الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«السيسى» و«ماكرون» يضعان «حجر الأساس» لشراكة استراتيجية بين شمال وجنوب المتوسط

«السيسى» و«ماكرون» يضعان «حجر الأساس» لشراكة استراتيجية بين شمال وجنوب المتوسط
«السيسى» و«ماكرون» يضعان «حجر الأساس» لشراكة استراتيجية بين شمال وجنوب المتوسط




كتب ـ أحمد إمبابى

 

رسخت كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسى، أمس، التى ألقاها فى المؤتمر الصحفى المشترك مع الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، خريطة التعاون الاستراتيجى بين مصر وفرنسا، وأكدت مدى عمق العلاقة بين البلدين على مختلف الأصعدة. فالرئيس أكد أنه «بحث مع نظيره الفرنسى سبل مكافحة الإرهاب الآثم بعدما عانت مصر وفرنسا من شروره، وأصبح يهدد أمن منطقة الشرق الأوسط والقارة الأوروبية، ويعد التحدى الأكبر فى جهودنا لتحقيق التنمية».
وأوضح «السيسى» أنهم أكدوا خلال المباحثات ضرورة تضافر الجهود الدولية لمعالجة أوجه القصور للتخلص من ظاهرة الإرهاب، إضافة إلى مناقشة تطورات الأوضاع فى ليبيا، والتى يمثل تحقيق الاستقرار فيها أهمية خاصة لكلتا الدولتين، فى ظل تأثيرها المباشر على الأمن القومى لمصر وفرنسا ومنطقة البحر المتوسط».
وكشف الرئيس خلال كلمته التى ألقاها عقب جلسة المباحثات المشتركة مع الرئيس الفرنسى فى قصر الإليزيه عن فحوى المباحثات قائلا: «لقد تباحثت اليوم مع الرئيس «ماكرون» حول سبل تعزيز أوجه التعاون بين البلدين على مختلف الأصعدة السياسية والاستراتيجية والاقتصادية والثقافية، واتفقنا على تكثيف التشاور والتنسيق إزاء القضايا ذات الأولوية لبلدينا».
وقال الرئيس: «أكَدَّتْ محادثاتُنا اليوم الأساسَ القوى الذى نستند إليه فى العمل على مواصلة الارتقاء بشتى مجالات التعاون إلى آفاق أرحب، بما يحقق المصالح المتبادلة لشعبينا».
الرئيس أشار إلى أن العلاقات الثنائية حظيت فى شقها الاقتصادى بأولوية كبرى خلال مباحثاتنا اليوم، حيث استعرضت مع الرئيس «ماكرون» ما تم تنفيذه من خطوات فى برنامج الإصلاح الاقتصادى المصرى، وما حققه من نتائج إيجابية فى استعادة معدلات النمو المرتفعة والزيادة فى الاستثمارات الأجنبية المباشرة وإجراءات تدعيم شبكة الحماية الاجتماعية للطبقات الأكثر احتياجاً، فضلاً عن توفير العديد من الفرص الاستثمارية، خاصة فى إطار المشروعات القومية الكبرى التى تنفذها مصر وتحظى باهتمام من دوائر الأعمال الفرنسية.
وقال الرئيس إنهما شهدا مراسم توقيع على مجموعة من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم وإعلانات النوايا، بقيمة تبلغ نحو 400 مليون يورو، فى مجالات الطاقة التقليدية والمتجددة والبنية الأساسية والحماية الاجتماعية والنقل بمختلف فروعه، البحرى والبرى ومترو الأنفاق.
 عام الثقافة والسياحة المصرية ـ الفرنسية
كما أكد «السيسى»، فى كلمته، أن الملف الثقافى والتعاون فى المجالات السياحية والتعليمية كان حاضراً فى محادثاتنا اليوم، حيث اتفقنا على إعلان عام 2019 عاما للثقافة والسياحة المصرية الفرنسية، ليعكس عمق الروابط الثقافية والحضارية المشتركة بيننا، خاصة فى ضوء الاهتمام الفرنسى الكبير، الذى نُقدّره ونعتز به، بالحضارة المصرية بمختلف مراحلها التاريخية، لاسيما الفرعونية، فضلاً عن تزامن هذا العام مع الذكرى 150 لافتتاح قناة السويس، والتى تحظى تنمية محورها بأهمية كبرى فى خطط الحكومة المصرية منذ ازدواج الممر الملاحى للقناة عام 2015 ليكون هذا المحور أكبر منطقة للخدمات اللوجستية المتكاملة فى الشرق الأوسط.
