السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

د. على الدين هلال: التصالح مع الإخوان معناه ضياع الدولة

د. على الدين هلال: التصالح مع الإخوان معناه ضياع الدولة
د. على الدين هلال: التصالح مع الإخوان معناه ضياع الدولة




حوار - هبة فرغلى

 

حوارات «الإرهاب» 2-2

 

يواصل الدكتور على الدين هلال الوزير السابق وأستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة فى الجزء الثانى من حواره مع «روزاليوسف» تفسير عوامل انتشار وتفشى ظاهرة العنف والتطرف بين بعض أبناء المجتمع كما يحلل فكرة إمكان عودة الإخوان مرة أخرى للساحة السياسية فى ضوء اختفائهم مرحلة الرئيس جمال عبدالناصر وعودتهم مرة أخرى زمن الرئيس الراحل أنور السادات وأرجع هلال السبب فى ذلك إلى ترهل المجتمع وفقدانه لذاكرته مما أنساه مواقف الإخوان السابقة من محاولات اغتيال وعنف.
وأشار هلال إلى أنه كان يجب فى الأعوام من 2008 إلى 2011 ضرورة التصدى لانتشار ظاهرة فتاوى الشيوخ المتطرفة بالتليفزيون والخطب التى تحض على العنف داخل جدران النوادى والجوامع.
فيما يلى نص الجزء الثانى من الحوار:
 


