الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الثأر للشهداء.. دك معاقل الإرهابيين فى الواحات بالطيران

الثأر للشهداء.. دك معاقل الإرهابيين فى الواحات بالطيران
الثأر للشهداء.. دك معاقل الإرهابيين فى الواحات بالطيران




متابعة - سيد دويدار وإبراهيم المنشاوى

والمحافظات ـ إلهام رفعت وعلا الحينى ومصطفى عرفة ومحمد جبر وحسين فتحى

ومنال حسين ومحمود هيكل وحسن غنيمة

واصلت أمس الطائرات والمروحيات دك معاقل الإرهابيين فى منطقة طريق الواحات عند الكيلو 135، كما استمرت الاشتباكات العنيفة بين قوات من الجيش والشرطة وقوات الصاعقة من جانب والإرهابيين من جانب آخر فى عملية ثأر لدماء شهداء الواجب وللقضاء على بذرة الإرهاب فى هذه المنطقة.
فيما لا تزال القوات تتواجد بكثافة لتمشيط مناطق شاسعة من الصحراء والمدقات الجبلية بحثا عن عناصر إرهابية مختبئة.
من جانبه أمن الأمن العام طريق الواحات الخارجى وأغلقه تماما واستطاعت القوات عن طريق الاتصالات بغرف العمليات بأن تخبرهم بالعثور على عدد من جثامين ضحايا الشرطة، وكان المقدم أحمد عبدالظاهر على قيد الحياة وفى غيبوبة تامة، فتم حمله وتأمينه وإخراجه من الدروب الصحراوية ونقله بسرعة فى سيارة إسعاف مجهزة إلى مستشفى الشرطة بالعجوزة.
وحتى ساعات الصباح من نهار أمس لم تخرج القوات الخاصة والمدرعات من الدروب الصحراوية، فضلا عن تواصل مستمر على اعلى مستوى مع القيادة العامة للقوات المسلحة، فيما تقضى قيادات أمن الجيزة والفيوم والامن الوطنى ليلهم ونهارهم قرب موقع استهداف زملائهم من الضباط فى صحراء الواحات.
على جانب آخر، خرجت جنازة ضابط الأمن الوطنى الشهيد المقدم أحمد جاد جميل من مسجد الرحمن الرحيم بصلاح سالم وسط  بكاء الضباط زملائه بمديرية أمن الجيزة وبحضور محافظ الجيزة كمال الدالي..  واللواء خالد عبدالعال مدير أمن القاهرة، بينما زرغدت زوجة الشهيد وأشقائه فى أثناء الجنازة احتفالاً بزف البطل إلى الجنة.
فيما ذكرت مصادر أمنية إنه تم نقل 10 من شهداء الشرطة الذين استشهدوا خلال مواجهة مع خلية إرهابية بصحراء الواحات، أمس الأول الجمعة، إلى مستشفى الشرطة بمدينة نصر، وهم كل من النقيب إسلام مشهور، والنقيب عمرو صلاح من العمليات الخاصة، والمقدم محمد وجيه، والمقدم أحمد فايز، والمقدم أحمد جاد، والرائد أحمد عبد الباسط، والنقيب كريم فرحات من قطاع الأمن الوطنى، والعميد امتياز كامل، والمقدم محمد عبد الفتاح، ونقيب أمن مركزى بقطاع الأمن المركزى.
وقطعت وزارة الداخلية الطريق على مرددى الشائعات بالحديث عن أرقام غير حقيقية لضحايا مأمورية استهداف مجموعة من أخطر الإرهابيين، وأعلنت أنه واستكمالاً لما سبق الإعلان عنه من جهود ملاحقة البؤر الإرهابية التى تسعى عناصرها لمحاولة النيل من الوطن وزعزعة الاستقرار، والمعلومات التى وردت لقطاع الأمن الوطنى حول اتخاذ مجموعة من العناصر الإرهابية من إحدى المناطق بالعمق الصحراوى بالكيلو 135 بطريق أكتوبر/ الواحات/ محافظة الجيزة مكاناً للاختباء والتدريب والتجهيز للقيام بعمليات إرهابية، مستغلين فى ذلك الطبيعة الجغرافية الوعرة للظهير الصحراوى وسهولة تحركهم خلالها، وفى ضوء توافر هذه المعلومات فقد تم إعداد القوات للقيام بمأموريتين من محافظتى الجيزة والفيوم لمداهمة تلك المنطقة إلا أنه حال اقتراب المأمورية الأولى من مكان تواجد العناصر الإرهابية استشعروا بقدوم القوات وبادروا باستهدافهم باستخدام الأسلحة الثقيلة من كافة الاتجاهات فبادلتهم القوات إطلاق النيران لعدة ساعات مما أدى لاستشهاد عدد 16 من القوات « 11 ضابطًا - 4 مجندين - 1 رقيب شرطة»، وإصابة عدد 13 «4 ضابط - 9 مجندين»، ولايزال البحث جاريًا عن أحد ضباط مديرية أمن الجيزة.
