الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

دور أحداث الشرقية تنتشل الأطفال من حضن الجريمة

دور أحداث الشرقية تنتشل الأطفال من حضن الجريمة
دور أحداث الشرقية تنتشل الأطفال من حضن الجريمة




الشرقية ـ سمير سري

دائما ما تسعى دور رعاية الأحداث إلى تعديل سلوك المذنبين من الأطفال الأحداث الذين ارتكبوا جرائم يعاقب عليها القانون، سواء كانت سرقة أو قتل أو غيرهما من الأفعال التى تجرمها الدولة، بسبب عوامل أحيطت بهم وكانت خارجة عن إرادتهم كالتفكك الأسرى أو معاناة الفقر، فضلا عن توفيرها المناخ المناسب لدمجهم فى المجتمع وفق برامج علمية تضمن التقليل من احتمالية عودة «الحدث» إلى القيام بالأعمال الإجرامية.
محافظة الشرقية من المحافظات التى يكثر بها الجرائم التى يشارك فيها الأطفال الذين لم يتجاوز أعمارهم الـ15 عامًا، التى تعتبرهم الدولة من الأحداث، حيث تتواجد دار رعاية الأحداث بجوار السجن العمومى للمحافظة، ويتواجد بها الأحداث الذين ما زالوا على ذمة القضايا التى ارتكبوها وبعد حكم المحكمة يتم ترحيلهم إلى دار الرعاية الأساسية بالمرج فى محافظة القاهرة.
30 طفلًا
وتحتوى هذه الدار على قسم إيداع للأطفال الذين فقدوا أبويهما، بالإضافة إلى غرف مؤهلة لأطفال الأحداث وحديقة بداخلها لاستمتاع الأطفال بأوقات فراغهم، وتستوعب الدار لعدد 30 طفلًا ويتواجد بها حاليا 25 طفلا فى أعمار مختلفة، ويلعب الأخصائيون الاجتماعيون بالدار دورا كبيرا فى تقويم سلوك هؤلاء الأطفال ومحو ذكرياتهم الأليمة التى مروا بها والخروج بالحالة النفسية التى عاشوها بعد ارتكابهم لجرئهم سواء كانت بقصد منهم أو خارجة عن إرادتهم للظروف المعيشية التى أحاطت بهم.
سجاد وتطريز
كما أن هناك العديد من ورش التصنيع داخل الدار لتعليم الأطفال بعض الحرف والصناعات المختلفة كالخياطة والنجارة وغسيل السيارات وتصنيع السجاد والتطريز، فضلا على أن الدار تسمح للأطفال الراغبين فى استكمال تعليمهم بممارسة حياتهم التعليمية بشكل طبيعى وتعمل على توفير المناخ المناسب لهم من خلال توفير ملابس المدرسة والدروس الخاصة بهم وتوفير مصاريف يومية ووجبات غذائية على نفقة الدار، فضلا عن أن دار الأحداث بمدينة الزقازيق تسمح بزيارات أسبوعية لأهالى الأطفال يومى الخميس والجمعة.. «روزاليوسف» تجولت داخل دار الأحداث والتقت بعض الأطفال للتعرف على كيفية المعيشة داخل الدار والمعاملة التى يتعاملون بها والأسباب التى دفعتهم لارتكاب جرائمهم.. لو عادت الأيام بالطفل «أحمد.ع.م» 16 عاما، إلى الوراء لاختلف وضعه كثيرا عما هو عليه الآن، ولا شك فى أن من يتحدث إليه ويسمعه يدرك حجم الألم والندم الذى يعيشه داخل أسوار دار الأحداث.. هذه القصة قد تتشابه مع قصص داخل الدار من حيث البدايات والنهايات، إلا أنها حكاية مبللة بدموع الندم، لأن صاحبها لم يكن على وعى بما أقدم عليه من سوء، وأن نهاية المطاف ستكون هنا منوها إلى أنه فى ذات يوم كان على موعد مع زميل له كى يعطيه الحبوب المخدرة، إلا أن ضباط شرطة مركز أبوكبير كان له بالمرصاد، حيث ألقى القبض عليه وعلى زميله، ومن ثم إلى دار الأحداث ليقضى عقوبته ويواصل دراسته ويتعلم حرفة بدلاً من الضياع فى الشارع.
وفى حالة نفسية سيئة يعيش «السيد.م.ال»، 12 عامًا، الذى جاء إلى الدار منذ 6 أشهر، بعدما تم القبض عليه أثناء عملية سطو على أحد المحال التجارية بمدينة أولاد صقر بمشاركة أخيه الأكبر وأحد أصدقائه، وهو ما زال على ذمة القضية، يقول: إننى متميز دراسيا لكن صعوبة المعيشة وكثرة أشقائه دفعه وأخيه إلى اللجوء للسرقة لمساعدة والدته لسد احتياجاتهم اليومية.
تغيير سلوك
وأشار إلى أنه منذ أن جاء للدار وهو منتظم فى الدراسة فى الصباح ويعمل بحرفة الخياطة التى اكتسبها من والدته، وفى المساء يعتاد على عمل واجباته الدراسية، مؤكدا أنه نادم على كل ما فعله فى الماضى وبعد انتهاء مدة عقوبته أيا كان مدتها سيعود لحياته الطبيعية وينشئ ورشة خياطة بسيطة للكسب الحلال، مؤكدا أنه ينتظر الزيارة الأسبوعية لرؤية والدته ووالده ودائما ما يعتذر لهم على ما فعله.
وهناك أكثر الحالات قسوة ويعيش منعزلا عن الأطفال المتواجدين بالدار، «بدر عيسى» بالصف الخامس الإبتدائي، ودائما ما يستقيظ من النوم مفزعا لفراق زميله «أحمد عبدالباسط» الذى توفى متأثرًا بضربة أرسلها له «بدر» أثناء لهوهما سويَا فى  الشارع.
من جانبه أكد إبراهيم عبدالحميد، مدير دار الرعاية، أن الدار تلعب دورًا مؤثرًا فى إعادة تأهيل الأطفال من خلال تقديم برامج متخصصة لكل فئة منهم حسب الحياة الاجتماعية التى كان يعيشها من قبل، إلى جانب إلحاقهم بالتعليم كلا حسب مرحلته الدراسية تشتمل على فعاليات وأنشطة متنوعة.