الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

الحرب الأهلية تهدد كردستان

الحرب الأهلية تهدد كردستان
الحرب الأهلية تهدد كردستان




تأجيج الصراعات الكردية قد يكرر سيناريو الحرب الأهلية فى كردستان العراق التى وقعت فى منتصف التسعينيات.
أوضح محمد عيدان – الباحث فى الشأن العراقى - أن اختراق القوات العراقية سريعا لمدينة كركوك  وسيطرتها على غالبية أنحاء المدينة المتنازع عليها مع إقليم كردستان، اثار تساؤلات متعددة حول دلالات العملية العسكرية الأخيرة، وتداعياتها العسكرية والسياسية؛ إذ تعد مدينة كركوك المتعددة القوميات والأديان ضمن المناطق المتنازع عليها دستوريا بين كردستان والحكومة العراقية منذ تحول العراق إلى جمهورية عام 1958 بسبب الثروات النفطية بالمدينة، وتشبث الأكراد بالسيطرة عليها لاعتبارها «قدس كردستان».
وقال عيدان،  فى مقال نشر له بأحد المراكز البحثية ، أن تفجّر أزمة  استفتاء كردستان تسبب فى تصاعد الضغوط الشعبية على رئيس الحكومة العراقية «حيدر العبادي»، مما دفعه إلى توجيه القوات الاتحادية للتوجه إلى كركوك وفرض الأمن، وبسط سيطرتها على المحافظة، وخاصة حقول النفط.
واعتمدت الحكومة العراقية فى بغداد على الدعم الشعبى الجارف لوحدة العراق وعدم تقسيمه، واصطفاف غالبية القوى السياسية العراقية فى البرلمان مع الإجراءات التى اتخذتها بغداد فى مواجهة اتجاهات الانفصال، والروح المعنوية المتصاعدة مع تباشير الانتصار على داعش، إضافةً إلى جاهزية القوات العراقية للقتال.
وحظيت الحكومة العراقية أيضًا بدعم إقليمى غير مسبوق ساند أى سياسة تنتهجها الحكومة العراقية لمواجهة الميل الكردى نحو الانفصال، لا سيما من إيران وتركيا اللتين اعتبرتا سيناريو الانفصال الكردى استهدافًا لأمنهما القومي، وهو ما جعل الحكومة العراقية تحسم خياراتها سريعًا لصالح التدخل العسكرى المباشر، وإنهاء السيطرة الكردية على كركوك.
واعتبر أن نجاح الحكومة العراقية فى حسم المعركة سريعا يرجع إلى الخلافات السياسية العميقة مع الاتحاد الوطنى الكردستانى ، والحزب الديمقراطى الكردستانى ؛ وذلك بعد معارضة الاتحاد الوطنى لانعقاد الاستفتاء فى هذا الوقت، وخشيتهم من سيطرة بارزانى على السلطة فى الدولة المرتقبة.
ويضاف إلى هذا الضغط الإقليمي، لا سيما من إيران، على الاتحاد الوطنى الذى ترتبط قياداته بعلاقات تاريخية مع إيران، وبصفة عامة يبدو أن الاتحاد الوطنى يرى أنه ليست هناك جدوى من معاداة الدول الإقليمية، والمضى قدمًا فى إتمام إجراءات الانفصال، طالما أن هذا سيؤدى إلى دولة مغلقة غير مرحّبٍ بها من قبل جيرانها. وهو ما دفع بعض قوات البيشمركة الكردية التابعة للاتحاد الوطنى للانسحاب من جنوب كركوك.
وتوقع الباحث أن يترتب على استعادة القوات العراقية لمدينة كركوك عدد من التداعيات، أولها  إحكام الحصار الاقتصادى إذ أن حقول كركوك النفطية تعد أحد أبرز الموارد الاقتصادية التى تعتمد عليها كردستان فى بناء دولتها المرتقبة، حيث تحتوى على عدد من آبار النفط المهمة فى حقول الشمال كــ(بباكَركَر) و(باى حسن) وغيرها، باحتياطى تقريبى يُقدر بحوالى 13 مليار برميل، أى ما يعادل 12% من إجمالى احتياطى النفط العراقى.