وفى وقت لاحق تم تمشيط المناطق المتاخمة لموقع الأحداث بمعرفة القوات المعاونة وأسفر التعامل مع العناصر الإرهابية عن مقتل وإصابة عدد «15» والذى تم إجلاء بعضهم من مكان الواقعة بمعرفة الهاربين منهم، ومازالت عمليات التمشيط والملاحقة مستمرة .
وأكدت الوزارة أنها وهى تنعى شهداءها الأبرار الذين ضحوا بأرواحهم فداء للوطن ودفاعاً عن المواطنين أن ذلك لن يزيدهم إلا إصراراً وعزيمة على الاستمرار فى بذل المزيد من الجهد لاقتلاع جذور الإرهاب وحماية وطننا الغالى.
وأهابت الوزارة بوسائل الإعلام تحرى الدقة فى المعلومات الأمنية قبل نشرها والاعتماد على المصادر الرسمية وفقاً للمعايير المتبعة فى هذا الشأن، وكذا إتاحة الفرصة للأجهزة المعنية فى التحقق من المعلومات وتدقيقها لاسيما فى ظل ما قد تفرضه ظروف المواجهات الأمنية من تطورات، الأمر الذى قد يؤدى إلى التأثير سلباً على سير عمليات المواجهة والروح المعنوية للقوات... يشار فى هذا الصدد إلى أنه تم إصدار هذا البيان عقب إتمام عملية إجلاء الشهداء والمصابين مباشرةً.
إلى ذلك كلف النائب العام المستشار نبيل أحمد صادق، نيابة أمن الدولة العليا، ببدء تحقيقات فورية فى الحادث الإرهابى الذى وقع بصحراء الواحات، أمس الجمعة، والذى أسفر عن استشهاد عدد من الضباط وأفراد الشرطة فى مواجهة مسلحة مع عناصر إرهابية.
وانتقل فريق من محققى النيابة بإشراف المستشار خالد ضياء الدين المحامى العام الأول لنيابة أمن الدولة العليا، إلى مستشفيات الشرطة بالعجوزة ومدينة نصر والشروق، لمناظرة الجثامين جراء الحادث الإرهابى، مع التصريح بتسليم الجثامين إلى ذويها والدفن فور انتهاء الأطباء الشرعيين من توقيع الكشف الطبى عليها، وتشريحها لتحديد أسباب الوفاة لكل منها على حدة، والاستماع إلى أقوال المصابين ممن تسمح حالتهم بسؤالهم فى شأن ملابسات الحادث، للوقوف على كيفية وقوعه.
وطلبت النيابة بإشراف المستشار محمد وجيه المحامى العام الأول بنيابة أمن الدولة العليا، من قطاع الأمن الوطنى بوزارة الداخلية، إجراء التحريات الأمنية اللازمة لبيان ملابسات الواقعة وتحديد هوية الجناة.
المحافظات تودع شهداءها
رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه.. أقسموا أن يحموا أرض الوطن، وتعاهدوا على أن يقدموا حياتهم حفاظا على شعبه ومؤسساته، فقدموا أنفسهم فداء لتراب البلد وثمنا لمواجهة الإرهاب، على رأسهم شهداء ملحمة الواحات التى راح ضحيتها عدد كبير من رجال الشرطة البواسل.
فى المنيا اتشحت المحافظة بالسواد حزنا على وفاة اثنين من أبنائها الأبطال بالحادث الإرهابي، حيث استقبلت مدينة المنيا جثمان الشهيد المقدم محمد وحيد حبشى مصيلحي، 35 سنة، نجل اللواء وحيد حبشي، نائب مدير أمن السويس الأسبق.
وكان متزوجاً ولديه طفلان، هما جودي، 6 سنوات وأحمد، 4 سنوات، وهو الابن الأكبر لوالده، وعمل بعد تخرجه من كلية الشرطة معاون مباحث بقسم شرطة المنيا، ثم انتقل للعمل بوحدة مباحث مركز المنيا، وآخر محطاته بجهاز الأمن الوطنى بالقاهرة، وترقى إلى رتبة مقدم فى يوليو الماضي.
