الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

الأسطورة.. حكاية أصعب «60 ثانية» فى حياة «أبوصلاح»

الأسطورة.. حكاية أصعب «60 ثانية» فى حياة «أبوصلاح»
الأسطورة.. حكاية أصعب «60 ثانية» فى حياة «أبوصلاح»




كتب -  ماجد غراب


بعد سنوات طويلة من الحزن والإخفاق والمعاناة فى تحقيق حلم الصعود  لنهائيات كأس العالم استطاع الجناح الطائر المصرى والفارس المغوار محمد صلاح نجم ليفربول الإنجليزى ومنتخبنا الوطنى ترجمة أحلام الملايين من الشعب المصرى العظيم لواقع أكيد بتحقيق طموحاتهم بالتأهل للمونديال السعيد «روسيا 2018 » بعد 28 عام من الغياب عن هذا الحدث الكروى الأهم  بالكرة  الأرضية.
ذلك الحلم الذى لعبت فيه «60 ثانية» فقط دور البطولة فى هذا الإنجاز العظيم.
والتى عاشها  بطل «الملحمة» المصرية  فى هذه الليلة التاريخية محمد صلاح بين لحظات من الإنكسار والانتصار  بعد الكابوس المدوى الذى هز أرجاء الكرة  المصرية بأثرها لحظة إدراك منتخب الكونغو التعادل فى الدقيقة 87 من اللقاء.
لتعود المباراة من جديد لنقطة  الصفر بعدما كان منتخبنا متقدمًا بهدف الأسطورة المصرية محمد صلاح والذى عاش لحظات مريرة لن ينساها على مدار تاريخه عقب  تسجيل الكونغو لهدف التعادل والذى تبعه مشاعر متباينة  جعلته «كالأسد الجريح» الذى شعر  فجأة  بالذهول والانكسار  مما حدث  ليسقط من هول الصدمة على المستطيل  الأخضر  وينهمر فى البكاء واللوم الشديد لنفسه رغم أنه لم يكن مسئولا عن الهدف الذى سجل فى شباكنا وذلك  لإدراكه  أنه صاحب المسئولية  الأكبر التى حملها  له  الملايين من الشعب المصرى للصعود بهم لأهم محفل كروى رياضى عالمى بعد سنوات طويلة من الغياب والشقاء والعذاب.
وهو ماجعل صلاح يتجاوز سريعًا لحظات الانهيار وضياع الحلم الذى كان مستعصيًا ومستحيلًا على العديد من الأجيال الكروية المصرية إلى أن تحطم  المستحيل بالقدم الذهبية للجناح  الطائر  المصرى بعدما تجاوز أحزانه فى ثوانٍ  معدودة وأسترد عافيته  وتركيزه بفضل إيمانه ويقينة  بالله وثقتة بأنه عز وجل  لن يخذل الجماهير المصرية التى أحتشدت بالآلاف وأمتلأت بها مدرجات  ستاد برج العرب منذ الساعات الأولى  من الصباح .
لينتفض صلاح  ويتماسك  مجددا  ويصرخ  فى زملائه  ويقودهم فى اللحظات الصعبة  المتبقية  التى ضربوا خلالها المثل فى الإرادة والتحدى والعزيمة والإصرار التى تولدت من الروح التى بثها صلاح فى رفاقه بعد التعادل المرير فى الوقت القاتل بالإشارة  لهم بأننا نستطيع  العودة مرة أخرى والعبور  للمونديال العالمى فى الدقائق القليلة المتبقية  التى قدمت خلالها الجماهير المصرية القدوة  لغيرها فى المساندة والوقوف خلف منتخبها إلى أن تحقق الهدف الذى كنا نظنه مستحيلًا  ليحصل نجم منتخبنا الوطنى محمود حسن تريزيجيه على ضربة جزاء حاسمة فى الوقت بدل الضائع ويتصدى لها الفدائى محمد صلاح بقدمه الذهبية لتصعد بالكرة المصرية لكأس العالم المقبلة روسيا  2018 فى إنجاز تاريخى يحسب لهذا الجيل.
لكن يبقى محمد صلاح صاحب الدور الأكبر فى هذا الإنجاز بأهدافه الخمسة فى التصفيات وصناعته لهدفين ليكون بمثابة الفلك المحرك لكل الانتصارات المدوية التى تحققت بمشوار منتخبنا الوطنى لتحقيق إنجاز الصعود للمونديال والذى سيجعل صلاح المرشح الأقوى لحصد الجائزة الذهبية للكاف هذا العام كأفضل لاعب  فى القارة السمراء والتى كان مرشح لها العام الماضى.
وكل المؤشرات تؤكد فوزه بها فى الموسم الحالى عقب نجاحاته المدوية سواء فى مشواره الاحترافى بإنضمامه لنادى ليفربول فى صفقة تاريخية  تعتبر هى الأغلى حتى الآن فى تاريخ النادى الإنجليزى والتى اقتربت من 50  مليون  يورو لتجعل صلاح اللاعب العربى الأغلى فى القارة  السمراء بجانب كونه اللاعب الأفريقى الوحيد الذى قاد منتخب بلاده للصعود لنهائى أمم أفريقيا والتأهل للمونديال العالمى وهو ما يجعل حصوله على لقب الجائزة  الذهبية للكاف مسألة  وقت لتعود هذه الجائزة مجددًا للكرة المصرية بعد غياب 34 عام منذ أن فاز بها أسطورة الكرة المصرية والأهلاوية محمود الخطيب والذى يسير صلاح على خطاه بإلتزامه واحترامه وتواضعه وهو ما جعل من الجناح الطائر المصرى مثلًا يحتذى به عالميًا فى الأخلاق خلال مشواره الرائع ونجاحاته المدوية فى عالم الساحرة المستديرة والتى لم تغير شيئاً من سلوكياته الحميدة ليظل على عهده الذى عرفناه به دائما بارًا بأسرته وأهله ومنتميا ومخلصا لوطنه  وشاكرًا  وساجدًا لله عز وجل.