السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

لوحة شرف.. طيارون غيروا الاستراتيجيات العسكرية ببطولاتهم وحققوا أعلى النتائج بأقل الخسائر

لوحة شرف.. طيارون غيروا الاستراتيجيات العسكرية ببطولاتهم وحققوا أعلى النتائج بأقل الخسائر
لوحة شرف.. طيارون غيروا الاستراتيجيات العسكرية ببطولاتهم وحققوا أعلى النتائج بأقل الخسائر




كتب - عمر علم الدين


 حقًا إنها معجزة البشر.. فلم يكن انتصار أكتوبر  إلا برجال آمنوا بأن  تراب الوطن أغلى من دمائهم   والشهادة فى سبيله أحب إليهم من أولادهم، رافعين  على  جبينهم  لا تهاون مع معتد ولا تفريط فى حبه رمل من أرض مصر المقدسة، ولا تسامح فى استرداد سيادتنا على أراضينا.. ومازلنا - مدينين لفضل جيل سبق قام شبابه ورجاله بدور بطولى مجيد ، وجعلوا من يوم السادس من أكتوبر 1973 يوما يعلو بهامته على كل الأيام ..  وحققوا حلمًا تمنته وانتظرته أمة بأسرها من الخليج إلى المحيط وكان فى طليعة هذا الانتصار نسور القوات الجوية  الذين آمنوا بأن الطائرة أفضل مقبرة للطيار الشجاع إن لم يتحقق هدفًا بكسر العدو فلتكن الشهادة للوصول للانتصار..
ولم يشهد التاريخ العسكرى  فى أى دولة فى العالم ماحدث مع الطيار المصرى   من قدرة على القيام وقيادة الانتصار  بعد أن كان متوقعًا أن تخرج القوات الجوية من المعركة لسنوات طويلة بعد أن، دُمرَ عام 1967عدد كبير من  طائرات القوات الجوية المصرية على الأرض فى هجوم مفاجئ من قبل العدو الإسرائيلية لم يستطع الطيار المصرى أن يثبت فيه جدارته من خلال القتال المباشر أو الدخول فى معركة حقيقية حتى ولو لم تتكافأ الطائرات المقاتلة.
إلا أن القوات الجوية سريعا ما استعادت فاعليتها بفضل خطة محكمة وقيادة واعية وشعب مساند لجيشه وكان التمهيد  للنصر واستعادة الثقة بحرب الاستنزاف والمشاركة فى توفير المعلومات حول القوات الإسرائيلية فى سيناء والبحر المتوسط والأحمر والمشاركة فى استنزاف القوات الإسرائيلية وتأمين القوات البرية والمواقع الحيوية فى العمق المصرى.
ويأتى دور الأبطال الأكبر  فى أكتوبر فى الثانية إلا خمس دقائق (بتوقيت القاهرة) أقلعت ما بين 212 و227 مقاتلة من 20 مطارًا وقاعدة جوية تطير على ارتفاع منخفض تحت مستوى الرادار متفادية جميع الدفاعات، سبقت مجموعات قاذفات القنابل مجموعات المقاتلات بثوان قليلة حتى تشتبك مع المقاتلات الإسرائيلية قبل أن تضع مجموعة من تشكيلات المقاتلات المصرية بجوار القاذفات لحمايتها عند تنفيذ مهامها.
عبرت جميع المقاتلات المصرية قناة السويس فيما لا يزيد على دقيقتين ونصف  الدقيقة حتى تكتسب عنصر مفاجأة القوات الإسرائيلية متجهة إلى 35 هدفًا، استمرت الضربة الجوية الأولى 15 دقيقة تم فيها تدمير مركز القيادة الإسرائيلى فى أمرهم ومركز الإعاقة والشوشرة فى جبل أم خشيب، و3 ممرات رئيسية وأخرى فرعية فى مطار المليز وبيرنمادا فى سيناء، تم أيضًا تدمير 10 مواقع بطاريات صواريخ هوك إسرائيلية وموقعى مدفعية ميدان وعدة مراكز إرسال إسرائيلية.
 بعد ذلك الهجوم تحول تركيز الطائرات المصرية إلى مساندة الدفاع الجوى لمنع الطائرات الإسرائيلية من العبور إلى الجانب المصرى من قناة السويس والتى تطير تحت مستوى الرادار.
بالرغم من كل تلك المتطلبات، قامت المقاتلات المصرية بعدة هجمات أخرى من حين إلى حين بالمشاركة مع قاذفة القنابل الاستراتيجية توبوليف تى يو - 16 والتى أحدثت زعزعة كبيرة فى الخطوط الخلفية للقوات الإسرائيلية.
وهكذا كانت مساهمة الأبطال بدور رئيسى فى انتصار أكتوبر بقيادة قائد القوات اللواء  محمد حسنى مبارك محققين أقل خسائر تذكر فى حرب أخذت هذه المدة، وذلك رغم تطور السلاح الإسرائيلى والإمداد الأمريكى مقدمين أرواحهم  الشابة  على بساط الرضا  ليحيا الوطن عزيز  ولينعم أبناؤه بأرض الفيروز التى تجلى عليها الله  على أن يتذكروا فضل هؤلاء، وفى الذكرى 44 لانتصارات أكتوبر نزين صفحات الجريدة بصور شهداء القوات الجوية فى حرب أكتوبر الذين  تزين بهم من قبل متحف القوات الجوية.