الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

بيزنس « زواج القاصرات» فى القليوبية

بيزنس « زواج القاصرات» فى القليوبية
بيزنس « زواج القاصرات» فى القليوبية




القليوبية ـ حنان عليوه

ففى مدينة شبين القناطر بمحافظة القليوبية، شهدت قرى عرب «جهينة ـ الصوالحة ـ العليقات» انتشار تلك الظاهرة، خاصة من الخليجيين، وانتشرت السيدات التى تعمل كسمسارة لتوفيق وإقناع أسر الفتيات بالقبول، حيث أصبحت الفتاة بتلك القرى سلعة تباع وتشترى، لتسلم الأسرة ابنتها مقابل مبلغ من المال.. يقول محمود إبراهيم، أحد الأهالى بمدينة شبين القناطر: إن ظاهرة «الزواج السياحى» أو زواج «الصفقات» انتشرت خلال السنوات الأخيرة الماضية، حيث أصبحت الأسر تبيع فتياتها للسائحين من الجنسيات العربية، فمنهن من تزوجت وتوفيت ومنهن من حملت وأنجبت أطفالاً بلا هوية، لمجرد أن ثرياً عربياً أراد الزواج خلال فترة إقامته فى مصر، ثم يتركها ليعود إلى بلده، حيث كن سابقا يرافقن أزواجهن إلى بلادهم، لكن تلك الأيام يتركهن فى بيوت أسرهن ليعودوا بعد عدة سنوات إليهن.
سلعة زهيدة
وأشار محمود إلى أن قرية «عرب جهينة» تحتل الصدارة فى تلك الظاهرة، حيث تزوجت «م.ل» 17 سنة من «أ.ص.س» 62 سنة، وقام بشراء شقة بمدينة الأمل بجوار مساكن عرب جهينة وتعيش الأسرة حالة من الرفاهية، منوها إلى أنه فى قرية «عرب العليقات» تزوج «إ.أ» 60 سنة بالفتاة «ن.م» 17 عاما، وتوفى بعد الزواج بـ5 سنوات، لكن هذه الزيجة انتشلت أسرة الفتاة من الفقر فخلال  فترة زواجها استطاعت  الأسرة بناء منزل مكون من 4 طوابق، وتحمل تكاليف زواج شقيقيها.
ولفت إلى أن «عرب الصوالحة» شهدت واقعة زواج «هـ.خ.ش» 17 سنة من «ن.س» 42 سنة سعودى الجنسية، واعتبرت أسرتها تلك الزيجة أنها طوق النجاة لانتشال الأسرة من خط الفقر، حيث حصلت الأسرة على العديد من الهدايا من الملابس والهواتف المحمولة واللاب توب وغيرها من الهدايا.
وفى طوخ لم يختلف الأمر كثيرا، حيث لجأ «ر.ر» إلى زواج نجلته «ن.ر.ر» 20 سنة من خليجى الجنسية، منذ 6 سنوات، ورافقته فى بلده وعند وصولها علمت بأنه متزوج من 3 سيدات أخريات وأنها هى الزوجة الرابعة.
ضرب مبرح
تقول الضحية: إنها رضيت بالأمر الواقع حتى أن تعدت الزوجات الأولى عليها بالضرب لمرات عديدة فطالبته بالعودة إلى مصر، وبالفعل عادت إلى أهلها بعد أن أنجبت طفلة عمرها الحالى 5 سنوات، وتركها لتعمل فى أحد مصانع الملابس.
ويضيف «ر.ر.ف» والد الضحية: إنه عندما ضاقت به الحياة قام بالتقدم بشكوى إلى السفارة السعودية، وبالفعل حضر الزوج إلى مصر وقام بشراء قطعة أرض لها ونجلتها وعاد ولم يرجع منذ 3 سنوات، معبرا عن غضبه باكيا على حال نجلته التى أصبحت تعيش فى بؤس وحزن بدلا مما كان متوقعا أن تعيش حياة سعيدة.
بينما الضحية الأخرى «ح.أ.س» 16 سنة، تقول: إن أزمة حياتها كانت الزواج الأول، حيث تزوجت من «ر.ش» 30 سنة لعلم الأسرة أنه من ميسورى الحال ويعمل فى إحدى الدول الأوروبية، ولم يكتمل الزواج 30 يوما، وكانت الكارثة أنه لم يعقد زواجًا رسميا وكان عبارة عن زواج عرفى بإيصال أمانة بقيمة 100 ألف جنيه، وقبل موعد توثيق الزواج رسميا جاء الطلاق، وعندما تقدمت برفع دعوى بمحكمة الأسرة للحصول على قائمة المنقولات فوجئت بقيامه بوضع مادة كاوية على الأجهزة الكهربائية ما أدى إلى تلفها.
حالات خلع
من جانبه كشف مسئول بمحكمة الأسرة فى طوخ، عن أن المحكمة يرد إليها يوميا كثير من حالات الخلع والطلاق، والنسبة الأكبر لحالات الخلع، حيث يتراوح عمر الزوجة فيها بين 16 و18 سنة، ما يثبت زواجها المبكر، ومنهن من لم يكن زواجًا رسميا ولم يستطعن الحصول على حقوقهن، وتصل نسبة حالات الزواج المبكر الفاشلة التى تنتهى بالخلع أو الطلاق إلى 70%.
من جانبه أكد الشيخ إسلام عامر، نقيب المأذونين، أن النقابة تقوم بدورها فى الحد من انتشار ظاهرة زواج القاصرات، حيث يتم عقد سلسلة مؤتمرات لمواجهة تلك الظاهرة، وتشمل محافظات الوجهين القبلى والبحري، للتحذير من خطورة زواج القاصرات والعرفي، وتبدأ من محافظة القليوبية وتعمل على الانتقال للمحافظات الأخرى، خلال الفترة المقبلة من خلال فروعها.
وأوضح عامر أن المؤتمرات تشمل التركيز على العنصر النسائى، للتحذير والتوعية من الزواج المبكر وزواج القاصرات، فى جميع محافظات الجمهورية، وهناك مئات الحالات التى يتم الزواج من غير قسيمة، ويعد هذا جريمة فى حق المرأة، كما ستنطلق حملات توعوية فى الجامعات للتحذير من خطر الزواج العرفى، الذى يتم بكثرة فى الجامعات.