أما المخرجة إنعام محمد على ففضلت تناول نصر أكتوبر المجيد من اتجاه مخالف تماما عما تناولته الأعمال الفنية سابقا، حيث رأت أن التركيز على الجانب الإسرائيلى خلال هذه الفترة يمثل غموضا كبيرا لدى الشعب المصرى فأغلبنا لا يعلم ما الذى كان يدور فى إسرائيل وقت حرب أكتوبر وما كانوا يستعدون له قبل الحرب والأوضاع الاجتماعية التى كانت تمر بها إسرائيل يوميا، وقالت إنعام إن الأمنيات والزوايا كثيرة لتناول عمل عن حرب أكتوبر ولكن الأهم من الزوايا والأمنيات هو التنفيذ على أرض الواقع والذى من الصعب أن يتم لأن منتجى السينما والدراما حاليا لا يبحثون إلا عن الإيرادات فقط ولا ينظرون لتاريخ السينما المصرية فى العقود المقبلة.
وقال السيناريست بشير الديك والمعروف عنه كتابة الاعمال المخابراتية إن خطة الخداع الإستراتيجى هى السبب الرئيسى فى نجاح حرب 73 وهو من الموضوعات المهمة التى أغفلتها الأعمال الفنية التى قدمت عن العبور على الرغم أنها هى سبب النصر المذهل وأنه لو هناك عمل يقدمه عن حرب 73 سيكون على أولوية الأفكار التى يقدمها هو خطة الخداع الاستراتيجى.
وكشف بشير الديك عن ان إسرائيل بصدد التحضير لفيلم سينمائى لتشويه ماحدث فى حرب 73 لذلك يجب الرد على هذا الفيلم وتصحيح أى صورة خاطئة يريد أن يصدرها العدو والذى لم ينس القلم الذى صفعه لهم الجيش المصرى فى 1973.
وتمنى بشير الديك أن يأتى الوقت الذى يتكاتف فيه القطاع الخاص مع الدولة لتقديم أعمال تليق بقوة وعظمة وانتصار أكتوبر وعبور خط بارليف الذى وصفه الإسرائيليون بأنه الخط الدفاعى الأول فى العالم وأنه إذا وجد الميزانية التى تنتج فيلما أو مسلسلا عن هذا الحدث سيشرع فى كتابته على الفور.
ورغم مرور أكثر من ثلاثين عاما على مشاركة الفنان حسين فهمى فى فيلم «الرصاصة لا تزال فى جيبى» الذى قام ببطولته مع عدد كبير من النجوم مثل محمود ياسين ونجوى إبراهيم ويوسف شعبان وعبدالمنعم إبراهيم لكن مازال تقديم عمل عن حرب أكتوبر يراوضه ليس كممثل فقط ولكن كمخرج فهو فى الأساس مخرج والصدفة غيرت مساره للتمثيل.
عن هذا الحلم يقول برنس السينما المصرية حسين فهمى: هذه الفكرة تراودنى منذ عشر سنوات وكان من المفترض أن يقوم بإنتاجها الفنان محمود ياسين وأشارك أنا بالتمثيل بجانب قيامى بإخراج الفيلم والذى يدور فى فترة زمنية محددة وهى ليلة 5 أكتوبر حتى ظهر 6 أكتوبر والطلعة الجوية وعبور خط بارليف 12 ساعة حددت مصير شعب بأكمله وأعادت الكرامة لنا هذه الساعات هى الأخطر وتأثيرها الأقوى فى نجاح العبور لذلك كنت أتمنى تقديمها فى فيلم سينمائى يخلد هذه اللحظة.
وتابع حسين فهمى قائلا: هذا المشروع كان حلمى أنا والنجم محمود ياسين لكن ميزانيته الضخمة لم تخرجه من إطار الحلم فعمل مثل هذا يحتاج دعم الدولة بجانب الإنتاج الخاص لأنه سيحتاج معدات حربية وتصاريح تصوير كثيرة بجانب، بعدالتفاصيل العسكرية التى تدعم سيناريو الفيلم حتى يتسم بالمصداقية
وتحدث حسين فهمى عن كواليس مشاركته فى فيلم «الرصاصة لا تزال فى جيبى «قائلا»: عندما كنا نصور الفيلم كنا نقوم بالتصوير داخل مناورات حقيقية كجزء من الحرب وعبور خط بارليف ليس هو الحقيقى لكن الجنود الذين شاركوا فى هذه المشاهد هم جنود حقيقيون وكانوا يقولون لنا مداعبة أنهم عبروا القناة ثلاث مرات المرة الاولى فى حرب 73 والمرتين فى وقت تصوير الفيلم وهذا العمل لولا مساعدة الدولة لما خرج للنور.
ويتمنى الفنان عزت العلايلى عرض أحداث حرب أكتوبر فى السينما المصرية من زاوية مختلفة، فبعد تركيز أغلب الأفلام على خطة الحرب وهدم خط بارليف واسترداد الأراضى المصرية، يؤكد العلايلى أنه لابد من عرض دور الدول العربية فى مساعدة مصر فى هذه الحرب مشيرا إلى أنه على الرغم من مرور 44 عاما على انتهاء الحرب إلا أنه لم تتم مناقشة هذه الزاوية.
وتذكر العلايلى دور الكويت والسعودية فى حظر تصدير النفط لأمريكا التى كانت تساند إسرائيل فى الحرب، أما سوريا فاستعدت لضرب هضبة الجولان بالتزامن مع تحطيم مصر لخط بارليف وذكر أيضاً العديد من أدوار الدول العربية فى انتصار أكتوبر.
وعن سبب اختياره لهذا الجزء تحديداً فى الحرب، أكد أن هدفه الأساسى من تجسيد دور العرب فى فيلم سينمائى موجه للشباب فكثير منهم لا يدرك قيمة العروبة التى تربى عليها الأجيال الماضية، فالعمل يجب أن يحمل رسائل مباشرة تحرك مشاعر الشباب من أجل التحرك لمعاونة إخوانهم العرب فى جميع البلدان التى ما زالت تحارب الإرهاب وحدها دون أى مشاركة من الدول العربية.
وأخيرًا أكد السيناريست مجدى صابر أنه يتمنى أن يكتب مسلسلا من 30 حلقة يتناول فيه حياة اجتماعية كاملة لجندى على خط النار وهذه الفترة من يوم 1 أكتوبر حتى 30 أكتوبر وهى الفترة التى حددت مصيرالشعب المصرى وحدث كتبه التاريخ بحروف من ذهب.
وتابع صابر قائلا: سأتناول خلال هذا العمل يوما بيومه وسيكون تشريحا اجتماعيا وعسكرياً وإنسانيًا لهذا الجندى حيث يرصد العمل حالة الاحتكاك بين الجنود وقادتهم ومعركة الدفرسوار التى تدخلت فيها روسيا وأمريكا بشكل مباشر فهذه المعركة يمكن أن نقدم عنها عشرات الأعمال لأنها من المعارك المهمة فى حرب 1973.
وأشار مجدى صابر إلى أنه لا يستطيع الشروع فى كتابة عمل مهم مثل هذا إلا عندما يجد اهتماما بتقديم هذه النوعية من الأعمال خاصة أنه سمع كثيرا عن ضرورة تقديم أعمال تاريخية لتوثيق حرب مهمة مثل حرب 73 ومعركة العبور لكن ظلت مجرد أحلام ولم تخرج لحيز التنفيذ.