السبت 21 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

اختفاء البرامج الوطنية مقابل سيطرة «الترفيهية» على الميديا

اختفاء البرامج الوطنية مقابل سيطرة «الترفيهية» على الميديا
اختفاء البرامج الوطنية مقابل سيطرة «الترفيهية» على الميديا




تقرير ـ مريم الشريف

على الرغم من تعرض  كثير من الشباب إلى عمليات غسيل «مخ» واللعب بأفكارهم فى محاولة لجذبهم إلى الأفكار المتطرفة، فى وقت زاد فيه الإرهاب فى العالم كله، ويتم اجتذابهم من خلال عدة طرق أبرزها السوشيال ميديا، والتى من خلالها يتم تغيير حقائق ونشر شائعات وتغييب الأفكار وإبعاد الشباب عن مفهوم حب الوطن، بل واجتذابهم إلى الجماعات الإرهابية، وفى ظل ذلك لا نجد برنامجًا واحدًا يقوم بتوعية الشباب ضد التطرف، ويقوم بتنمية حسه الوطنى.

لماذا يتجاهل الإعلام هذه القضية الشائكة وهى انتماء الشباب إلى الوطن وتنمية روح الوطنية المفقودة لدى الكثير منهم، ألا يعقل أن رغم هذا الكم الهائل من القنوات الفضائية والإذاعات، لا يوجد برنامج وطنى واحد يذكرنا بانجازات الوطن وشعبنا العظيم أثناء نصر أكتوبر المجيد، الذى لا نتذكره سوى يوم واحد فى العام، على الرغم من المواد الوفيرة التى يملكها كثير من القنوات من أفلام وثائقية ولقاءات مع ابطال أكتوبر، فلا بد أن نقوم بتذكير شبابنا بروح الوطنية وانجازات الحاضر والأمل فى المستقبل مرتكزين على القواعد الرئيسية المتمثلة فى انتصارات الماضى، وعلى الرغم من أهمية وجود هذه البرامج الوطنية إلا أننا نجد القنوات تبخل بها على المشاهد وشباب المستقبل ولا يهتمون سوى بالبرامج الترفيهية والفنية التى تحوذ على الجزء الأكبر من الاهتمام دون الالتفات إلى أن الترفيه سيرسم البسمة على وجه المشاهد لمدة لا تتعدى الدقائق، كما من الضرورى وجود برامج ترفيهية، فيعتبر الأهم فى هذه الفترة العصيبة التى تعيشها مصر فى محاربة الإرهاب أن يهتم الإعلام ببرامج تبنى جيل واعٍ ومحب لوطنه ولديه مزيد من الانتماء وتبعده عن أى فكر به تعصب.
وفى هذا الاطار علق الإعلامى حمدى الكنيسى نقيب الإعلاميين، قائلا: للأسف من ضمن أسباب تراجع هذا النوع من البرامج، أن الإعلانات لا تشجع هذه البرامج، ولا أيضا البرامج الجادة التى تحتوى على مضمون مفيد للبلد، حيث إن هذه الوكالات الإعلانية لا تهتم إلا بالبرامج الترفيهية.
وأضاف فى تصريحات خاصة لـ«روزاليوسف»، إن هذا الأمر من ضمن مساوئ سيطرة الاعلان على المضمون الإعلامى المقدم، حيث يهتمون ببرامج الإثارة أكثر لاعتقادهم بأنها ستحضر لهم أعلى نسبة مشاهدة كما يريدون، وفى الواقع هو نجاح مؤقت وليس دائمًا.
وعن رأيه فى تراجع الانتماء لدى بعض من الشباب الحالى، علق قائلا: البعض يقول ذلك وغياب الإعلام من أسباب هذا التراجع لدى البعض، لأن الإعلام لو كان يعمل بشكل قوى ويقدم برامج مفيدة وطنية لم نكن نشكو من قلة انتماء الشباب.
وأضاف: لو كل قناة خرجت من الصورة التقليدية لخريطتها البرامجية والمتمثلة فى التوك شو والبرامج الترفيهية، واعطت وقتًا لبرنامج وطنى جيد تتم إقامته بالشكل المطلوب وبإنتاج كبير، سيكون من الحلول، ويؤدى دورًا مهمًا فى تنمية حب الشباب لوطنهم.
مشيرا إلى أنه لا يريد برنامجًا وطنيًا يركز فقط على الانتصارات الماضية، وإنما يقدم بمفهوم مختلف يواكب العصر الحالى طبقا للوضع، وممكن يقدم برنامجًا فى قالب آخر على أن يكون هدفه وطنيًا بشكل واضح، لافتا الانتباه إلى أن هذا الأمر سيحد من تطرف الشباب وانجذابهم للأفكار الهدامة.
ناهيا حديثه بأن الإعلام حاليا أصبح أقوى سلاح فى التأثير على الجماهير والأحداث نفسها.