الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

سر الأدعية الشيعية والتمائم السحرية

سر الأدعية الشيعية والتمائم السحرية
سر الأدعية الشيعية والتمائم السحرية




كتب- علاء الدين ظاهر

 

دراسة مهمة تلك التى أجراها عبد الحميد عبد السلام أبو عليو مدير التدريب والنشر العلمى بالمتحف الإسلامى بعنوان «مجموعة التمائم والأحجبة المحفوظة فى متحف الفن الإسلامى بالقاهرة-دراسة أثرية فنية»، حيث كشف فيها عن علاقة الكتابات الشيعية بوظيفة التمائم والأحجبة، وقد كانت الدراسة من القوة بحيث حصل بها على الماجستير من كلية أداب عين شمس بدرجة ممتاز مع توصية بتبادلها مع الجامعات الأخرى.
«أبو عليو» تناول فى الفصل الخامس من دراسته الكتابًات الشيعية وعلاقتها بوظيفة التمائم والأحجبة، مما كان له أكبر الأثر فى جعل التحفة تميمة أو حجابًا، وذلك من خلال ما ورد فى المصادر والمراجع الشيعية عن تأثير هذه الكتابات ودورها فى حياة الشيعة ونظرتهم واعتقادهم بمفعولها وتأثيرها، كما تلفت الدراسة النظر أن الأحاديث الواردة والمنسوبة للنبى محمد ابن عبدالله وهى أحاديث شيعية لإثبات مُعتقد ما أو فكرة لديهم وبتفسير يخدم هذه المُعتقدات، كما أن الأحاديث التى ثبُت صحتها للنبى - صلى الله عليه وسلم - أو الأحاديث الضعيفة والموضوعة، استخدمها الشيعة بتفسيرهم المتنافى تمامًا مع التفسير الصحيح للأحاديث عند أهل السنة. وكشفت الدراسة أنه هناك الكثير من الكتابات التى ارتبطت بالشيعة لذا نُسبت إليهم، ومنها «يا على» وهى من العبارات الشيعية الدُعائية التى تفيد النداء والنداء هنا للاستغاثة، وأشار علماء الشيعة أنها تعتبر حرزًا لنيل الغنى وعلو المناصب ونيل المطالب وقضاء الحوائج وطلب النصر على الأعداء.
 حيث أورد الشيعة أن النبى محمد يوم خيبر أعطى الراية لعلى وقال له: خُذ الراية وامضى بها، فجبريل معك، والنصر أمامك والرعب مبثوث فى صدور القوم، واعلم يا على أنهم يجدون فى كتابهم: أن الذى يدمر عليهم اسمه (إيليا) فإذا لقيتهم فقل: أنا على فإنهم يُخذلون إن شاء الله. وقد نُفذت عبارة «يا علي» على عدد من مقتنيات المتحف، ومنها سيف يُنسب إلى اسطنبول فى القرن (10هـ/ 16م) وهى مما كان يُستخدم كتميمةٍ لطلب النصر والاستغاثة بالله تعالى لنيل النصر لما عليه من زخارف تؤكد ذلك، وقميص من الكتان يُنسب إلى إيران ومؤرخ بسنة 1100هــ/ 1688م، وهى مما كان يُستخدم كتميمة لطلب النصر والعزة والهيبة بين الناس، وورد اسم «على» دون النداء» يا» بزخارف الوجه الآخر لسيف السلطان محمد الفاتح، الذى يزينه زخرفة لنجمة سداسية بداخل كل طرف من أطرافها اسم « علي»، وهو سيف يُنسب إلى اسطنبول فى الفترة 857- 886هـ/ 1453-1481م. وهناك أيضا أسماء أهل بيت النبى - صلى الله عليه وسلم - وأئمة الشيعة، وهذه الأسماء تعتبر من أكثر الكتابات التى تحتل مكانة كبرى عند الشيعة، وبها يتوسلون لتُقضى حوائجهم، وروى الشيعة أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: «أن الله تعالى حين خلق آدم، أراه أنوار محمد وعلوى وفاطمة والحسن والحسين، ثم أوحى إليه: «هؤلاء خمسه شققتُ لهم خمسة أسماء من أسمائى... فإذا كان لك إلى حاجة فبهؤلاء توسل»، ومن الأدعية المُعتبرة عند الشيعة دُعاء التوسل والذى جمع أسماء أهل بيت النبى - صلى الله عليه وسلم - (على وفاطمة والحسن والحسين)، وكذلك حديث الكساء فمن فضائله أن من يذكر هذه الأسماء فرج الله همه وكشف غمه، وما طلب طالب حاجه إلا وقضى الله حاجته.
وبناء على ما سبق نجد صدى هذه الأحاديث الشيعية المنسوبة للنبى - صلى الله عليه وسلم - على المنتجات الفنية الشيعية، فنجد أن هذه العبارة نُفذت على تحف تنوعت ما بين طابع حِجاب من النحاس يُنسب إلى مصر فى العصر الفاطمى القرن 5هـ/11م، وكذلك دلاية من الفخار تُنسب إلى مصر فى القرن 10- 11هـ/16- 17م، وعلى دلاية من الفضة بفص من العقيق تُنسب إلى إيران فى القرن 12هـ/ 18م، وعلى حجاب من النحاس يُنسب إلى إيران وهو مؤرخ بسنة 1219هـ/ 1804م. ومن العبارات التى تناولتها الدراسة «يا دليل المُتحيرين»، وهى من العبارات التى وردت بكثرة فى كُتب الشيعة، وهو دعاء لنيل الخيرات وطلب معرفة الحق ولدفع البلايا والسوء، وردت هذه العبارة بقميص من الكتان يُنسب إلى إيران، مؤرخ بسنة 1100هــ/ 1688م، و«على ولى الله» من العبارات الشيعية التى تُعبر عن المذهب الشيعى فى فكرة الولاية للإمام على -رضى الله عنه- وقد استند الشيعة فى ذلك الأمر على تأويل بعض الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية بما يتفق وتلك الفكرة.
