الثلاثاء 19 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

واحة الإبداع.. لم تتغير كثيراً

واحة الإبداع.. لم تتغير كثيراً
واحة الإبداع.. لم تتغير كثيراً




اللوحات للفنان
محمد الناصر

يسيل بجوار النيل فى بر مصر نهر آخر من الإبداع.. يشق مجراه بالكلمات عبر السنين.. تنتقل فنونه عبر الأجيال والأنجال.. فى سلسلة لم تنقطع.. وكأن كل جيل يودع سره فى الآخر.. ناشرا السحر الحلال.. والحكمة فى أجمل أثوابها.. فى هذه الصفحة نجمع شذرات  من هذا السحر.. من الشعر.. سيد فنون القول.. ومن القصص القصيرة.. بعوالمها وطلاسمها.. تجرى الكلمات على ألسنة شابة موهوبة.. تتلمس طريقها بين الحارات والأزقة.. تطرق أبواب العشاق والمريدين.  إن كنت تمتلك موهبة الكتابة والإبداع.. شارك مع فريق  «روزاليوسف» فى تحرير هذه الصفحة  بإرسال  مشاركتك  من قصائد أو قصص قصيرة «على ألا تتعدى 055 كلمة» على الإيميل التالى:    

[email protected]


قصة قصيرة

لم تتغير كثيراً

بقلم - أحمد زغلول

وجهها كما هو بكامل حسنه.. صوتها بنفس نبراته الحانية.. شعرها لايزال أسود يتراءى فيه جمال الليل.. وخفة النسيم.. نظرت إليها وكأنها ملكة.. أميرة من أولئك اللواتى رسمت حكايات ألف ليلة وليلة صورهن فى خيالى فصرت أرزح تحت نير جبروت جمالهن.. اقتربت منها وأنا يقظ فى عداد النيام أو نائم فى عداد اليقظين، لا أعرف بالضبط!.. لكن الذى أعرفه جيدا أنها نظرت إلى نظرة جعلتنى سرحت فى ملكوت تمنيت ألا يكون فيه أحد غيرى وإياها.. سرحت فى بريق عينيها وأنا مغيب عن الوجود.. لكنها فجأة تراجعت للخلف والخوف بدى على وجهها وكأنه موت مطبق.. ارتعدت.. تبتعد وتدير وجهها الرائق ناحية رجل دميم، يرمقها بنظرات فاض منها الشر والخبث.. مقته من النظرة الأولى وأحببتها من قبل أن أولد .. رأيتها وقد طوّق جيدها بحبل مهترئ يجرها وهى تسير وراءه ذليلة تنظر خلفها لعلها تجد لى أثر، علّها تجد من يشعر بحرقة الدموع التى اتخذت من وجنتيها مجريين أكفهرا من شدة الحزن والألم.. إلا أننى للأسف كنت قد اتخذت قرارى بالفرار بعد أن تذكرت أن هذا الوجه الحسن إنما هو لغانية وجدت قتيلة أمام أحد البيوت المشبوهة وصورها كانت تملأ صحف الصباح ، عدت لمنزلى مذهولا.. غير مصدق أهى القتيلة التى رأيت صورتها وقرأت عنها، وكيف رأيتها وتملّيت فى جمالها .. أعادت للحياة ثانية ؟ أعادت للحياة ثانية ؟.. سؤال ظل يلح علىّ حتى بعد أن طالعت صحف صباح اليوم التالى والتى صححت القصة الخبرية بأن من لقت حتفها كانت فتاة شريفة أحبّت شخصا خلى بها فقررت أن تحيا حياة الغوانى إلا أنها قتلت نفسها قبل أن يلمسها أحد الأوغاد.