■ كيف نهزم الفكر الداعشى؟
- الفكرة لاتزال موجودة وأفكار الحض على الكراهية واستخدام العنف لتحقيق أهداف سياسية لاتزال قائمة فلابد أن تهزم هذه الأفكار ويجب على كل بلد عربى أن يكافح الإرهاب، وبالتالى عليك أن تحمى الناس خاصة الشباب بالمناعة والحصانة الوطنية
■ ما رأيك فى الأصوات المطالبة بإعادة دمج بعض القوى الدينية فى النظم السياسية العربية؟
- لابد ان نحتكم إلى مبادئ عامة وهى ان كل من قتل وكل من ارتكب عنفا ضد أبرياء لابد أن يحاكم محاكمة عادلة فنحن لا نستطيع أن نعاود التعامل مع الأشخاص الذين سفكوا دماء مصر ووضعوا متفجرات داخل السيارات أو وضعوها للجنود فى أماكن تأدية واجبهم فمن تلوثت يداه بالدماءاو قتل أحدا لابد من محاكمته، وأنا أريد أن اذكر الناس بآخر حديث تليفزيونى لوزير الدفاع عبدالفتاح السيسى، وهو يرتدى ملابسه العسكرية قبل أن يرشح نفسه بـ4 أيام، حيث قال إننا سنبدأ صفحة جديدة مشيرا إلى أن من قتل المصريين لابد أن يحاكم لكن من هو غير ذلك سوف نبدأ معه صفحة جديدة، وطالب كل الناس أن تشارك كما يحلو لهم.
الكلام عن الدمج أحيانا تختلط فيه الدعوة الطيبة بالأفكار المسمومة، لكننا لابد أن نفرق بين دمج الأفراد ودمج التنظيمات فإذا كان المقصود هو دمج أفراد لم يشاركوا فى قتل أو ممارسة عمل ضد الدستور فأهلا وسهلا بهم إنما فكرة أنك تعمل مصالحة مع تنظيمات بالطبع الاجابة لا، الأفراد الذين لم يرتكبوا شيئا مخالفا للدستور هم مواطيون فى المجتمع، إنما المصالحة مع التنظيمات غير مقبولة، مثل هذه التنظيمات ليس لها وضع قانونى. لا داعش لها وضع قانوني، ولا النصرة لها وضع قانونى، ولا حركة الإخوان فى مصر لها وضع قانونى، وإذا قبلت التصالح معهم فأنت هنا تضع الدولة فى مقام هذه الحركات، هذا أمر مرفوض أنا ليس من حقى التفتيش داخل العقول، ولكن يجب ان تحترم الحقوق الدستورية لجميع المصريين فيجب على من يريد الدمج مرة أخرى فى نسيج المجتمع السياسى أن يعلن احترامه للدستور وينضم إلى أحد الأحزاب السياسية الموجودة، وأن يعمل فى إطار الدستور والقانون وفى هذه الحالة نرحب به إلى أن يثبت العكس إنما أن تعلن التنظيمات مطالب لها للتصالح وتطالب الدولة بشروط هذا أمر مرفوض وليس له أساس موضوعى.
■ يعيش الإخوان على أمل العودة مرة أخرى فى ضوء اختفائهم فى مرحلة عبدالناصر الذى عمل على القضاء عليهم ثم عودتهم للظهور مرة أخرى زمن السادات الذى قبل بعودتهم فما رأيك؟
- فى عام 1955 حدثت مواجهة عظمى ما بين الضباط الأحرار وجمال عبدالناصر وقام اثنان من الإخوان بمحاولة اغتيال عبدالناصر وتمت محاكمتهم وبعدها ب 10سنوات فى عام 1965 حصلت محاولة اغتيال أخرى وقف خلفها سيد قطب، وتمت محاكمات جديدة كما تم إعدام أفراد منهم لكنهم عادوا مرة أخرى، كما هو الحال فى السنوات السابقة، وعندما تسألينى هل يعودون من جديد؟ أقول لك نعم فى عام 2040 وذلك فى حالة إذا ترهل المجتمع وفقد ذاكرته التاريخية
■ كيف يمكن للمجتمع أن يفقد ذاكرته التاريخية؟
- فى عام 1955 ظهر كتاب اسمه «هؤلاء هم الإخوان» به حوالى أكثر من 15 مقالة هل تدرين من الذى كتب تلك المقالات؟ إنهم عباس محمود العقاد وطه حسين وأحمد لطفى السيد كبار المفكرين وقالوا كلاما أشد مما يقال حاليا ووصفوا الإخوان بأنهم خوارج لكن ماذا حدث بعد ذلك الجيل الذى عاش هذه الأحداث، كبر ونشأ جيل جديد ومع تغير الظروف السياسية عادت صورة الناس الذين ظلموا وعذبوا فى السجون وتم التنكيل بهم، وبالتالى من المهم جدا التأكيد على استمرار الحس المعادى لفكر الكراهية وفكرة ازدراء الآخرين لأنه فكر يؤدى إلى تفكيك المجتمع، نحن تركناهم للصعود مرة أخرى ففى عام 1995 ظهرت محاضرات هؤلاء الشيوخ داخل جدران النوادى وانتشرت فكرة الدروس الدينية فترهل المجتمع، وهم يستطيعون التواجد فى البيئة الفكرية المناسبة فيبدأون مرة أخرى فى طرح أسئلة من نوع لماذا لا تعطونا فرصة مثل الحزب الوطنى أو غيرها من الأمور التى تؤدى إلى البلبلة لتدعيم فكرهم.
■ واعاود التساؤل من الذين صوتوا لمرسى؟ اليس أغلبية المصريين هم الذين صوتوا له؟ اليس أغلبية المصريين هم من أعطوا أصواتهم لجماعة الإخوان؟ ومنحوا أغلبية برلمانية لحزب الحرية والعدالة وحزب النور؟
- كان هذا دليل على وجود وعى زائف كان سائدا، هذا الوعى الزائف لم يحدث بين يوم وليلة، وبالتالى فالدعوة التى يجب أن ننادى بها هى عدم قبول أى فكر فيه كراهية لغير المسلمين، المسألة تبدأ بهذه الأفكار التى تدعو لعدم مصافحة المسيحى وعدم معايدته فى الأعياد بالإضافة إلى عمل الجماعة على توفير الخدمات وإلغاء الدولة والوعود بأحلام مثلما صرح أحد شيوخ السلفية من قبل انه فى اليوم الذى يصل فيه مرسى للحكم فهناك 200 مليار دولار ستدخل مصر، كذلك الكلام عن مشروع النهضة، وأن هذا المشروع شارك فيه أكثر من 400 أستاذ جامعة من جميع دول العالم وتمت الاستفادة فيه من كل خبرات العالم هذا ما يسمى ببيع الوهم وعندما وصلوا للحكم لم نجد شيئا من ذلك. لابد من تذكير الناس بما  حصل لان بعض الدعوات مظهرها حق ولكن يراد بها باطل لذلك يجب أن يكون لدى المجتمع قرون استشعار ففى إحدى المرات طالب الرئيس عبدالفتاح السيسى بشكل عفوى أن يكون لدى المجتمع «فوبيا» ضد التطرف ويجوز الناس لم تع ذلك لأن تلك الفوبيا تعنى أنك لابد أن تظل مستيقظا طوال الوقت وتشم رائحة التطرف فى أى كلام قد يكون موجودا فى كلام ضيف فى الإذاعة أو فى التليفزيون أو فى خطبة، وهذا الأمر ليس مصادرة للرأى لكنه لمواجهة الحض على الكراهية.
التطرف مثل الجرثومة أو السرطان والتطرف هو الأب الشرعى للعنف الذى يحول الدنيا كلها إما أبيض أو أسود حلال أو حرام صح أوغلط.