الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

حسين فهمى: أحلم بتجسيد «محمد نجيب» المظلوم

حسين فهمى: أحلم بتجسيد «محمد نجيب» المظلوم
حسين فهمى: أحلم بتجسيد «محمد نجيب» المظلوم




حوار- سهير عبدالحميد


بمجرد أن تجلس معه تشعر أنك أمام تاريخ من الثقافة والفن والشياكة تكتسب منه البهجة والتفاؤل يجعلك تحب الحياة فحسين فهمى أو برنس السينما المصرية كما يلقبونه لم يجعل وسامته عائقًا فى يوم من الأيام لتجسيد أدوار متنوعة وهذا واضح منذ بداياته فى أوائل السبعينيات منذ أن قدم  «دلال المصرية والأخوة الأعداء» وحتى «لمح البصر» فى الألفينيات.
فى حواره مع «روزاليوسف» غاص حسين فهمى فى ذكرياته وتحدث عن قضايا شائكة وحياته وأعماله.
بداية  سألناه عن تكريمه هذا العام فى مهرجان الإسكندرية بدورته الـ33 فقال:  التكريم يسعد أى فنان خاصة عندما يكون فى بلده وهو على قيد الحياة فهذا يشعره بأنه قدم شيئًا مفيدًا وللأسف معظم المهرجانات الفنية فى مصر والعالم تكرم الفنانين بعد أن يصبحوا ذكرى لذلك أتمنى أن نبحث عن الفنانين الذين لهم تاريخ كبير ولم يحظوا بأى نوع من التكريم ومهرجان الإسكندرية مهرجان عريق وله اسمه وسبق أن كرمنى فى إحدى الدورات السابقة ولى ذكريات طيبة معه وتكريمى بعد نجوم مثل نور الشريف ومحمود ياسين ويسرا وأيضا سعيد بتكريمهم ليوسف شاهين وأفلامه فى السينما الجزائرية فأنا أعتبره أستاذى.
.. فإلى نص الحوار:

