الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

ترامب يرفض اعتماد الاتفاق النووى الإيرانى وروحانى يتمسك بإنجازه الوحيد

ترامب يرفض اعتماد الاتفاق النووى الإيرانى وروحانى يتمسك بإنجازه الوحيد
ترامب يرفض اعتماد الاتفاق النووى الإيرانى وروحانى يتمسك بإنجازه الوحيد




كتبت- أمنية الصناديلى ونشوى يوسف

 

 فى خطوة حادة ولكن متوقعة، بدأ الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى تصحيح أحد الأخطاء التى ارتكبتها إدارة سلفه باراك أوباما إذ أعلن الرئيس ترامب فى خطابه من البيت الأبيض، رفضه الإقرار بأن إيران التزمت بالاتفاق النووى الذى وقع عام 2015 مشيرا إلى أنه سيحيل الأمر إلى الكونجرس كما سيستشير حلفاء الولايات المتحدة فى كيفية تعديله.
كذلك حذر ترامب من إمكانية انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق فى أى وقت خصوصا أن الاتفاق النووى فيه تساهل كبير ويسمح لإيران بتجاوز كميات الماء الثقيل المحددة وبالتالى إمكانية صنع سلاح نووى لكن بعد مدة طويلة من الوقت، مضيفا إن الاتفاق لم يكن بهدف منع حصول إيران على السلاح النووى ولكنه كان مجرد إرجاء قصير لتقدم إيران نحو امتلاك السلاح النووى.
وأكد الرئيس ترامب أن إدارته لن تكمل فى طريق نهايته المتوقعة هى مزيد من العنف والإرهاب والتهديد الحقيقى بتقدم برنامج إيران النووي. كذلك تطرق ترامب إلى الحرس الثورى الإيرانى المتهم بدعم الإرهاب، معلنا فرض عقوبات قاسية عليه لأنه يستحوذ على جزء كبير من الاقتصاد الإيرانى لتمويل الحرب والإرهاب فى الخارج، وطالبا من وزارة الخزانة اتخاذ عقوبات أشد فى حقه.
ومن جهته رد الرئيس الإيرانى حسن روحانى بقوله إن خطاب الرئيس الأمريكى يظهر أنه ضد الشعب الإيرانى أكثر من أى وقت مضى وقال: «اليوم ترفض الولايات المتحدة الاتفاق النووى أكثر من أى وقت مضى وهى ضد الشعب الإيرانى أكثر من أى وقت مضى». وأضاف روحانى: « لا يمكن لرئيس إلغاء اتفاق دولى، إيران ستواصل احترام التزامها بموجب الاتفاق».
وانقسم المجتمع الدولى بين مؤيد ومعارض لخطاب ترامب إذ حذر قادة فرنسا وألمانيا وبريطانيا الولايات المتحدة من اتخاذ قرارات قد تضر بالاتفاق النووى مع إيران مثل إعادة فرض عقوبات على طهران.
وقال الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماى فى بيان مشترك «نحض الإدارة الأمريكية والكونجرس على الأخذ فى الاعتبار العواقب التى ستمس أمن الولايات المتحدة وحلفائها قبل اتخاذ أى خطوات قد تقوض الاتفاق النووى مثل إعادة فرض العقوبات على إيران التى رفعت بموجب الاتفاق». كذلك نددت روسيا باستراتيجية ترامب حيال إيران ووصفت خطابه بـ«العدائى والمهدد».
ومن جهة أخرى فقد أعربت المملكة العربية السعودية والبحرين عن تأييدهما وترحيبهما بما وصفاه بـ«الاستراتيجية الحازمة» التى أعلنها ترامب تجاه طهران ونهجها العدواني، وأضافت الرياض أن إيران تزعزع الاستقرار فى المنطقة من خلال برنامج تطوير صواريخها الباليستية.
وقال المحلل للشأن الإيرانى د.محمد محسن أبوالنور لـ«روزاليوسف» إنه كما توقعنا؛ لن يخرج ترامب من الاتفاق النووى الإيرانى ليس لأن يده ممدودة بالسلام ولكن لأنه لا يستطيع الخروج ـ لكنه سيزيد من العقوبات، خاصة على الحرس الثورى. مضيفا أن عدم انسحاب ترامب من الاتفاق وعدم مصادقته كذلك على التزام إيران به، يعنى أنه «ألقى الكرة فى ملعب الكونجرس» وبالتالى سيكون على الكونجرس إما التصديق على الاتفاق أو الانسحاب منه، بعبارة أخرى أوضح يريد ترامب التنصل من الاتفاق وإجبار الكونجرس على تحمل المسئولية السياسية ـ منفردا ـ تجاه الاتفاق النووى.
كذلك فإن ترامب لم يصنف الحرس الثورى منظمة إرهابية، لكنه سيزيد من العقوبات على قيادات الحرس والشركات التابعة له، ويبدو أن تهديد الجنرال محمد على جعفري، قائد الحرس، حقق المطلوب منه وهو تخويف ترامب.
وأوضح أبوالنور أن خروج الرئيس الإيرانى حسن روحانى على الهواء للدفاع باستماتة  عن الاتفاق النووى، شىء بديهى وله الحق به؛ لأنه هو الإنجاز الوحيد تقريبا الذى حققه فى دورته الرئاسية الأولى.
كما قال د. محمد عباس ناجى مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية لـ«روزاليوسف» إن ترامب لم يحصر كلامه عن الاتفاق النووى  فى خطابه، وإنما ركز على دور إيران فى زعزعة أمن واستقرار المنطقة وتدعيمها للإرهاب، مشددا على ضرورة اتخاذ إجراءات عقابية أكثر صرامة على الحرس الثورى الإيرانى  بخصوص هذا الشأن.
ورأى ناجى أن ما يفعله ترامب هو كارت ضغط من أجل تعديل الاتفاق للحصول على تعديلات تتفق مع  السياسات التى يريدها.
كما استبعد فكرة قيام حرب مباشرة بين الطرفين وذلك بسبب التهديدات المستمرة من جانب إيران من إعلان الحرب فى حال تم تقويض الاتفاق النووي، معللا ذلك بأن فكرة الحروب التقليدية لم تعد موجودة، وإنما قد تلجأ الدولتين لحروب الوكالة .
وأشار إلى أن ترامب لا يستطيع إلغاء الاتفاق وأن إلقاءه الكرة فى ملعب الكونجرس قد يجعله ينظر فى الأمر من ناحية فرض عقوبات لأن أعضاء الكونجرس أنفسهم معظمهم ضد سياسة ترامب التى تشير إلى الغاء الاتفاق.
ولفت ناجى إلى أن ترامب لم يستطع إدراج الحرس الثورى كتنظيم إرهابى لأنه لو فعل ذلك لعامله معاملة داعش وهو مالا يقدر عليه، كما سيعزز الانقسام داخل أمريكا.