الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

ميركل تثأر من أردوغان

ميركل تثأر من أردوغان
ميركل تثأر من أردوغان




كتبت – نشوى يوسف

يبدو أنه حان وقت الثأر السياسى البائت بين المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس التركى رجب طيب اردوغان، حيث تدفع الأولى باتجاه إدراج مسألة انضمام تركيا للاتحاد الأوروبى على جدول أعمال قمة بروكسل التى ستعقد يومى 19 و 20 أكتوبر الحالى.
وكانت ميركل قد وعدت الشعب الألمانى أثناء حملتها الانتخابية الشهر الماضى بأن تعمل على عدم انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، خاصة بعدما قام اردوغان بتحريض الجالية التركية فى ألمانيا بعدم التصويت لصالح حزب ميركل.
وكانت المحادثات بين تركيا والاتحاد الاوروبى حول انضمامها للتكتل قد وصلت إلى طريق مسدود بعد وقوع المحاولة الانقلابية الفاشلة فى تركيا العام الماضى.
ومع اقتراب موعد انعقاد القمة خرج الرئيس التركى كعادته بتصريحات يطالب فيها تحديد موقف الاتحاد من تركيا بشأن الانضمام من عدمه، معلنا عدم احتياجه لدول الاتحاد، بل الاعلان فقط ، مشددا على استمرارية المحاولة هو ووزراؤه من أجل الحصول على العضوية.
وتشهد العلاقات الألمانية التركية توترًا متصاعدًا على خلفية اعتقال أنقرة مواطنين ألمان من جهة، ورفض حكومة برلين تسليم رعايا أتراك تتهمهم أنقرة بالضلوع فى محاولة الانقلاب الفاشل فى تركيا من جهة أخرى.
وبناء على طلب ألمانيا قامت المفوضية الأوروبية بإعداد تقرير رسمى بمدى استجابة تركيا لمعايير الانضمام للاتحاد الأوروبي، ومن المتوقع أن يكون التقرير سلبيا، وبذلك ستتزايد الضغوط لإنهاء المفاوضات مع تركيا، حسبما ذكرت مجلة «دير شبيجل» الألمانية .
صحيفة «فايننشال تايمز» ترى أن بحث قادة أوروبا للأوضاع الأخيرة فى تركيا تلبية لطلب ألمانيا بمثابة استعداد من الدول الأوروبية لاستعراض قواها فيما يتعلق بتركيا.
وزعمت صحيفة فايننشال تايمز أنه ليس من المتوقع أن تشهد القمة تجميد أو إنهاء مفاوضات عضوية الاتحاد الأوروبى مع تركيا غير أنه من الممكن أن تتجه الدول الأوروبية خلال القمة إلى قطع المساعدات المالية المقدمة إلى تركيا بقيمة مليار يورو.
وأضافت الصحيفة أن الدول الأعضاء فى الاتحاد الأوروبى تستعد لاستعراض قواها فيما يتعلق بالعلاقات المتدهورة مع أنقرة مفيدة أن تركيا تواجه خطر فقدان الدعم المادى الذى يبلغ أكثر من مليار يورو والمتعلق بعملية انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي.
كما ذكرت الصحيفة أن الاتحاد الأوروبى لايزال منقسما فيما يتعلق بضرورة اتخاذ موقف حازم تجاه تركيا مؤكدة أنه من المتوقع أن يتجنب قادة الاتحاد الأوروبى بحث مسألة تجميد مفاوضات العضوية مع تركيا رسميا خلال اللقاء الذى  سيعقد  بناء على طلب من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل على هامش القمة.
وأشارت الصحيفة إلى تخوف بعض الدول الأوروبية من الإضرار بالتعاون مع تركيا فى قضايا المهاجرين والأمن وسوريا على الرغم من حالة الغضب المنتشرة بين الحكومات الأوروبية فيما يتعلق بالضغوط السياسية وحملات اعتقال مواطنى دول الاتحاد الأوروبى التى تمارسها السلطات التركية موضحا أن الدبلوماسيين يتحدثون عن احتمالية ارتكاز اللقاءات على المساعدات المالية التى يخصصها الاتحاد الأوروبى إلى تركيا والتى تتجاوز الـ 4 مليارات يورو.
هذا وذكرت الصحيفة أن الاتحاد الأوروبى قد يلجأ إلى تخفيض المساعدات المالية المقدمة إلى تركيا حتى عام 2020 والتى تتراوح سنويا بين 600-700 مليون يورو بنسبة ثلاثة أرباع الإجمالى ما سيؤثر على البنية التحتية والزراعة فى تركيا وذلك فى إجراء حازم منه مفيدة أن الاجراءات الأقل حدة تتضمن تخفيض المساعدات المالية بنسبة أقل أو منحها مباشرة إلى منظمات المجتمع المدني.
وحول مخرجات القمة، يقول دكتور خالد رفعت مدير مركز طيبة للدراسات والأبحاث لروزاليوسف أن أوروبا كلها رافضة لانضمام تركيا للاتحاد الأوروبى لأنها ليست مستعدة فى الوقت الحالى لدمجها فى المجتمع الأوروبي، لأنه لو حدث ذلك سيتسبب فى اختلال البنية الثقافية الأوروبية .
وأوضح رفعت أن اردوغان كشخصية برغماتية يمكنه التحالف مع الشيطان حتى يحصل على مصلحته، وأنه دولته ستتعرض لخسائر مادية طائلة فى حال عدم الانضمام خاصة أنه تم الاشتراط عليه بأن يقبل اللاجئين السوريين فى بلاده مقابل الدعم المادى الذى كان سيصل إلى مليار يورو، حتى لا ينتشروا داخل دول الاتحاد، وإن لم يفعل ذلك فسيخسر .. كما أوضح د. محمد عبد القادر المتخصص فى الشأن التركى لروزاليوسف أن الموضوع التركى يفرض نفسه على جدول اجتماعات بروكسيل، بسبب تصرفات اردوغان الطائشة وتدخله السافر فى شئون الدول الأخرى خاصة ألمانيا، عندما تدخل فى الانتخابات الألمانية وتحريضه للجالية التركية هناك بعدم التصويت لصالح حزب ميركل، بالإضافة إلى انتهاكاته بخصوص ملف حقوق الانسان، الذى تتسبب فى أن يصل عدد اللجوء السياسى لدول الاتحاد إلى ما يقرب من 700 تركى كل شهر،  وتوترات دولته مع حلف الناتو، وقيام تركيا بزرع المنظمات الاسلامية التى تتجسس على الدول الأوروبية لصالحها.. وأضاف عبد القادر أن ما يفعله اردوغان جعل بلدان الاتحاد تنظر إلى تركيا باعتبارها تتحرك فى مسار سلبى لاستقرار البلدان الأوروبية لذلك لن تحصل على عضوية الاتحاد فى الوقت الحالي، وما ينتظرها هو مستقبل يحوم حوله الغيوم.. وأشار إلى أن عدم انضمام تركيا للاتحاد الأوروبى سيكبدها خسائر كثيرة خاصة مع ألمانيا وبريطانيا التى تصل المعاملات معها إلى 40% من معاملات دول الاتحاد الأوروبى كلها، وستتعطل أغلب الاستثمارات، وحركة النقل، وتراجع معدلات السياحة، بالإضافة إلى التداعيات المنتظرة على المستوى العسكرى خاصة فى حلف الناتو.