■ انتشرت شائعة قبل بداية المهرجان بأنك اعتذرت عن التكريم. كيف ترد على هذه الشائعة؟
- أعتقد أن الهدف منها هو الشوشرة على التكريم فمنذ أن حدثنى الأستاذ الأمير أباظة رئيس المهرجان بشأن تكريم بمهرجان الإسكندرية لى رحبت جدا لأنه مهرجان كبير وعريق ولم يكن هناك أى نية للاعتذار عنه.
■ ترأست لجنة تحكيم المسابقة الدولية لمهرجان القاهرة فى دورته الـ39 حدثنا عن قبولك لهذا خاصة أنك سبق وترأست المهرجان؟
- وجدت أنه من واجبى أن أقف بجوار هذا المهرجان العريق وأدعمه حتى يستطيع أن يقف على قدمه من جديد ويستعيد بريقه وأنا طلبت منهم أن تعرض الأفلام للجان التحكيم فى صالة خاصة بعيدا عن الجمهور لأنه فى فترة من الفترات كانت لجان التحكيم تشاهد الفيلم مع الجمهور وهذا خطأ وقعت فيه العديد من المهرجانات.
■ فى رأيك مشكلة المهرجان فى الدورات السابقة هى الميزانية أم سوء التنظيم؟
- مشكلة تنظيمية بحتة وهذا سبب عزوف الكثير من النجوم عن حضوره أما الميزانية فهى جيدة بالنسبة لدورات سابقة والتى كانت لا تتعدى ربع مليون جنيه ووصلت الآن لـ10 ملايين جنيه.
■ كيف ترى استمرار عزوف نجوم الصف الأول خاصة الشباب عن حضور المهرجانات فى بلدهم؟
- أيامى كان كلهم يشاركون كريم عبدالعزيز وهنيدى وعلاء ولى الدين رحمه الله.
■ وما مشكلة الفيلم المصرى المشارك فى المهرجانات من وجهة نظرك؟
- هذه المشكلة ليست وليدة هذه اللحظة وسبق أن واجهتنى لدرجة أنه فى سنة من السنوات لم أجد فيلمًا مصريًا يمثل مصر فى المسابقة الرسمية عندما كنت رئيسا لمهرجان القاهرة لأننا نركز أكثر على الأفلام التجارية ولا نقدم فيلمًا يجمع بين الرؤية والقيمة الفنية والنجاح التجارى إلا فيما ندر.
■ كيف ترى تجربة آل السبكى فى الإنتاج. والهجوم المتكرر على أفلامهم؟
- على مستوى العالم كله موجود نوعية أفلام a ,b,c والسبكى سواء كان أحمد ومحمد يقدمان النوعيات الثلاثة وكل نوع وله جمهوره  وبعد 100 سنة عندما يؤرخ لتاريخ السينما المصرية جزء من أفلام السبكى ستكون جزءًا منها خاصة أنه فى فترة من الفترات لم يكن هناك منتج آخر غيره  ينتج و«اللى مش عاجبه أفلام السبكى ميدخلهاش».
■ اعتزل مؤخرا الفنانان يوسف شعبان ومحمود الجندى. كيف ترى هذا الأمر. وهل فكرت من قبل فى الاعتزال؟
- شىء مؤسف أن يعتزل الفنان بسبب عدم تقدير تاريخه وحزنت جدا لهذا الأمر وأنا شخصيا غير مؤمن بفكرة الاعتزال والفنان لا بد ألا يعتزل خاصة عندما يكون لديه قدرة ذهنية وعطاء فنى يسعد به الجمهور لكن قلة تقدير الفنان يكون مؤلمًا جدا له خاصة عندما يقدم حياته للفن.
■ هل من الممكن أن تكشف السنوات لغز موت سعاد حسنى؟
- ليس لدى أى معلومة أو أسرار عن موت سعاد حسنى وسبق وقلت هذا الكلام وكل ما فى الأمر أننى جمعتنى علاقة صداقة بسعاد حسنى وكرمتها فى مهرجان القاهرة لكن ظروفها الصحية لم تمكنها من الحضور وأرسلت فى وقتها رسالة صوتية لكى أذيعها فى المهرجان وبسبب طول مدة الرسالة التى تجاوزت 25 دقيقة لم أستطع أن أذيعها كاملة واضطررت لاختصارها ومن هنا قامت الدنيا على وأشيع أنى امتلك تسجيلا عن حقيقة موتها وبالمناسبة التسجيل موجود بالكامل فى التليفزيون المصرى.
■ وما سر رفضك للترشح كنقيب للمهن التمثيلية؟
- رفضت بسبب الصراعات الموجودة داخل النقابة بجانب أنه عمل صعب وأنا لا أصلح وزيرًا لأننى رجل حر فى أفكارى وإذا أصبحت وزيرًا بألتأكيد سأختلف مع الحكومة وفى هذه الحالة أكون عكس التيار علاوة على أن الوزير موظف وأنا أبعد ما يكون عن ذلك فأنا ضد مشاركة الفنان فى السياسة لكن فى نفس الوقت لابد أن يكون له رأى واضح فى كل شىء حتى لو خسر جزءًا من جمهوره فالفنان لا يمكن أن يجتمع عليه الناس.
■ وجود المخرج خالد يوسف فى السياسة أفاده أم أضره؟
- الفن خسر أعمال خالد يوسف بعد اتجاهه للسياسة لانه رجل فنان وسيضيف للفن الكثير علاوة على أنه لم يضف للسياسة شيئًا بل العكس هى أخذت منه.
■ هل مازلت على رأيك بضرورة إلغاء الرقابة؟
