الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

د. على الدين هلال: خطر المنظمات الإرهابية باق.. وضرورة التعاون الدولى لحماية حدودنا

د. على الدين هلال: خطر المنظمات الإرهابية باق.. وضرورة التعاون الدولى لحماية حدودنا
د. على الدين هلال: خطر المنظمات الإرهابية باق.. وضرورة التعاون الدولى لحماية حدودنا




حوار - هبة فرغلى

 

قال الوزير السابق واستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة: إنه «يجب على مصر كدولة التعاون مع كل الدول العربية وكل دول العالم العمل على حماية حدودها وعدم اختراق العناصر الإرهابية الخطرة أمثال داعش لأمن البلد».
وأشار هلال إلى أن الهزيمة العسكرية لتنظيم داعش فى سوريا والعراق ليست هى النهاية لتنظيم تلك الجماعة الإرهابية وقال – فى حوار له مع «روزاليوسف» – إن من يعتنقون فكر داعش من أشخاص سوف يسعون لإعادة نشاط التنظيم فى دول أخرى ومصر إحدى الدول المرشحة لهذا من خلال الصحراء الغربية أو سيناء وغزة
ودعا هلال شيوخ الأزهر بضرورة مواجهة الفكر الداعشى الذى يعد أخطر من التنظيم نفسه متمسكا بما طالب به الرئيس عبد الفتاح السيسى بضرورة عمل ثورة لتصحيح الفكر الدينى وتنقية مناهج الأزهر، كما تطرق هلال إلى الدور الذى تقوم به قطر وتركيا لرعايتهما تنظيمات إرهابية وردود فعل الدول الأخرى التى تتمسك بالتعامل معهما بما فى ذلك على المستوى العسكرى على الرغم من التورط التركى - القطرى فى دعم الإرهاب.

