الثلاثاء 19 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

«الأتراك» يدفعون ثمن سياسات «الأغا» بدماء الأبرياء

«الأتراك» يدفعون ثمن سياسات «الأغا» بدماء الأبرياء
«الأتراك» يدفعون ثمن سياسات «الأغا» بدماء الأبرياء




كتبت ـ خلود عدنان


يبدو أن الشعب التركى هو من يدفع ثمن سياسات نظامه الفاشل بقيادة «رجب طيب أردوغان» التى أدت لسلسلة غير مسبوقة من العمليات الإرهابية فى آخر عامين، ويبدو أن حادث «مرسين» الذى وقع مؤخرا، واستهدف مقر جهاز المخابرات التركية وأسفر عن إصابة عدد من رجال الأمن، لن يكون الأخير، وهو ما يعكس فشلا ذريعًا من «الأغا» ونظامه فى التعامل مع ملف الإرهاب وغياب القدرة على حماية الشعب.
والغريب أن السيناريو المستخدم فى الحادث الأخير هو ذاته المستخدم من قبل، إذ تعرضت الشرطة التركية لهجوم باستخدام شاحنة صغيرة تابعة لشرطة بلدية جزرة استهدف مقر مديرية أمن جنوب شرق تركيا، وأسفر عن مقتل 10 من عناصر الشرطة التركية، وأصيب أكثر من 70 شخصاً آخرين.
وتعرضت تركيا خلال عام 2017 إلى سلسلة من الهجمات الدامية خلفت مئات القتلى، وهو العام الأكثر دموية جراء الهجمات الإرهابية فى تاريخ البلاد، كالهجوم الذى استهدف أحد الملاهى الليلية فى إسطنبول أثناء الاحتفال برأس السنة الجديدة، وخلف 39 قتيلا.
وتتوالى الهجمات على الأمن التركى وتتدهور الأوضاع الأمنية بأنحاء تركيا، الأمر الذى أدى لفقدان الشرطة هيبتها ليتغير شكل الهجمات لحوادث طعن بالسكين للشرطيين فى إسطنبول، وكذلك تفجير ديار بكر الذى أودى بحياة العشرات من ضباط الشرطة والمدنيين، ووفقا لإحصائية وكالة أناضول فقد أودى الغياب الأمنى بحياة مئات الاشخاص وخلف آلاف الجرحى. كما فتح اردوغان أبواب الجحيم على بلاده فى ظل تصاعد رغبته المجنونة بأوهام السيادة الإقليمية والتى تجلت مع مشروع قناة إسطنبول الذى يربط البحر الأسود ببحر مرمرة، المشروع استفز القوى الكبرى على الساحة الدولية بل حتى حلفاء أنقرة أنفسهم إذ رفضت موسكو النفوذ التركى بالبحر الأسود بالتزامن مع تأزم الموقف بـ«الإتحاد الأوروبى» و «الناتو» لاسيما أن المشروع ينظر له بكونه تهديدا للأمن والسلم على المستويين الدولى والاقليمى.
تعيد تركيا حالة الصراع حول «الدردنيل والبوسفور» لتحقيق حلم السيادة الإقليمية محاولة تكسير العزلة الأوروبية التى فرضت عليها، مستغلة سيطرتها على المضايق كورقة أخيرة لدخول الاتحاد الأوروبى، ورغم إنذار روسيا برفضها النفوذ التركى فى البحر الأسود، عاد التلويح التركى بورقة المضايق فى وجه روسيا ليشعل حرب المضايق الدامية ما يمثل تهديدا للأمن والسلم على المستويين الإقليمى والدولى.
وأعلن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان عن وضع حجر الأساس فى مشروع قناة إسطنبول الذى سيربط البحر الأسود ببحر مرمرة بطول يصل إلى 45 كيلو مترا، وذلك من أجل تخفيف حركة المرور فى مضيق البوسفور، بالإضافة لإنشاء ثلاثة جزر بجانب المضيق لبسط السيادة التركية على المياه الإقليمية بالبحر الأسود، ويندرج المشروع ضمن رؤية تركيا 2023 الذى ستنتهى فيه معاهدة لوزان التى كانت تمنع الحكومة التركية من تحصيل ضرائب على مرور السفن من مضيق البوسفور وكذلك اتفاقية مونترو، ما يسمح لتركيا بتحصيل 5.5 دولار عن كل طن من البضائع وحمولات السفن التى تعبرها يوميًا. وذكرت صحيفة «أيضنلك» التركية أن مشروع قناة إسطنبول سيثير غضب الاتحاد الأوروبى وسيتسبب بخروج تركيا من حلف «الناتو»، فضلا عن جر روسيا لصراع دام فى البحر الأسود، وتوقف جميع صفقات السلاح ومشروع الطاقة الروسى، حيث كانت المضايق من أسباب دخول روسيا الحرب العالمية الأولى عام 1914 خشية أن تغلق تركيا المضايق أمامها وكانت إنجلترا قد اتفقت سراً مع فرنسا وروسيا خلال الحرب على أن يسيطر الروس على المضايق التركية لتكسر الاحتكار العثمانى للبحر الأسود.