- أنا ضد الرقابة تماما الرقيب هو الفنان وضميره ويحل مكان الرقابة ميثاق شرف يكون من خلال نقابة الممثلين لمحاسبة المخطئين وهذا موجود فى العالم كله فليس من حق الرقابة أن تحذف فى أمريكا أى شىء والفيلم الهابط لا يحصل على صالات عرض كثيرة.
■ كيف ترى فكرة منع تجسيد الأنبياء والصحابة؟
- أرفض فكرة المنع فهذه رقابة ثانية من الكنيسة والأزهر وسبق وتحدثنا فيها مع رجال الدين فى الجهتين لكن هم متمسكون برأيهم.
■ هل رأيت مسلسل الجماعة؟
- نعم وكان عملا أكثر من رائع.
■ وما انطباعاتك عنه؟
- استمتعت جدا بخطوطه وأداء أبطاله خاصة الفنان محمد فهيم الذى جسد شخصية سيد قطب والناصريون والإخوان هاجموه لأنه قدم حقائق وأتمنى أن نقدم أعمالا درامية بنفس الفكر الذى كتب به وحيد حامد.
■ إلى أين وصل مسلسل «السر»؟
- مستمرون فى تصويره وهو أول تجربة لى لمسلسلات الـ60 حلقة وقد صورنا 40% من أحداثه وهو تجربة جميلة وفريق عمل رائع يضم الفنانين نضال الشافعى ووفاء عامر ومايا نصرى وفكرته قائمة على أن حياة كل إنسان عبارة عن مجموعة أسرار.
■ خضت تجربة تقديم البرامج للمرة الثالثة فى برنامج «زمن». ما تقييمك لها؟
- البرنامج نجح جدا مع الناس وأتمنى تقديم موسم جديد منه وهناك دول عربية كثيرة أريد أن أزورها فمثلا ذهبت للعراق وقابلت الأيزيديين ودول أخرى كثيرة لكن هناك سوريا وليبيا والجزائر والسودان أتمنى أن أقدم حلقات فيها وبشكل عام البرنامج له هدف ورسالة ثقافية وفكرية وفى المقابل رفضت كمية من البرامج الهايفة المسألة هو ماذا سأقدم.
■ كيف ترى مصر الآن؟
- فى رأيى أننا نسير على الطريق الصحيح ومصر ستصبح بخير و30 يونيو أنقذتنا من كارثة كبيرة.
■ سبق وقلت أنك فلول من أيام عبدالناصر. وضح لنا هذا الأمر؟
- أنا على طول - فلول وكلمة فلول كلمة قديمة من أيام 1952 وانا كنت من فلول الإقطاع وبعد 25 يناير أطلق على فلول النظام السابق.
■ وكيف ترى أداء الرئيس السيسى خلال سنوات رئاسته؟
- أداؤه رائع ويقدم مشاريع كبيرة لمصر عائدها سيظهر بعد سنوات، ومحتاجون أن يكمل معنا حتى تظهر نتائج هذا المشروعات ويستمر لفترة رئاسة ثانية لهذا انضممت مؤخرا لحملة «مع السيسى للحصاد» فأنا ضد أن فترة الرئاسة تكون أربع سنوات لكن أتمنى تكون 8 سنوات حتى تظهر نتائج المشرعات والحقيقة هو عمل جهد كبير بعد البلد ما كانت واقفة محلك سر.
■ تم إطلاق اسم الرئيس الأسبق محمد نجيب على إحدى القواعد العسكرية مؤخرا. هل ترى أنه رد اعتبار لهذا الرجل بعد سنوات طويلة من نسيانه؟
- فعلا فهذا الرجل أُهدر حقه وتعرض للظلم وأتمنى أن أقدم حياته فى عمل فنى لأنها غنية جدا فقبل 1952 كان رئيسا لجمعية «مشوهى الحرب» التى أنشأتها إدارة الأسرة المالكة لمساعدة الجنود والضباط العائدين من حرب 1948 ومن المفترض أنه سيكون رئيس نادى الضباط مكان إسماعيل الشريف زوج الأميرة فوزية وأهم فترة فى حياته التى سبقت عام 1954 لأنه قبل هذا التاريخ لم يكن هناك وجود لجمال عبدالناصر قبل أن ينقلبوا على نجيب وكان هناك وقتها دور كبير لسلاح الفرسان الذى كان يقف مع محمد نجيب.
■ هل تعيش قصة حب؟
- يضحك قائلا: لا أستطيع أن أعيش بدون حب لازم أحب واتحب أما الزواج فتبت عنه.
■ فى رأيك ما الفرق بين المرأة المصرية والعربية عموما وبين المرأة الأجنبية فى علاقات الحب والزواج؟
- لا فرق وتظل المرأة هى المرأة كله زى بعضه وبيروحوا محاكم  وبيعملوا عقود زواج كل سنة مثل عقود الإيجار وفى حياتى لم أندم على قرار يخص زيجاتى.
■ حدثنى عن علاقتك بأبنائك وأحفادك؟
- لدى ولد وبنتان وعلاقتى بهم طول عمرها مبنية على الصراحة وعندما يخطئون كنت أعاقبهم بالحرمان من شىء يحبونه أما أحفادى فهم أصدقائى جدا وفكرة إنى جدهم ملغية تماما من علاقتى بهم ولكن أتعامل معهم كأصحاب ولا أحب أن ينادوننى «جدو» لكن ينادوننى بـ«حسين» ويحبون الفن كهواية.
■ شاركت العام الماضى شقيقك الفنان مصطفى فهمى فى إعلان. كيف رأيت رد الفعل الذى حققه الإعلان؟
- سر نجاحه إحساس ودفء العائلة فى علاقتى بمصطفى والثنائيات التى ظهرت فيه.
■ علاقتك بالسوشيال ميديا منعدمة، ما السبب؟
- لأنه عالم وهمى افتراضى أرفض الدخول فيه وأنا إنسان يحب يعيش فى الواقع.