وقالت مصادر مقربة من أسرة الشهيد: سيتم تشييع الجثمان إلى مثواه الأخير بمقابر الأسرة بشرق النيل فى منطقة زاوية سلطان.
كما استقبلت قرية الرحمانية التابعة لمركز دير مواس جنوب محافظة المنيا، جثمان الشهيد الرائد محمد عبدالفتاح، من قطاع الأمن الوطنى بالجيزة، دفعة كلية الشرطة عام 2001، ويبلغ من العمر 37 عامًا.
ونعى عصام البديوي، محافظ المنيا، شهداء المحافظة الذين كانوا فى مقدمة الصفوف، فنالوا شرف الشهادة، واعدا أسرهم وآباءهم وأمهاتهم وزوجاتهم وأبناءهم بأن تستمر جهود أجهزة الدولة لاجتثاث الإرهاب وإرسال عناصره إلى الجحيم ليلقوا جزاء ما اقترفوا من آثام على يد المولى عز و جل المنتقم الجبار، داعيا الله أن ينعم على أسرهم بالصبر و الرضى وأن يدخل شهداءنا فسيح جناته.
وأدانت جامعة المنيا برئاسة الدكتور جمال الدين على أبوالمجد، وأعضاء هيئة التدريس، والعاملين، والطلاب، العملية الإرهابية الخسيسة بالمنطقة المتاخمة بالكيلو 135 بطريق الواحات البحرية، والتى أسفرت عن استشهاد وإصابة عدد من رجال الشرطة.
وشارك الآلاف من أهالى السويس أجهزة الأمن فى تشييع جثمان الشهيد ملازم أول أحمد حافظ شوشة، الذى راح ضحية حادث الواحات، وسط ثورة وغضب وتنديد بالإرهاب والمطالبة بالقصاص من هذه العناصر التى تسعى للنيل من حماة الوطن وزعزعة استقرار البلاد.
يقول محمد المصرى، عضو مجلس الشعب: إنه توجه مع أسرة الشهيد إلى المشرحة لاستلام جثته وسرعة إنهاء إجراءاته لتشييع الجثمان والصلاة عليه وسط أهله وأصدقائه بالسويس من مسجد الغريب، خاصة أن الجميع فى حالة انهيار وحزن على ابنها الذى يتمتع بحب الجميع، فهو أحد الرياضيين بالسويس قبل أن يكون أحد رجال القوات الخاصة والشرطة.
ويوضح الدكتور محمد شوشة، ابن عم الشهيد، أنه كان محبوبا بين الأسرة والأصدقاء وأنه تخرج منذ عام فى الكلية، ولكفاءته تم التحاقه بالقوات الخاصة بمكافحة الإرهاب، وأنه الابن الوحيد لوالده وله شقيقتان، حيث اعتاد فى إجازته بإشاعة المرح بين زملائه والأقارب، ولم يكن يفكر فى الزواج فى الوقت الحالى نظرا لحساسية وخطورة عمله والتركيز فيه.
وقال ابن عم الشهيد: إنه كان يتمتع بروح رياضية طيبة وكان أحد أعضاء الفرق الرياضية بمدينة السويس، إلا أن عمله فى الفترة الأخيرة بعد تخرجه أبعده قليلا عن النشاط الرياضى، الذى كان يمارسه بانتظام من خلال عمله، فضلا عن أنه كان يرفض الإفصاح بأى معلومات تخص مهام عمله.
وقرر اللواء أحمد حامد محافظ السويس، إقامة سرادق عزاء لشعب السويس فى فقيدها بدار مناسبات ميدان النمسا، باعتبار أن الشهيد هو ابن للسويس كلها وليس لأسرته فقط، وسيقوم بتلقى العزاء مع أسرة الفقيد.
وفى الفيوم ضرب العميد إبراهيم شلتوت، من قوات أمن أكتوبر، والمولود فى محافظة المنوفية عام 1968، الذى أصيب خلال المعركة التى شهدتها صحراء الواحات على بعد 30 كيلو مترا من الطريق الإقليمى بالفيوم التى دارت بين قوات الأمن وعناصر إرهابية، أروع الأمثلة فى التضحية والإصرار، حيث ظل يطارد الإرهابيين داخل الصحراء بعد أن فقد مجموعة من مرافقيه من الأفراد الذين استشهد بعضهم، وأصيب البعض الآخر.