وقد ربط الشيعة بين عبارة» على ولى الله» وبين الأرقام، فهى عشرة حروف مثل الموجودات العشرة والأفلاك والرواتب العشرة والعقول العشرة والحدود العشرة، وقد فسر الشيعة معنى الولى والإمام بمعنى واحد وأولو الشمس فى الباطن بأن مثلها مثل ولى الزمان من كان من نبى أو أمام، وطلوع الشمس مثل قيام ذلك الإمام وظهوره ومثل غروبها ومثل نقلته وانقضاء أمره، وقالوا أيضا لا يصح إقرار نبوة محمد - صلى الله عليه وسلم - إلا لمن أقر بولاية على «رضى الله عنه»، وهى بالنسبة لهم ركنٌ من أركان الإيمان وتعبيرًا عن إيمانهم بحقهم فى حكم المسلمين، لذا فإن هذه العبارة من أكثر العبارات التى سُجلت سواء على عمائرهم أو مسكوكاتهم أو حتى تحفهم الفنية، بغرض دعوى وبغرض تيمني-أى تيمنًا بسيدنا على وتعويذه من التعاويذ الشيعية. وقد نُفذت عبارة» على ولى الله «على تحف عدة بالمتحف، وجاءت كجزء من شهادة التوحيد الشيعية «لا إله إلا الله محمد رسول الله على ولى الله»، ومنها مرآة من البرونز مما كان يُستخدم كتميمة للوقاية من السحر والحسد وطلب الشفاء من الأمراض وتُنسب إلى مصر فى القرن 7هـ/ 13م، ومُصحف صغير يُنسب إلى إيران فى القرن 12-13هـــ/18- 19م، واستخدم هذا المُصحف كحجاب للحسد وشر العين، ووجود هذه العبارة على هاتين التحفتين كانت تيمنًا وتباركًا بسيدنا على رضى الله عنه، وتوسلًا به لقضاء الحاجات. وتعد عبارة «لا فتى إلا على لا سيف إلا ذو الفقار» من الأدعية التى لها منزلة كبرى عند الشيعة، فهى تُكتب للمدح لذى الفقار، والبراعة والشهادة بالقوة لسيدنا على بن أبى طالب، وذكر العلماء والمفسرون أنها تستعمل عند الشيعة كالدرع الواقى وطلب المساعدة والحماية والنصر من الله تعالى، وهى من العبارات التى انتشرت بكثرة على الفنون والعمائر الصفوية، ونُفذت هذه العبارة على تحف تضمنتها الدراسة بصيغ مُختلفة، ومنها «لا سلح (هكذا)/ إلا على/ لا سيف /إلّا ذو الفقّار/»، وهى عبارة عن سُلطانية من الخزف تُنسب إلى إيران فى القرن 12هـ/ 18م، كما جاءت بصيغة «ما سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي» على سيف نسبته الدراسة إلى تركيا فى 926-974هـ/1520- 1566م.
ومن العبارات الدعائية الشيعية «نادِ عليًا مُظهر العجائب تجده عونًا لك فى النوائب كل هم وغم سينجلى بنبوتك يا محمد وبولايتك يا علي»، واتخذها الشيعة حرزًا لهم حيث أشار العلماء ما يُفيد أنها تُكتب لهلاك العدو والظالم ونيل المقاصد، وسعة الرزق وللعثور على الأشياء الضائعة ورجوع الغائب، كذلك تُكتب لفك السحر والشفاء من السموم وللمريض المستعصى شفاءه ودفع البلاء والغضب وللغنى ونيل السُلطة والنصر على الأعداء، وللمصاب بالعين والحسد.
 وجاءت بصيغ مُختلفة مثل» ناد عليًا مُظهر العجائب تجده عونًا لك فى النوائب كل هم وغم سينجلى بقدرتك يا الله وبنبوتك يا محمد وبولايتك يا على يا على يا على «و»ناد عليا سينجلى حتمًا يا رب بحق شاه نجف مرتضى على بدوح بدوح بدوح»، وذلك على سيف يُنسب إلى اسطنبول فى القرن 10هـ/ 16م، كما نفذت هذه العبارة بصيغة «نادى عليًا مُظهر العجائب تجده عونًا لك فى النوائب كل هم وغم سينجلى بنبوتك يا محمد وبولايتك يا على «على سُلطانية خزفية تُنسب إلى إيران فى القرن 12هـ/ 18م. و«يا جليل يا جليل يا جليل يا منان يا منان يا منان يا منان يا منان يا سلطان (هكذا) يا شكور يا شكور يا شكور يا شكور يا غفور يا غفور يا غفور يا كريم يا الله يا الله» من العبارات الدُعائية لله تعالى بأسمائه وصفاته طلبًا فى استجابة الدعاء، وقد وردت مثل هذه الأدعية بكثرة فى كُتب الشيعة، وكانت من أدعية الأمام الحسن رضى الله عنه، وقد وردت هذه العبارة الدُعائية على قميص من الكتان يُنسب إلى إيران ومؤرخ بسنة 1100هــ/ 1688م.