الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

فيللا الأميرالاى «أبادير جرجس».. بناها حاكم الصعيد والسودان.. وتاريخه لم يشفع لتسجيلها

فيللا الأميرالاى «أبادير جرجس».. بناها حاكم الصعيد والسودان.. وتاريخه لم يشفع لتسجيلها
فيللا الأميرالاى «أبادير جرجس».. بناها حاكم الصعيد والسودان.. وتاريخه لم يشفع لتسجيلها




كتب - علاء الدين ظاهر


إذا قادتك ظروفك عزيزى القارئ وذهبت إلى إسنا بالأقصر ومررت أمام مركز الشرطة هناك، لن تخطئ عيناك مبنى أمام المركز عليه لوحة تقول أنه مدرسة الشهيد عبد الستار الابتدائية، لكنه فى الحقيقة تاريخ يختفى وراء الشكل الخارجى للمبني.
حقيقة المبنى كشفها لنا مجدى شاكر كبير آثاريي وزارة الآثار، حيث قال إن المبنى وإن غير الزمن معالمه كثيرا، لكنه فى الحقيقة عبارة عن فيللا رائعة هى فيللا أبادير جرجس، والتى تمثل أحد مفردات تراث إسنا الذى طالب شاكر بإنقاذه قبل اندثاره.
وقال إن الفيللا صاحبها هو الأميرالاى أبادير جرجس الذى كان يحكم الصعيد والسودان، وقام بإنشائها عام 1924 ليقيم فيها،لكنه توفى قبل أن يسكنها وهاجر ابنه الوحيد لكندا، وتحولت لمدرسة الشهيد عبدالستار الابتدائية، وهى حاليا وقف مطرانية الأقباط هناك ومؤجرة للتعليم بمبلغ 600 جنيه.
وكشف شاكر أن الفيللا على مساحة 300 متر ومكونة من ثلاثة طوابق، وقد بنيت من الحجر الأحمر المهذب والمونة والأسقف من براطيم الخشب، حتى الأعمدة شكلت من الطوب الأحمر بطريقة فنية بديعة، والفيللا لها واجهة شمالية ذات زخارف وعقود شكلت كلها من الطوب الأحمر بطريقة فنية رائعة.
أما مدخل الطابق الأول مرتفع عن سطح الأرض بحوالى متر، ويؤدى لباب من ضلفتين من الخشب باللون البنى عليه زخارف من الحديد أو البرونز باللون الأسود،والزخارف عبارة عن طيور العنقاء على أرضية زخارف نباتية، وعليها حرفى A G ويرمزان لاسم صاحبها أبادير جرجس.
وأشار إلى أن هذه الزخرفة مكررة على كثير من الأجزاء فى المبنى خاصة شراعة الباب من أعلى وبها زخارف رائعة،والباب عندما يقفل من الداخل يحجب تماما أى صوت أو أتربة،وبه ترباس نحاسى بشكل زخرفى وطريقة تعشيق الحديد والبرونز والخشب تحفة فنية رائعة.
وقال إنه عند الوصول لصالة الفيللا الرئيسية نجدها تفتح على 4 حجرات «فصول» وسلم لأعلى، وهناك مدخل ثانوى بالصالة للفرندة والتى تزينها زخارف من الحديد لطيور حولها زخارف نباتية،والدور الثانى يتضمن 4 حجرات كل منها لها فرندة خاصة وشبابيك مرتفعة.
والدور الثالث مكون من حجرتين فقط ودورة مياه وسلم يؤدى للسطح،ويعلو جانبه الجنوبى الغربى برج بارتفاع 2.5م، وملحق بالفيللا حديقة بها نافورة مياه وحجرتين للخدم والحرس ودورة مياه، وحول الفيللا سور من الطوب الأحمر يعلوه سور حديدى.
المفاجأة التى كشفها لنا كبير الآثاريين أن الفيللا غير مسجلة،رغم طرازها المعمارى المميز والزخارف فى الرخام والأبواب وطريقة البناء،وحتى تاريخ صاحبها العسكرى والذى يؤكد أنه كان ذا مكانة.
وأكد أن كل ذلك يدعو للتساؤل عن تركها للإهمال وعبث الأطفال والتلاميذ بها،وتغيير معالمها بوضع أكشاك خشبية وتغيير الألوان وطمس الزخارف، مطالبا بضم الفيللا لإنقاذ هذا التراث الفريد الذى لو كان فى مكان آخر لكان مدعاة للفخر على حد قوله.