واستمر البطل فى التحامل على نفسه حتى وصل إلى حدود محافظة الفيوم بالقرب من منطقة المحمية الطبيعية بوادى الحيتان بسيارته رغم إصابتها بطلقات الرصاص، بحثا عن الإرهابيين الذين يحملون الأسلحة الثقيلة فروا من سيناء إلى صحراء الواحات.
وأكد الدكتور محمد نصرالله، مدير مستشفى أبشواى المركزى، أنه تم إجراء الإسعافات اللازمة للعميد البطل قبل نقله لمستشفى الشرطة بالعجوزة لاستكمال علاجه، خاصة أنه قد أصيب برصاصات فى منطقة الكتف.
وقال اللواء خالد شلبى، مدير أمن الفيوم: إن حدود المحافظة مؤمنة من خلال قوات تأمين الطرق والمنافذ، وقوات الانتشار السريع، بالإضافة إلى وجود قوات مدربة فى المنطقة الصحراوية شمال بحيرة قارون، مشيدا بتعاون القبائل العربية التى تقيم بالمناطق الصحراوية  المتاخمة للمحافظات الأخرى.
وفى أسوان ألغت آثار أبوسمبل، جميع الاحتفالات الفنية المقرر إقامتها على هامش مهرجان تعامد الشمس، بسبب حادث الواحات الأليم، على أن يتم اقتصار المهرجان على مشاهدة ظاهرة تعامد الشمس وفتح المعبد أمام الزوار الأجانب والمصريين.
كما قرر اللواء أحمد حامد، محافظ السويس، إلغاء الاحتفالات بالعيد القومى للمحافظة، التى بدأت أمس الأول، وكان من المقرر لها أن تستمر حتى يوم الثلاثاء 24 أكتوبر، وذلك حدادًا على شهداء الوطن فى الكيلو 135 بالواحات.
إلى ذلك نعى اللواء السيد نصر، محافظ كفر الشيخ، ببالغ الحزن والأسى رجال العمليات الخاصة الذين استشهدوا أثناء مداهمتهم إحدى البؤر الإرهابية، داعيا المولى عز وجل أن يلهم أهلهم وذويهم الصبر والسلوان.
كما نعى المهندس شريف حبيب، محافظ بنى سويف، بمزيد من الحزن والأسى شهداء الواجب من رجال الشرطة البواسل الذين استشهدوا، مقدما بخالص تعازيه للشعب المصرى والقيادة السياسية وأسر الشهداء بصفة خاصة، الذين جادوا بأرواحهم فى سبيل الدفاع عن الوطن وحماية مقدراته.
إلى ذلك أعلنت جامعة بنى سويف، برئاسة الدكتور علاء عبدالحليم، الحداد الرسمى على شهداء الوطن من رجال الشرطة، مع تنكيس الأعلام والوقوف دقيقة حداداً قبل كل محاضرة بجميع كليات الجامعة.
كما وجه الدكتور إبراهيم عبدالوهاب سالم، القائم بأعمال رئيس جامعة طنطا، عمداء ووكلاء الكليات ورؤساء الأقسام وأعضاء هيئة التدريس ومعاونيهم، بضرورة  الوقوف دقيقة حداداً على أرواح شهداء الواجب الوطنى الأبرار الذين استشهدوا جراء الهجوم الغادر فى أحداث الواحات وذلك فى بداية جميع المحاضرات أمس السبت واليوم الأحد.
أيضا قامت جامعة المنوفية بالوقوف دقيقة حداداً على أرواح شهداء الشرطة، وشهداء القوات المسلحة فى الحرب ضد الإرهاب وقراءة الفاتحة على أرواحهم الطاهرة وإقامة صلاة الغائب بعد صلاة ظهر أمس مباشرة فى ساحات الكليات قبل بداية اليوم الدراسى وبدء المحاضرات بجميع الكليات.
وفى الإسكندرية أصدر صباح أمس «الاتحاد العام لأقباط من أجل الوطن» برئاسة كريم كمال، بيانا نعى خلاله أسر شهداء الشرطة الأبطال، معلنا تضامنه الكامل مع أجهزه الدولة لاقتلاع جذور الإرهاب، مؤكدا أن تلك الحوادث تزيد الشعب المصرى قوة وعزيمة على اقتلاع جذور الإرهاب والقضاء عليه.
إلى ذلك أدانت المنظمة المصرية لإدارة الأزمات وحقوق الإنسان بسيناء، برئاسة إبراهيم سالم البياضى، حادث الواحات الإرهابى، مؤكدة أن من قاموا بهذا العمل الخسيس ليس لهم دين ولا وطن، وهى جماعة تجد لذة فى سفك الدماء تحت ستار الدين، وأن الدين منها براء.