الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

سنحاربهم من بيتٍ لبيت

سنحاربهم من بيتٍ لبيت
سنحاربهم من بيتٍ لبيت




تحقيق – رانيا رضا

مواجهة الإرهاب لا تستلزم الذهاب إلى الميدان أو أرض المعركة ومواجهة الإرهابيين بالسلاح لكنها تتطلب فى المقام الأول محاربتهم من المنبع بتنشئة جيل ينبذ العنف والإرهاب والتطرف ويعشق السلام والتسامح والأم هى المربية والمدرسة والحاضنة.. هى المسئول الأول عن التربية والتنشئة الأولى لأبنائها.. بمقدورها أن تنشأ جيلاً كاملاً من المنتمين المحبين لبلدهم إذا تمكنت من أخذ كل حقوقها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والتعليمية.. وحقاً كما قال أحمد شوقى «الأم مدرسة إن أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق».

المرأة المصرية عليها دور كبير فى مواجهة العنف والتطرف المنتشر باعتبارها الأم والمربية الأولى وصانعة الرجال وهى المسئولة عن غرس حب الوطن والانتماء فى نفوس أبنائها كما أنها أول من يتأثر من ويلات العنف الناتج عن الإرهاب والتطرف وعليها زرع الأمل فى نفوس أولادها وزوجها وأن تتقوى فى ظل تلك الهجمات السافرة على مجتمعنا.
 وعن دور المرأة لمواجهة التطرف والإرهاب قالت  الدكتورة شادية عبد الرءوف، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس أن للمرأة الدور الأهم فى تربية وتنشئة أطفالها وهى مسئولة الى حد كبير عن نجاح أو فشل أطفالها وبالتالى عن فشل أو نجاح المجتمع ككل، والأم هى رمز الحب والحنان وقد تكون أيضا مصدر كراهية وذلك إذا نشأت أطفالها على كراهية الآخر،
والأم إذا علمت أطفالها حب الجيران وزملاء الدراسة حتى لو اختلفوا عنهم فى العقيدة أو الجنس أو المستوى الاجتماعي، وإذا نشأ الطفل على هذا الحب فمن الصعب أن يصبح متطرفا ومن الصعب إن يتحول إلى إرهابى يقتل الآخر، لأن من يقتل الآخر أو يقوم بهجوم انتحارى هو إنسان مريض بالكراهية ووصلت معه كراهية الآخر إلى أقصى درجة ممكنة ألا وهى أن يتخلص من الأخر حتى لو كان ثمن هذا هى حياته شخصياً.
وأكدت أنه  لا يمكن أن نغفل المجتمع بجميع مؤسساته مثل المدرسة ودور العبادة والإعلام والثقافة بشكل عام، وبالرغم من التأثير الطاغى الذى يمكن أن يكون للمجتمع ومؤسساته على الشباب، إلا أن الأم من الممكن أن تعادل هذا التأثير بصفتها الأقرب إلى قلب أطفالها.
وأشارت إلى أن المرأة مستهدفة من قوى التطرّف والإرهاب، ويجب أن تتكاتف نساء المجتمعات المتخلفة لنيل حقوقهن لأن فى ذلك هزيمة أكيدة للإرهاب والتطرف، فأمام المرأة رسالتان، الأولى رسالة الدفاع عن نفسها ضد قوى التطرّف والإرهاب، والثانية رسالة تنشئة أجيال جديدة تمقت التطرّف وتحارب الاٍرهاب.
كما أكدت دكتورة هالة خضر، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس،  أن إظهار أهمية دور المرأة فى مكافحة الإرهاب باعتبارها خط الدفاع الأول للأمن القومى لأنها مدرسة الأجيال والضمان لحمايتهم من الفكر المتطرف، وتنشئتهم على حب الوطن وقيم الانتماء.
وأوضحت أن  المرأة المصرية بوعيها خلال ثورتى 25 يناير، 30 يونيو، ومشاركتها  فى بناء خريطة الطريق بالاستفتاء على الدستور والانتخابات الرئاسية – أكدت قدرتها على الاهتمام بالقضايا العامة التى تمس الأمن القومي، ومشددة على أن حماية الأمن القومى المصرى، رسالة مهمة تضطلع بها المرأة لخلق جيل واعٍ قادر على مواجهة التحديات التى تحيط بالمجتمع، وأهمها ظاهرة الإرهاب التى تؤثر فى خطط التنمية على جميع الأصعدة.
فيما أكدت  السفيرة  ميرفت تلاوى رئيس المركز المصرى للمرأة فى منشور صادر عن المركز أن مكافحة الإرهاب مسئولية الجميع فى المجتمع رجالاً ونساءً، وإذا كانت هذه هى مسئولية المرأة فإنها فى نفس الوقت لها مطالب عدة من الدولة والمجتمع لاستكمال الهدف المنشود لدحر الإرهاب وتطالب نساء مصر باتحاد جميع القوى الوطنية والأحزاب والاتحادات والنقابات بالتوافق بما يخدم الصالح العام لأن قوة المجتمع من الداخل هى الداعم للاستقرار، كما تطالب الأزهر الشريف بتوضيح دور المرأة ومكانتها فى الإسلام وحث الدعاة على ذلك فى خطبهم بدور العبادة، وأيضا تطالب بتمكين المرأة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، وتطالب نساء مصر بالقضاء على الموروثات الاجتماعية والثقافية الضارة التى تقف حائلاً أمام تقدمها وتطورها وأيضا نبذ العنف بجميع اشكاله الواقع عليها وعلى الدولة القضاء على الأمية لرفع المستوى الثقافى للمرأة وأيضا إصدار تشريعات تحمى حقوقها.