الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

باى.. باى.. حرية الإبداع




المشهد الأخير «ليل داخلى»
 
 
تدخل الطفلة حفصة «عشر سنوات متهللة.. حيث يجلس أبوها الشيخ أبوالأكوع ووالدتها الحاجة أم هيثم وهما يجلسان فى غرفة المعيشة وأمامهم جهاز تليفزيون مغلق».
 
 
حفصة: أبي.. أبي.. أمي.. أمي
 
 
أبو الأكوع: ماذا تريدين بنيتي؟
 
 
حفصة: أريد أن أحتفل بعيد ميلادى العاشر يا أبي.
 
 
أبوالأكوع: خسئتى يا فاسقة.. أتريدين أن تحتفلى بعيد ميلادك مثل الفرنجة والصليبيين؟!
 
 
حفصة: «تبكي».. ولماذا يا أبى لا أحتفل.. كل زميلاتى فى المدرسة يحتفلن بأعياد ميلادهن.
أبوالأكوع: سوف أخرجك من هذه المدرسة الفاسقة وأدخلك مدرسة ملتزمة.
 
«حفصة يزداد بكاؤها»
 
 
أم هيثم: «تربت عليها بحنان».. لا تحزنى يا حفصة سوف أقيم لك احتفالاً كبيراً غداً.. وسأحضر لك تورتة.. وأدعو جميع أطفال الجماعة الملتزمين.
 
 
حفصة: «تفرح».. حقاً يا أمي.. غداً هو عيد ميلادى بالفعل.. هل سأحتفل به وأدعو أصدقائى وصديقاتى فى المدرسة؟
 
 
أم هيثم: لا.. يا حفصة.. لقد فهمتنى خطأ.. غداً ليس احتفالاً بعيد ميلادك.. ولكن غداً ستتمين العاشرة من عمرك.
 
 
حفصة: وغداً أيضاً يناسب عيد ميلادي!!
 
 
أم هيثم: أعرف ذلك.. ولكن غداً سنحتفل ببلوغك العاشرة لكى تتنقبي.. وترتدين النقاب وتصبحين فتاة ملتزمة منتقبة.
 
 
حفصة: «تبكى بشدة».. وهل سأذهب إلى المدرسة منتقبة.. وأذهب إلى النادى منتقبة.. وأذهب إلى الساحل الشمالى فى الصيف منتقبة.. وأنا طفلة فى العاشرة.. إننى مازلت صغيرة.
 
 
أبوالأكوع: صغيرة فى عينك يا قليلة الرباية والحياء.. سوف ترتدين النقاب غداً فى احتفال مهيب يحضره كل أعضاء الجماعة ولا أريد نقاشاً فى هذا الموضوع مرة أخري.
 
 
«حفصة تبكي.. ويزداد صراخها.. فيضربها أبوها على وجهها بالقلم.. ويهددها».
 
 
حفصة: أنا مازلت صغيرة.. يا أبى لا أريد هذا السواد الذى ستضعه على وجهى وعيني.
 
 
أبوالأكوع: إذا لم تكفى عن البكاء فسوف أجلدك على ظهرك بالكرباج السوداني.
«حفصة يزداد بكاؤها»
 
 
أم هيثم: خلاص يا حبيبتي.. تعالى معي.. سأحضر لك شيكولاتة من التلاجة.
 
 
حفصة: لا أريد الشيكولاتة.
 
 
أم هيثم: «تغريها».. إنها شيكولاتة سويسرية مستوردة.. إنها حلوة ولذيذة.
 
 
أبو الأكوع: «يصرخ فى أم هيثم».. شيكولاتة مستوردة يا فاسقة!! أنا يدخل بيتى الطاهر شيكولاتة من بلاد الكفار!! أين هى هذه الشيكولاتة اللعينة لأحرقها.. قبل أن نحرق جميعاً فى نار جهنم.
 
 
أم هيثم: خلاص.. يا أبوحفصة بلاها الشيكولاتة.
 
 
حفصة: وأنا لا أريد الشيكولاتة.. إننى أريد أن أفتح التليفزيون يا أبي.
 
 
أبو الأكوع: وهو كذلك افتحى لها القناة الملتزمة يا أم هيثم.
 
 
حفصة: لا أريد القنوات الملتزمة.. أريد أن أشاهد مسرحية عادل إمام «شاهد ما شفش حاجة».
 
 
أبوالأكوع: نهار أبوكى أسود ومهبب.. كيف عرفتى أن هذا الزنديق المارق الفاسد له مسرحية الآن على التلفاز.. لابد أنها فتحت التلفاز بدون إذن يا أم هيثم.
 
 
أم هيثم: إطلاقاً.. هذا لا يمكن أن يحدث.
 
 
أبوالأكوع: كيف عرفت يا بنت أن هذا الفاسق له مسرحية الآن؟
 
 
حفصة: زميلتى قالت لى فى التليفون.
 
 
أبوالأكوع: يا لها من مصيبة.. تأكلون شيكولاتة مستوردة.. وتتحدثين فى الموبايل مع زميلتك.. وتريدين أن تشاهدى مسرحية لهذا الكافر.. اغربى عن وجهى الآن.. انت لا بنتى ولا أعرفك.. وسوف أجلدك واحرمك من الميراث.. واطردك إلى الشارع لكى تعيشى بين الشحاتين والمتشردين.. أيتها الفاسقة.
 
 
«بكاء.. وعويل..»
 
»النهاية المؤسفة»