الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

حرب «تكسير العظام» بين طهران وواشنطن

حرب «تكسير العظام» بين طهران وواشنطن
حرب «تكسير العظام» بين طهران وواشنطن




كتبت – داليا طه

بدأت حدة الصراع بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران بعد أن رفض الرئيس الأمريكى دونالد ترامب اعتماد الاتفاق النووى الإيرانى وطلب من وزارة الخزانة فرض عقوبات على الحرس الثورى الإيرانى واعتباره منظمة إرهابية.
ومن المتوقع أن يعيد الكونجرس فرض عقوبات أمريكية جديدة على طهران كان قد تم رفع بعضها إثر دخول الاتفاق النووى بين إيران والقوى الكبرى حيز التنفيذ مطلع العام الماضى.
وتتحسب الشركات الأمريكية لمدى تلك العقوبات وتبعاتها على أى نشاط محتمل تقوم به مع طهران حيث يتوقع المراقبون للاقتصاد الإيرانى تفاقم مشاكله مع التغير فى السياسة الأمريكية.
وتناقلت وكالات الأنباء حالة من القلق من داخل إيران والخوف لدى المواطنين من العودة للحياة الصعبة فى ظل العقوبات، فيما توقف الشركات الكبرى مؤقتا تعاملاتها مع إيران.
كما أن عودة إيران للقطاع المالى العالمى ستتعطل مع مخاوف البنوك والمؤسسات المالية من احتمال أن تقع تحت طائلة غرامات هائلة فى أمريكا إن تعاملت مع إيران.
وأشارت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية إلى أن الإيرانيين قلقون من زيادة الفقر والظلم الاقتصادى ، واتساع الهوة بين الأغنياء والفقراء.. كما رأت «الجارديان» أن العقوبات ستوفر ذخيرة للحرس الثورى وغيره من القوى المتشددة للنيل من أى إصلاحات اقتصادية تقوم بها حكومة الرئيس حسن روحانى لتقليل تلك الفجوة الاقتصادية والاجتماعية.
وفى الأيام الأخيرة تراجع سعر صرف الريال الإيراني، وتوقفت شركات الصرافة فى طهران عن بيع الدولار الأمريكى تحسبا لهبوط سعر صرف العملة المحلية مقابله أكثر فأكثر فى الأيام المقبلة.. ورغم تراجع معدل التضخم فى ظل حكومة الرئيس حسن روحاني، إلا أن مشكلة البطالة لم تخف بما يجعل التحسن فى الأرقام الكلية للاقتصاد غير ذى معنى للمواطن العادى الذى ما زال يعانى مصاعب اقتصادية.
ومن المتوقع أن ترتفع الأسعار بشدة خاصة أسعار السلع الأساسية كالأرز والخبز فى حال  أعادت واشنطن فرض عقوبات على طهران، ما سيجعل معدلات التضخم الرسمية بلا قيمة حتى لو أظهرت تحسنا.
ورغم ما أعلنه وزير الخارجية الأمريكى ريكس تيلرسون من أن التغيير فى الموقف الأمريكى من الاتفاق النووى مع إيران لن يؤثر على الشركات التى طلبت بالفعل ترخيصا للعمل مع إيران وحصلت عليه، إلا أن كثيرا من الشركات الأمريكية أوقفت أى تعامل محتمل مع طهران حتى تتبين تماما الموقف الرسمى الأمريكى وما إذا كان الكونجرس سيعيد فرض عقوبات. . ورأت صحيفة «الإندبيندت» البريطانية أن عدول هذه الشركات عن التعامل مع إيران يشكل مقتلا لاقتصاد البلاد كما يرى المتابعون.