الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

جورج بباوى يكشف مساوئ التعليم القبطى فى الكنيسة: «الوهابية القبطية» جعلت الاختلاف فى الــرأى كــفراً!

جورج بباوى يكشف مساوئ التعليم القبطى فى الكنيسة: «الوهابية القبطية» جعلت الاختلاف فى الــرأى كــفراً!
جورج بباوى يكشف مساوئ التعليم القبطى فى الكنيسة: «الوهابية القبطية» جعلت الاختلاف فى الــرأى كــفراً!




أعدها: روبير الفارس

سوف يأتى وقت يقود فيه المستنيرون الذين ظلموا الكنيسة بالتعليم الآبائى الصحيح، وعلى رأس هؤلاء الدكتور اللاهوتى الكبير جورج بباوى، الذى دفع ثمن أفكاره ومازال يدفع الثمن.
وفى رسالة «د.بباوى» التى ننشرها فيما يلى، يكشف ضحالة وجهل التعليم السائد فى الكنيسة، بقوة شخصيات المعلمين لا صحتها، وذلك من خلال تتبع مسيرة التنوير فى التراث القبطى فيقول «بباوى» أن استرداد التراث القبطى وإفراز الأصيل فيه بدأ فى العصر الحديث على يد الارشيدياكون (رئيس الشمامسة) حبيب جرجس.
وسارت حركة استرداد التراث هذه بدافع جديد بزخم الأب متى المسكين، ثم تراجعت قليلا تحت هجمات قادها بكل أسف بعض الاكليروس (رجال الدين) وإن تابع دفع هذه الحركة مجموعة من الأخوة العلمانيين كان على رأسهم د.نصحى عبدالشهيد، الذى حمل على عاتقه عبء هذه المتابعة بصبر ومثابرة تفوق الحد، أعانه عليها إيمانه برسالته.
وكان أن نُشرت لأول مرة معظم كتابات القديس أثناسيوس، وبعض من مؤلفات القديس كيرلس عمود الدين، وتوالت البعثات إلى اليونان وإلى ألمانيا وإنجلترا وفرنسا وإيطاليا ليعود أغلب الدارسين الذين تخصصوا فى الدراسات اللاهوتية ليجدوا أنفسهم يعاملون بجفاء، بل تم وضعهم تحت حزام الفقر القاسى، حتى ييأسوا من مهمتهم الملقاة على عواتقهم وهى مراجعة التراث الشعبى الذى نقل الكثير من الثقافة والتوجهات غير المسيحية وكُتب المبشرين الغربيين.
واستمراراً لحملة التيئيس والاستبعاد، سخروا مواقع التواصل الاجتماعى التى فتحت باب جهنم على كل ما يُنشر، مرة بالإدعاء بعدم صحة التراجمات دون أن يتفضل علينا أصحاب هذا الاتهام بنشر الترجمة الصحيحة، ويعود هذا الهجوم إلى الأنبا شنودة الثالث شخصياً، ومرةً ثانية بالإدعاء بأن هناك مخالفات لتعليم الكنيسة.
ومن الغريب أن أصحاب هذا الادعاء يتوهمون أنهم هم الكنيسة بكل ما لها من تاريخ وتراث، مستندين بهذا الهجوم على ما زعموه من سلطان الكهنوت الذى له قصص لا تنتهى، ربما أفضل مثال له فى العصور الخوالى هو تجريد القديس يوحنا ذهبى الفم ونفيه وموته فى المنفى.
ونال أبونا ديوسقوروس نفس المعاملة بل صدر قرار حرمان ضد كنيسة مصر وسوريا، بادعاء أنها كنائس أصحاب الطبيعة الواحدة.
جرّد وهو مازال راهبا
وفى العصر الحديث مات الأنبا ايسيذوروس مؤلف كتاب الجريدة النفيسة، وتحولت الكنيسة التى كان يصلى فيها إلى مخبز وانضم إليه فى ذات المصير أكبر زعيم وطنى، القمص مرقس سرجيوس.
وجُرِّد الأب متى المسكين، من الرهبنة، وليس فقط من الكهنوت، مع أن تجريد راهب من الرهبنة شىء مستحيل مادام أنه يحيا حياة الرهبانية الحقة.
