الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

تعدد الزوجات




هل هذا العدل متاح وفى إمكان الرجل أم لا؟ القرآن أشار إلى صعوبة تحقق العدل، بدليل أننا إذا جمعنا بين الآية ﴿فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً﴾ والآية ﴿وَلَنْ تَسْتَطيِعُوا أنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ﴾ لوجدنا أن القرآن قد نهى عن كثرة الأزواج، فمن تأمل الآيتين علم أن إباحة تعدد الزوجات فى الإسلام أمر مضيق فيه أشد التضييق كأنه ضرورة من الضرورات التى تباح لمحتاجها بشرط الثقة بإقامة العدل.

هذا من وجهة النظر الدينية، كما أنه -من وجهة النظر الاجتماعية- أمر مقيد على حد كبير لما ينتج عنه من مفاسد تصيب الزوجة والأولاد والمجتمع بكامله.وبديهى أن فى تعدد الزوجات احتقاراً شديداً للمرأة، لأنك لا تجد امرأة ترضى أن تشاركها فى زوجها امرأة أخرى، كما أنك لا تجد رجلاً يقبل أن يشاركه غيره فى محبة امرأته، وهذا النوع من الاختصاص طبيعى للمرأة كما أنه طبيعى للرجل.

وتعدد الزوجات يثير الحقد والكراهية فى قلب كل زوجة على الأخرى، فتسعى للانتقام منها، وتنتقل هذه الكراهية إلى الأبناء، فتزرع كل زوجة فى نفس ولدها كراهية لأخوته من الزوجات الأخريات، وينشأ الطفل وهو على هذه الكراهية فيشب نفورا من أخيه عدوًا له لا نصيرًا وظهيرًا له.. كما هو شأن الأخ.

 وتزداد المشاجرات بين الزوجات، وبين الأخوة، مما يؤدى إلى الطلاق وتشريد الأطفال وحدوث تفكك للأسرة والمجتمع بكامله، وبعد أن كان المقصود من علاقة الزواج والمصاهرة ائتلاف الأمة واتحادها، ينقلب الأمر بالتعدد إلى تمزق وحدة المجتمع وتشتته.