الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

يارب كـــــــتر أفـــــراحنا

يارب كـــــــتر أفـــــراحنا
يارب كـــــــتر أفـــــراحنا




كتب – ياسر صادق

لم ينم الشعب المصرى بأكمله أمس الأول – الأحد – بسبب الاحتفالات الصاخبة فى جميع محافظات الجمهورية بعد صعود المنتخب الوطنى الأول لكرة القدم إلى مونديال روسيا والذى سيقام الصيف المقبل بعد غياب 28 سنة وتحديدًا منذ عام 1990 عقب الفوز على منتخب الكونغو بهدفين مقابل هدف أحرزهما أيقونة الفريق النجم المتألق محمد صلاح بالجولة الخامسة للمجموعة الخامسة بتصفيات كأس العالم واستمرت الاحتفالات حتى الساعات الأولى من صباح أمس الاثنين

فالجميع كان مهيئا للاحتفال بالوصول لمونديال روسيا منذ ان انتهت مباراة أوغندا وغانا بالتعادل السلبى وتوقف رصيد أوغندا عند 8 نقاط والبلاك ستارز 6 نقاط ولم يتبق سوى تحقيق الفوز على الكونغو بأى نتيجة من أجل تحقيق الحلم الذى طال انتظاره.. وهو الفوز الرسمى رقم 13 من أصل 19 لقاء خاضهم الجهاز الفنى تحت قيادة الأرجنتينى هيكتور كوبر المدير الفنى ومعاونيه فانتا المدرب العام وأسامة نبيه المدرب ومحمود فايز المحلل الفنى والمترجم منذ أن تحملوا المسئولية من عامين و نصف..
وتحملت الجماهير الغفيرة باستاد الجيش المصرى ببرج العرب و التى زاد تعدادها عن 100 ألف متفرج مشقة السفر أو الانتظار فى المدرجات منذ الحادية عشر صباحا أو الاختناق الشديد للمرور فى منطقة برج العرب لمدة ثلاث ساعات كاملة وسوء التنظيم لدرجة أن المنظمين فتحوا المقصورة المخصصة للصحفيين للجماهير والتى تكدست بما يزيد على 3000 متفرج.. المشهد كان رائعًا عندما تجد طفلًا لم يتجاوز عمره الثلاثة أشهر مع والدته حضرا للمباراة أو كهلًا كبيرًا وعائلات أو الفرحة الكبيرة بعد هدف محمد صلاح الأول .. وحتى عندما أحرزت الكونغو هدف التعادل فى الوقت القاتل الدقيقة 87 و شعر الجميع ان امل الوصول للمونديال يتبدد لم يفقدوا املهم أو طموحهم و لم ييأسوا فى أن المولى عز وجل لن يخذلهم أو يخرجوا من الاستاد محبطين و لم يصبوا جام غضبهم على اللاعبين وظلوا يدعون جميعًا فى قول واحد يارب.. يارب .. لدرجة أن هانى أبوريدة رئيس اتحاد الكرة أصيب بإرهاق شديد ودوران بعد هدف الكونغو .. واستجاب لهم المولى سبحانه وتعالى باحتساب ضربة الجزاء التى تصدى لها تاجر السعادة محمد صلاح بقلب من حديد لم يهب الموقف واحرز هدف الصعود لنهائيات كأس العالم لينفجر كل من فى الملعب غير مصدقين وعندما اطلق الحكم الدولى الجامبى بكارى جاساما صفارته ظل الجميع يحتفل بشكل هستيرى سواء اللاعبين أو الجهاز الفنى الذى صعد بالفريق لنهائيات أمم افريقيا الأخيرة والتى أقيمت بالجابون بعد غياب ثلاث دورات والوصول للمباراة النهائية أمام الكاميرون أو تحقيق الهدف الأكبر بالتاهل للمونديال.