■ ماذا يجب علينا أن نفعل لمواجهة التنظيمات الإرهابية؟
ـــ لابد لمصر كدولة التعاون مع كل الدول العربية وكل دول العالم العمل على حماية حدودنا، وعدم اختراق العناصر الخطرة لهذه الحدود، لأنها عناصر على درجة عالية من التدريب والخبرة القتالية لسنوات كثيرة فمنهم من تخرجوا فى أفغانستان ومن كوسوفو والذى أريد أن أؤكد عليه أن الهزيمة العسكرية لتنظيم داعش فى سوريا والعراق ليست هى النهاية وأن فكر هؤلاء الاشخاص سيعيد نشاطهم فى دول أخرى ومصر إحدى الدول المرشحة لهذا من خلال الصحراء الغربية أو سيناء وغزة.
■ يعنى الفكرة أهم من الأفراد؟
نعم .. فجزء من أعضاء هذه التنظيمات مرتزقة وهناك جزء آخر لديه فكر معين يعتقد أنه الإسلام، ومن الواضح أن عنده قدرة على التجنيد وبأنه يجد أشخاصا مؤهلين صالحين للانخراط فى هذه الأنشطة الإرهابية الاجرامية بدعوى الدين، هذا يطرح فكرة الجهاد الاعظم فالفكرة لا يهزمها إلا فكرة اخرى وهذا ما طالب به الرئيس عبد الفتاح السيسى منذ عامين قائلاً: «عايزين ثورة لتصحيح الفكر الدينى» ثم يأتى بعدها فضيلة شيخ الأزهر ويؤكد على تنقية الكتب الأزهرية ثم نجد وأنا آسف على ما أقوله ما يتردد فى الاعلام المصرى حول مسائل عن مضاجعة الوداع الأخير ومضاجعة الحيوانات ويدعى بعض الناس أن هذه الكلام موجود فى الكتب وانه كان يدرس، اعتقد هنا أنه لابد من ظهور صوت الأزهر عاليا فى مثل هذه المناسبات وألا يترك للأقزام أو لمدعين أن ينسبوا للأزهر أو للتدريس فى الأزهر مثل هذه الأقاويل حتى لو كانت موجودة فى كتاب.  شعورى أنه مازال هناك جهد أكبر ينبغى أن يبذل فى هذا المجال وفى اعتقادى أننا فى انتظار ما سوف يقوم به المجلس الأعلى لمكافحة التطرف والإرهاب فالمشكلة الحقيقية أنه على مدى 14 قرنا هناك آلاف الكتب فى عشرات الدول تمت كتابتها من مذاهب مختلفة تسمى فى مجملها التراث الإسلامى والارجح أن بعض هذه الكتب يوجد فيها أشياء لا يقبلها المنطق أو العقل أو الشرع أو انها أشياء كتبت فى ظروف خاصة جدا فى أوقات استثنائية جدا إنما يتم تداولها بين الناس بقصد من جانب بعض الاشخاص وان قطيعة اكبر وانكارا اكبر أصبح واجبا لمثل هذه الأفكار المخالفة للعقل وللمصلحة والتى لا ينبغى التمويه عليها أو تبريرها.
■ ما رأيك فى احتضان بعض الدول لتلك التنظيمات الإرهابية؟
ـــ أن يكون لنا أعداء هذه مسألة طبيعية أن يكون لنا دول وأشخاص ومنظمات لا تريد لنا الخير طبعا هذا أمر قائم كما أن هناك أشخاصاً يريدون لمصر أن تظل اليد السفلى.
اليوم الرئيس عبد الفتاح السيسى يقوم بافتتاح بعض المشروعات التنموية كما يحضر مع مجموعة من الشباب مؤتمر حول الابتكار التكنولوجى ويعلن عن العاصمة الإدارية الجديدة وكلها مشروعات تنموية وكل هذه الأمور تجعل هناك تخبط لدى الاعداء فهم يلجأون إلى تفكير الشعب لذلك نريد ان نحصن شبابنا من هذه الأفكار لان الاعداء يتربصون بك طول الوقت ويسعون لاختراقك وتسميم أفكار شبابك.
وكما أن هناك جزءاً أمنياً ومخابراتياً يتعامل ضد الأعداء فعلينا أيضاً أن نجعل شبابنا أكثر مناعة وأن يكون عصيا على هذه الأفكار المتطرفة والإرهابية وهذا يأتى بدون ترتيب نتيجة لانتماء وطنى وفكر دينى صحيح وثقة فى المستقبل.
فكل دولة فى الدنيا لها أصدقاء ولها خصوم ونحن نرى ان تركيا وقطر بهما أبواق إعلامية معادية للنظام المصرى والسياسة المصرية وهناك أموال تدفع لهؤلاء الناس للنيل من مصركلما سنحت لهم الفرصة، والدليل على انحدار المستوى الأخلاقى لهؤلاء الناس عندما تراهم فى اليوم السابق لمباراة مصر والكونغو وهم يتمنون لمصر الخسارة بالإضافة إلى حجم العداوة والشماتة والرغبة فى الشر وإيقاع الضرر بمصر فهم لا يريدون لمصر أن تنتصر أو تتقدم ولا يريدون للمصريين أن يفرحوا أو يبتهجوا وهذا لمصالحهم الخاصة.