وصدر قرارٌ بحرمان كاتب هذه السطور دون سبب خاص بالإيمان نفسه. فأنا لم انكر الثالوث الذى أنكره الذين قالوا إنه وجود وعقل وحياة، وسقطوا عن جهل فى بدعة سابليوس، وأنا لم أُنكر أُلوهية الرب التى ينكرها كل الذين يعلِّمون بأنه هو ودمه الكريم صار ثمنا لخطايا البشرية.
وأنا لم أُهاجِم روح الله مُدَّعياً أنه يعطى المواهب فقط، فى حين أن الحياة الأبدية التى يعطيها الروح القدس، ليست موهبة، بل هى حياة الله نفسه.
وقد دافعت عن شفاعة القديسين فى أول دراسة تاريخية نُشِرت باللغة العربية بعنوان «شفاعة القديسين أم عبادة أموات».
وسبق لى أن نشرت جزءًا من دراسة تاريخية عن أصالة وقدم صلوات المعمودية فى الكنيسة القبطية، ولكن لم تتوقف حملات الهجوم. لم أتوقع حتى أمنح الخلاص للشيطان، كما يدَّعى علىّ نيافة مطران دمياط «الأنبا بيشوى».
ونسب إلى رأى أعداء أورجيينوس؛ فأنا أعرف قدر نفسى جيداً، فلا يمكن أن أنكر أمراً يخص الديان العادل، بل وأقول إنه ولا حتى أورجيينوس نفسه كتب هذا الكلام وإنما تقوَّل عليه أعداؤه بهذه الادعاءات.
 قطعوا لسانه حتى لا يتكلم
ووصل الأمر إلى أن يصبح  «التسطيح»  هو سيد الموقف فى قاعات الدراسة، وصارت المحاضرات فى مستوى مدارس الأحد. وغاب تدريس التاريخ، فلم نعد نستوعب الاختلاف على ترجمة كلمة أناثيما، وهى كلمة يونانية، ترجمة للكلمة العبرانية كما وردت فى السبعينية للكلمة أى ما يخص الله حسب نص الترجمة السبعينية فى أسفار (العدد 21 :3 – تثنية 7:26 – يشوع 6:17 و12 قضراة 1 : 17 – زكريا 14 :11) فهذا هو أصل الكلمة، ولكن الكلمة بعد ذلك التاريخ، صارت الترجمة ليس حكم الله بل حكم البشر على ذلك، حكموا على ذهب الفم وديوسقوريس ومكسيموس المعترف الذى قطعوا يديه ولسانه حتى لا يكتب ولا يتكلم ومات فى المنفى، نقول «رَحِم الله امرئ عرف قدر نفسه»؛ لأن الانتفاخ بالمعرفة هو سبب الوقاحة ونشر الكراهية. فمن يخطئ يُرد بالصواب لا بالشتائم، ولا حتى بالحرمان.
إن ذهبى الفم وديوسقوروس غابا من التاريخ. ماذا لو كان هناك حوار محبة وحوار صدق فى عام 451؟
إن ما يُعرف باسم Theology Historical «تاريخ العقيدة «هو مادة أساسية فى جامعات العالم التى تحترم الفكر، ولكن الوهابية القبطية جعلت الاختلاف فى الرأى رِدة، رغم أن الارتداد جاء من الذين هاجموا تراث الآباء بدون تمييز، وعزلوا الروح القدس عن حياة الكنيسة. وجاءوا بحلول المواهب كبديل حلول روح الرب.
هكذا وصلت الجسارة إلى اختراع روحٍ آخر، بل حولت نعمة الخلود والحياة الأبداية والقيامة من الاموات والتبنى إلى هرطقة تأليه الإنسان. هذه وقاحة وافتراء لم يعد لهما مكانٌ؛ لأنهما لم يكن لهما التاريخ مكاناً، فى النهاية يبقى الغفران لكل الذين أساءوا وشتموا؛ لأن الحكم لله اوريجانوس المظلوم من الكنيسة القبطية.