المباحثات تناولت أيضا ـ بحسب كلمة الرئيس ـ «تطورات الأوضاع فى ليبيا والتى يمثل تحقيق الاستقرار والأمن بها أهمية خاصة لكلتا الدولتين، فى ظل تأثيره المباشر على الأمن القومى المصرى والفرنسى ومنطقة البحر المتوسط. كما تناولنا الجهود المصرية الناجحة فى تحقيق المصالحة الفلسطينية، وأهمية استعادة الزخم لاستئناف عملية السلام، وكذا تطورات الأوضاع فى سوريا والعراق ومنطقة الساحل والصحراء بالقارة الأفريقية، وتبادلنا الرؤى حول سبل المعالجة الشاملة لظاهرة الهجرة غير الشرعية، فضلا عن العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبى عقب توقيع وثيقة أولويات المشاركة لتعزيز التعاون بين الجانبين فى يوليو الماضى».
ووجه الرئيس السيسى الدعوة للرئيس الفرنسى لزيارة مصر فى أقرب فرصة، مضيفا: «لمواصلة التنسيق المشترك، بما يسهم فى تحقيق ما نصبو إليه من تطوير مجالات التعاون المختلفة ويحقق مصالح الشعبين الصديقين».
 مسئوليتى حماية وأمن 100 مليون مواطن مصرى
ورداً على سؤال حول حالة حقوق الإنسان فى مصر، أكد «السيسى» أنه حريص على إقامة دولة مدنية عصرية حديثة، وأنه مسئول عن حماية وأمن 100 مليون مواطن مصري، والظروف التى تمر بها مصر فى ظل مواجهة الإرهاب والفكر المتطرف الذى لا يقبل التعايش مع الآخرين تختلف عن الظروف التى تعيشها أوروبا.
ودعا الرئيس السيسى إلى ضرورة التحسب عند الحديث عن حالة حقوق الإنسان فى مصر، مشيرا إلى أن «هناك 40 ألف منظمة مجتمع مدنى تعمل فى أمن وسلام، وفى خدمة وتنمية المجتمع، ونحن لا نمارس التعذيب، وعلى الجميع أن يتحسب من المعلومات التى تنشر بواسطة منظمات حقوقية».
ودعا الرئيس إلى ضرورة الحذر عند التعامل مع المعلومات التى تنشر من بعض المنظمات لأن هناك تنظيماً متطرفاً فى مصر ينشر معلومات غير دقيقة عما يحدث بشكل حقيقى فى مصر، وأدعو من يتحدث عن حقوق الإنسان فى الخارج أن يزور مصر ويسأل المصريين فى الشارع وسيتأكد من عدم وجود أى عنف مع المواطنين .
وتساءل الرئيس فى هذا الإطار: «ماذا عن حقوق الشهداء والمصابين وأسرهم؟ ماذا عن حقوق إنسان 3 ملايين يعملون فى السياحة تضرروا من الإرهاب فى مصر ولا يجدون عملاً الآن؟».
وطالب الرئيس بعدم حصر حقوق الإنسان فى «الحقوق السياسية»، قائلاً: «لماذا لا نسأل عن حق التعليم الجيد؟ والعلاج الجيد؟ والتوظيف الجيد؟ والإسكان الجيد؟ والوعى الحقيقى الذى يجب أن نرسخه للمواطن المصرى؟ نحن لسنا فى أوروبا بتقدمها الفكرى والثقافى والإنسانى، نحن فى المنطقة الأخرى».
«ماكرون» ندرك حجم التحديات التى تواجهها مصر
وتحدث الرئيس الفرنسى ماكرون خلال المؤتمر قائلا: «إنه يدرك الظروف الأمنية والوضع الذى تشهده مصر، والتحديات التى تواجهها مصر من محاربة جماعات إرهابية وأوصولية دينية عنيفة، وبالتالى لا يجب أن ننسى الإطار الذى يحكم فيه الرئيس السيسى، أما بالنسبة للظروف الخاصة بفرنسا فالوضع مختلف لأنه فى ظروفنا ندافع عن حقوق الإنسان على أنها قيم عالمية».
وأضاف «ماكرون»: «حريص على سيادة الدول، ولا أقبل أن يعطينى أى رئيس دروسا فى إدارة بلدى، ولا أعطى دروسا للآخرين، وانظروا ما آلت إليه الأوضاع فى العراق وليبيا، لقد أردنا أن نعطى دروسا خارج السياق، وأن نقضى على نظم سياسية لم تكن تتفق معنا فى القيم، ولكن ماذا كانت النتيجة، عدد أكبر من العنف والقتل والتطرف».
اقرأ صـ2