الخلاف بين الدول الرباعية وقطر والاسانيد التى قدمتها هذه الدول حول استضافة قطر لعدد من الأشخاص الذين يحرضون صراحة على الكراهية ورغم الادلة الواضحة على علاقات الحكومة القطرية بمنظمات إرهابية وبأشخاص يحضون على الإرهاب واستضافتها لهم وهناك تقارير من المخابرات الامريكية تؤكد هذه العلاقات واجهزة الامن كلها على علم ثم تكتشف ان قطر تمارس علاقات خارجية عادية والولايات المتحدة الامريكية وإيطاليا تقوم ببيع السلاح لها، اذن فانت امام أمرين إما ان الكلام الذى تدعيه الدول الأربع غير صحيح وليس له أى أساس من الصحة وإما أن ماتفعله قطر له وظيفة وله دور فى المخطط الغربى العالمى تجاه المنطقة.
قطر لا تفعل ذلك من عندها لكنها تؤدى دوراً مرضياً عنه دوليا وعالميا. مثال ذلك حضور وزير خارجية أمريكا الذى ذهب إلى قطر بدعوى الوساطة لكنه وقع معها على مذكرة تفاهم ليست لها أى أهمية قانونية فهى مثل إعلان نوايا فالموضوع أكثر تعقيدا مما هو ظاهر على الشاشة الخارجية وهناك دور دولى داعم لما تفعله قطر وتقوم به
■ هل خطر التنظيمات الإرهابية سيظل باقياً؟
ــ نعم.. إن خطر التنظيمات الإرهابية باق ويظل افراده يحلمون باعادة التنظيم وإعادة ممارسة النشاط فى العراق وسوريا أو فى دول أخرى.
ـــ الفكرة لاتزال موجودة وأفكار الحض على الكراهية واستخدام العنف لتحقيق الاهداف السياسية فلابد ان تهزم هذه الفكرة وتفند حتى نحمى شبابنا وهذا ما يقوله الرئيس كل يوم ليس بالأمن وحده سنكافح الإرهاب والأساليب الأمنية بمفردها ليست كافية لهزيمة الإرهاب فقبل أن يأخذ الإرهابى سلاحا تتم عملية غسيل مخه وبالتالى عليك أن تحمى الناس بالحصانة والمناعة الوطنية فى هذا الأمر.
■ كيف ترى مستقبل منظمات الإسلام السياسى فى المنطقة بصفة عامة؟
ـــ الإسلام السياسى والتعامل معه ومع الحركات الإرهابية من اهم الموضوعات التى تحكم مستقبل مصر والمنطقة. التطورات التى شهدتها أغلب الدول العربية بعد عام 2011 والتى تضمنت لفترة صعود حركات واحزاب الإسلام السياسى بدعم أمريكى فى عدد من الدول العربية حتى بدا انها دولة المستقبل، وعندما ننظر إلى المشهد  عام 2012 فى «المغرب وتونس وليبيا والسودان ومصر وغزة والعراق وسوريا واليمن» نجد إما أحزابا دينية حاكمة أو إنها إحدى القوى الرئيسية التى تؤثر فى المشهد السياسى، رافق هذا فى عام 2012-2014 وجود داعش وبناء ما تسمى دولة الخلافة وامتدادها فى العراق وسوريا ووجود القاعدة فى اليمن ثم مرحلة هزيمة داعش عسكريا عامى 2016 -2017 وقبلها هزيمة الإخوان سياسيا فى يونيو 2013، وفى الوقت الحالى سقطت الرقه كما استسلم اغلب مقاتلى داعش من السوريين.
اعتقد ان نقطة البدء ستكون فى سوريا والعراق ولكن السؤال هنا هل هزيمة داعش عسكريا يعنى هزيمة فكرة داعش؟ام اننا هزمنا التنظيم العسكرى وظلت الفكرة موجودة؟ علينا ان نحلل بهدوء نبدأ بداعش كتنظيم، من الملاحظ انه قبل أى معركة فاصلة يقوم قادة التنظيم بالهروب خارج المنطقة، حدث هذا فى الموصل وحصل فى الرقة وبالتالى قيادات الصف الأول لا نعلم وضعهم، جزء منهم هرب خارج المنطقة العربية بأكملها وذهب إلى بلد أو أخر بلد لهم فيها انصار ليسهل وجودهم  ويتم خلق شخصيات جديده لهم بأسماء جديدة وأحيانا فى بعض الحالات يتم تغيير الملامح وفى كثير من الأحيان يقومون باجراء عمليات تجميلية لتغيير أشكالهم حتى يعودوا مرة اخرى باسماء أخرى واشكال مختلفة.