ولم تخرج الجماهير من المدرجات لمدة تزيد على الـ30 دقيقة ترقص و تغنى يباركون و يقابلون بعضهم البعض بالأحضان و القبلات دون أن تكون هناك سابق معرفة بينهم فالكل اجتمع على هدف واحد هو الوصول لروسيا .. و على قلب رجل واحد.. تلاحم الجميع لا فارق بين مسئول ومواطن .. وحملت الجماهير الساحر محمد صلاح وطافت به أرجاء الملعب وصعد عصام الحضرى أعلى العارضة ليحتفل بطريقته وتغنى محمود عبد المنعم كهربا مع الجماهير.. ولم يختلف الأمر كثيرًا داخل غرفة خلع الملابس بين اللاعبين الجميع يرقص ويغنى واكتظت الغرفة بالمسئولين وعلى رأسهم خالد عبد العزيز وزير الشباب والرياضة وحسن مصطفى رئيس الاتحاد الدولى لكرة اليد وهشام حطب رئيس اللجنة الأوليمبية وهانى أبوريدة عضو المكتب التنفيذى بالفيفا والاتحاد الأفريقى ورجل الأعمال أحمد أبو هشيمة.. وحضر أيضًا كل من جمال وعلاء مبارك نجلى الرئيس الأسبق واللذين قابلتهما الجماهير بترحاب شديد والتقطت معهما الصور.. وأثبت شهر أكتوبر أنه شهر الانتصارات فى كل المجالات وأنه فأل حسن على كرة القدم بمصر ..
وبعد اللقاء انهالت المكافآت على اللاعبين من رجال الأعمال بخلاف وزارة الشباب والرياضة واتحاد الكرة.. واطلق المحافظون أسماء اللاعبين على شوارع أو مدارس.. .. وبالرغم من احتفالات الجماهير بتحقيق الهدف إلا أنها خرجت غير راضية عن الأداء بأى حال من الأحوال ووجه اندهاشهم هو قيام المدير الفنى واللاعبين بالعودة للوراء والدفاع بعد إحراز هدف محمد صلاح الأول الأمر الذى سمح للكونغو والذى بدا متماسكا ويتحرك وفق خطة منظمة ويجيد لاعبوه الوقوف على الكرة و التحكم فى إيقاع اللقاء بالهجوم والضغط على دفاعنا وإحراز هدف الإحباط والتعادل وهو الهدف الرابع لهم بالتصفيات اثنين منهم فى شباك مصر.. وتساءلوا لماذا لم يواصل كوبر ولاعبوه الهجوم ولم يحرزوا الهدف الثانى لطمأنة الجماهير وتهدئة الأعصاب والقضاء على أمل المنافس خاصة أن منتخب الكونغو دخل فى مرماه قبل اللقاء 9 أهداف منهم 6 من منتخب غانا والذى كان قد فاز عليه بخمسة أهداف فى مباراة و تعادل معه بهدف لكل فريق فى لقاء الذهاب.. بل أنه دفع بأحمد المحمدى بديلًا لرمضان صبحى للمحافظة على الهدف الأول بوجود كثافة عددية فى وسط الملعب ..
والغريب أن كوبر اضطر للهجوم بعد أن منى مرمى الحضرى بهدف.. كما فاجأ المدير الفنى بوجود رمضان صبحى وصالح جمعة فى التشكيل الرئيسى بالرغم أن كل التوقعات كانت تفاضل بين صالح ورمضان ليلعب أى منهما مكان عبد الله السعيد المصاب لكن كوبر دفع بالاثنين ولم يقدم صالح شيئًا يذكر ولم يظهر بالمستوى المطلوب والآمال المعقودة عليه وبدا واضحًا أنه يفتقد للخبرات الدولية.. فى حين أن رمضان واصل مراوغاته غير المجدية وعدم تطويعها لصالح المنتخب ولم يظهر سوى فى لعبة خطرة وحيدة.. فى حين تألق أحمد حجازى ومحمد الننى ومحمد عبد الشافى.. وكالعادة بدا المنتخب يلعب بخطة عشوائية والاعتماد الأكبر على محمد صلاح وبلا ملامح هجومية.. كما بدا واضحًا أن المنتخب يفتقد لرأس الحربة فأحمد حسن كوكا أو حتى عمرو جمال ليسا بالمهاجم الذى يستطيع إنهاء المباراة أو إحراز هدف فى أى وقت.. ويحتاج كوبر لعلاج هذا الأمر فى الفترة المقبلة وقبل النهائيات التى ستجرى قرعتها فى الأول من شهر دبسمبر القادم.