 عظة «سمعان» الأخيرة
حزن المصريون جميعا على استشهاد القمص سمعان شحاتة، كاهن كنيسة القديس يوليوس الأقفهصى بعزبة جرجس بالفشن بنى سويف وهو الحزن المقدس على روح رجل دين مؤقر جليل كان له أسلوب مبسط فى الوعظ ليصل إلى كل المستمعين ومن ذلك تعليقه على مثل السيد المسيح حول العذارى الحكيمات والذى يقول «مَثَلُ ملكُوتِ السَموات كمَثَلِ عَشْرِ عذارى أَخَذْنَ مصابيحَهُنَّ وخرجْنَ للقاءِ العريس. خمْسٌ مِنْهُنَّ عاقِلات، وخمْسٌ جاهِلات. فالجاهِلاتُ أَخَذْنَ مصابيحَهُنَّ ولم يأْخُذْنَ معَهُنَّ زيتاً. أَمَّا العاقِلاتُ فأْخَذْنَ معَ مصابيحِهنَّ زيتاً فى آنيَتِهِنَّ. وأَبطأَ العريسُ فنَعَسْنَ جميعاً ونِمْنَ. وعِندَ نِصفِ الليل علا الصياحُ: «هُوَذا العريسُ قد أَقبَلَ. فاخرُجْنَ لِلِقائِه.» فقامت أُولئِك العذارى جميعاً وهيَّأْنَ مصابِيحَهُنَّ. فقالتِ الجاهِلاتُ للعاقِلاتِ: «أَعطِيننا مِنْ زيتِكُنَّ, فإنَّ مصابيحَنا تَنطَفئُ. «فأَجابتْ العاقِلاتُ: «لعلَّهُ غيرُ كافٍ لنا ولكُنَّ. فالأَولى أَن تذهبْنَ إلى الباعَةِ وتشترينَ لكُنَّ. «وبينما هُنَّ ذاهباتٌ ليشتَرينَ، وصَلَ العريسُ، فدخَلَتْ مَعَهُ المُستعِدَّاتُ إلى رَدْهَةِ العُرسِ، وأُغلِقَ البابُ. وجاءَتْ آخِرَ الأَمرِ سائِرُ العذارى فقُلنَ: «يا ربّ يا ربّ اِفتَحْ لنا» فأَجابَ: «الحقَّ أَقولُ لكُنَّ إِنِّى لا أَعرفُكُنَّ. «فاسهروا إذاً لأَنَّكُمْ لا تعلمونَ اليومَ ولا الساعة.» (متى 25/1-12 ). فقال القمص سمعان تعليقا على هذا المثل بعامية بسيطة سلسلة تحت عنوان «بياعين الزيت...»:
«الفرق الوحيد بين الخمس عذارى الحكيمات والخمس الجاهلات إن دول كان معاهم زيت، ودول ماعهمش، يعنى كل حاجة فيهم زى بعض؟ آه، كلهم عذارى دول معاهم مصابيح ودول معاهم مصابيح، دول منتظرين العريس ودول معاهم، الحكيمات نعسوا زى الجاهلات بالظبط وناموا وكلهم برضه صحيوا لما سمعوا صوت العريس «المسيح» إيه الفرق بقى؟ قال أبونا سمعان الزيت تخيل يبقى معاك كل حاجة جاهزه وناقصك على الأبدية، زيت!
جربت قبل كده تسافر من غير حاجه مهمة فى شنطتك وتفتكرها وانت ف نص الطريق؟ إحساس رخم أوى مش كده؟ ولما الجاهلات سألوا يجيبوا منين زيت الحكيمات قالوا لهم
«ابتعن لكن»..
إشتروا زيت يعنى...
مين هما بياعين الزيت:
المحتاجين..
بياعين زيت..
المرضى بياعين زيت..
الضعفاء بياعين زيت..
اللى جعانين محبه بياعين زيت..
اللى محتاجين يعرفوا ربنا بياعين زيت..
أى حد حواليك فى العالم..
هو بياع زيت بالنسبه لك..
حاول بقى تشترى زيت..
عشان تعرف تكمل المشوار..
ومصابيحك ما تنطفيش بدرى. رحم الله القمص سمعان وعزى أسرته.