الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«الأشمونين» تحولت من مدينة مقدسة إلى مأوى للثعابين

«الأشمونين» تحولت من مدينة مقدسة إلى مأوى للثعابين
«الأشمونين» تحولت من مدينة مقدسة إلى مأوى للثعابين




كتب - علاء الدين ظاهر


 كشفت مصادر بالآثار عن تدهور شديد وصلت إليه الآثار فى مدينة الأشمونين التاريخية بالمنيا، والتى تعد من المناطق الآثرية العريقة وتضم آثارا من جميع العصور،وتعرف باسم مدينة الثامون المقدس وصاحبة أحد المذاهب المفسرة لخلق الكون وقدس بها «جحوتى» إله العلم والمعرفة عند قدماء المصريين، وبها بقايا معابد مهمة مثل معبد الملك سيتى الثانى ومعبد رمسيس الثانى وبقايا معبد الامبراطور نيرون وبقايا بعض الكنائس والبازيلكا وغيرها من الآثار المختلفة.
التدهور موجود من سنوات كثيرة،حيث قامت «روزاليوسف» بزيارة المنطقة فى 2008 وحينها كانت تعانى من نفس المخاطر الموجودة حاليا، وأهمها نقص الحراسات اللازمة لحمايتها حيث تبلغ مساحتها حوالى 100 فدان، والمياه الجوفية ومياه الصرف الصحى من المنازل المحيطة، مما أدى لانتشار الحشائش التى حول الأشمونين إلى غابة وتحاصر الآثار الموجودة فيها، والأخطر أن ذلك جعل المنطقة بيئة خصبة لانتشار القوارض والثعابين التى تمثل خطورة على مفتشى الأثار والأهالي، حيث إن المنطقة غير محاطة بسور لحمايتها مما جعلها ممشى وممراً للناس.
المصادر كشفت لنا أن أضرار المياة الجوفية على الآثار بالمنطقة خطيرة،حيث ترفع منسوب الأملاح فى طبقة الأحجار الموجودة،ومع مرور الوقت تتساقط طبقات الألوان والجص وتتفتت الأحجار، والكارثة أنه ومنذ 2010م لا تتوفر فى المنطقة ميزانية لإزالة الحشائش، بل إنه فى أحيان كثيرة يقوم مفتشو آثار المنطقة بجمع الأموال من بعضهم البعض لشراء مبيدات وتوفير عمال لإزالة الحشائش، وهذا لا يحدث كثيرا كونه مكلفا ماديا، مما جعل الحشائش تنمو بشكل كبير وانتشرت بكثافة لتشوه جمال الآثار هناك.
المفاجأة أنه طبقا للمصادر هناك مشروع كبير لخفض منسوب المياه الجوفية،وهذا المشروع بدأ قبل حوالى 10 سنوات ولم ينته حتى الآن، وإن كان هذا المشروع خفض منسوب المياه بالفعل لكنه لم ينه المشكلة تماما، وهذا ما أدى لظهور الحشائش بكثافة لدرجة أنها كادت تخفى الاثار تحتها، ورغم أن المنطقة بها إدارة للحشائش تضم عددا من الموظفين لكنها بدون أدوات ومبيدات لمكافحة الحشائش، وبالتالى لا تقوم بعملها مما أدى لتوحش الحشائش خاصة نبات الحلفا وانتشارها.
 وأشارت المصادر إلى أن عدم وجود سور أو سلك شائك حول المنطقة جعلها عرضة لتعديات كثيرة ساهمت فى تدهور أثارها،كما أنها خارج خريطة تطوير الآثار أو السياحة رغم أهميتها والآثار الموجودة بها والتى تحتاج إلى ترميم معمارى ودقيق، كما أن المنطقة لا توجد بها إنارة ولا استراحة للزوار ولا مبنى إدارى للعاملين بها،ورغم صدور عدة تقارير تطالب بتطوير المنطقة وإزالة الحشائش منها، إلا أنه لم يحدث شىء حتى الآن، خاصة أن تلك التقارير طالبت بتسليط الضوء على الأشمونين لإعادتها للخريطة السياحية.
وقالت المصادر إنه من أبرز الآثار المتضررة فى الأشمونين معبد نيرون وهو من الإضافات التى قام بها الإمبراطور نيرون فى معبد رمسيس الثانى الفرعونى، و«بازيليكا الأشمونين» التى تعد من أقدم كنائس مصر، وقد أشارت إليها البعثة الألمانية فى الثلاثينات وقد استُكملت عملية البحث والتنقيب فى الأربعينيات والخمسينيات بواسطة مصلحة الآثار المصرية بالتعاون مع جامعة الإسكندرية، ووجود بقايا البازيليكا قرب الأراضى الزراعية والقنوات المائية أثر سلبا على الآثار المبنية من الحجر الجيرى، حيث أدى إلى تشبعها بالمياه الجوفية والأملاح التى أدت إلى تآكل الحجر الجيرى وإتلافه.