الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

بشهادة عم محمد.. معصرة زيوت «بكور» عمرها 200 سنة فى إسنا

بشهادة عم محمد.. معصرة زيوت «بكور» عمرها 200 سنة فى إسنا
بشهادة عم محمد.. معصرة زيوت «بكور» عمرها 200 سنة فى إسنا




كتب - علاء الدين ظاهر



 
لا أحد ينكر أن فيلم شباب امرأة رغم أن أبطاله كثيرين، إلا أن شخصية الفنان الراحل عبد الوارث عسر وهو يعمل فى معصرة الزيت التى تدار بالثور لا تنسى، خاصة أنه أداها ببراعة شديدة، المفاجأة أن هذه الشخصية التى أداها لا تزال حية حتى الآن وتحديدا فى إسنا.. رجل بسيط طاعن فى السن يعمل حتى الآن فى معصرة زيوت قديمة فى إسنا بالأقصر..القصة كلها كشفها لنا مجدى شاكر كبير آثاريين وزارة الآثار.
شاكر قال لنا أن هناك معصرة قديمة على بعد 100 متر من معبد خنوم وسوبك بإسنا، والمفاجأة أنها تعمل حتى الأن منذ القرن 18م ويديرها عم «محمد بكور» المشهور هناك بعم ناصر،حيث يتخطى عمره 87 عاما، ويعمل بالمعصرة بكل همة ونشاط مرتديا جلبابه الأبيض الذى تبدو عليه بوضوع بقايا الزيت الذى تنتجه المعصرة، والمفاجأة التى قالها لنا كبير الآثاريين أن عم محمد يمتلك عزيمة ألف شاب ويعمل بمفرده
عندما تدخل للمعصرة تجد عم محمد ممسكا بالعمود الأفقى الخشبى الذى يدير به معصرته ويسمى عروسة، وببشاشة وجهه تجده يحكى لك ذكرياته عن المعصرة وتاريخها الذى يرجع لأكثر من 2018 سنة، وأنها كانت تنتج كل أنواع الزيوت عكس وضعها حاليا كمزار للسائحين وكبار السن، والمفاجأة أنه كما يؤكد ينتج زيوتا تشفى أمراض كثيرة خاصة للشعر والبشرة والعظام، ويصنعها من الخس وحبة البركة والسمسم.
ومن المعتاد هناك مشهد أجولة البذور ونبات الحلفا وزجاجات بها زيوت، ولأنه يدرك كونه طاعنًا فى السن يحلم قبل وفاته أن تتحول المعصرة بكل مكوناتها وتاريخها إلى مكان تراثى يوضع على الخريطة السياحية، وذلك بعد أن يتم ترميمه وصيانته بما يحافظ على تاريخه،خاصة أنها الوحيدة الباقية من معاصر كثيرة مماثلة كانت موجودة ولم تعد لها ذكرى حاليا.
وعن تاريخ المعصرة يقول كبير الآثاريين أنها ترجع إلى القرن 18 الميلادى، وتقع فى شارع كنيسة العذراء وتنسب لمنشئها أحمد بكور، وهى عبارة عن قاعتين الأولى تسمى بالدورة، حيث تشغل المعصرة وسط القاعة ويتوسطها حجر مستدير من الجرانيت الأحمر يسمى بالوالف، ومن فوقه يوضع قائم حجرى آخر من الجرانيت أيضا يحركه قائم خشبى يسمى «العروسة»، وطرفها العلوى مثبت فى قطعة خشبية أخرى تسمى بالقطة.
ويتابع قائلا: مثبت فى لوح من خشب نخيل الدوم ومثبت فى الحائط،وكانت المعصرة تدار عن طريق الجمل او الثور،إلا أن عم محمد رغم سنه الكبير يقوم بإدارتها بنفسه، حيث توضع البذور سواء الخس أو السمسم أو الخروع أو غيرها مع مقدار ماء معين يحول البذور لأقراص مشبعة بالزيوت وتوضع على أقراص مصنوعة من نبات الحلفا.
وكشف أنه فى القاعة الثانية يتم استخلاص الزيوت عن طريق آلة  يدوية تسمى العدة، وتتكون من قوائم وعوارض من الخشب المتين، من قائمين وعوارض تسمى فردتى «الأخت والدبكش» ثم الوصيف وعمود للربط للضغط على الأقراص الزيتية، والتى تحوى عجينة البذور ويتم الضغط عليها واسفلها فلاتر من نبات البوص والليف لتؤدى  لبئر فى الأسفل من الجرانيت يتلقى الزيت المصفى.