الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

سفير مسلمى بورما فى حوار لـ«روزاليوسف»: مليون مسلم تم قتلهم.. ومصر وقفت بجانبنا فى الأمم المتحدة

سفير مسلمى بورما فى حوار لـ«روزاليوسف»: مليون مسلم تم قتلهم.. ومصر وقفت بجانبنا فى الأمم المتحدة
سفير مسلمى بورما فى حوار لـ«روزاليوسف»: مليون مسلم تم قتلهم.. ومصر وقفت بجانبنا فى الأمم المتحدة




حوار – عمر حسن

دولة «ميانمار» أو كما تعرف أيضا باسم «بورما»، هى دولة صغيرة تقع بجنوب شرق آسيا، اقترن اسمها دائما فى الصحف والقنوات الفضائية بحوادث اضطهاد للمسلمين هناك، وقد تصاعدت حدة الجدل مؤخرا حول تلك الدولة بانتشار مجموعة من الصور تتضمن أعمالا دموية فى حق فئة تتعرض لعمليات إبادة جماعية وتعذيب تُدعى «الروهينجا»، وهم مجموعة من الأقلية المسلمية فى ولاية «راخين» الغربية بدولة «بورما»، والذى رفض النظام هناك الاعتراف بهم كمواطنين على أرض الدولة، لذا يفر الكثيرون منهم إلى دولة بنجلاديش هربا من عمليات الإبادة الجماعية التى تمارسها الغالبية البوذية هناك، ولا تزال تلك العمليات مستمرة حتى هذا اليوم، فى ظل وجود مطالبات لدول العالم الإسلامى بالتدخل وإنهاء المجازر التى تمارس ضد المسلمين فى دولة «بورما».
 «روزاليوسف» التقت الدكتور «عمر فاروق يى تون»، سفير مسلمى بورما فى مصر، وعضو المركزى الدولى لحقوق الإنسان، على هامش مؤتمر الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم، للحديث عن آخر مستجدات أزمة المسلمين فى بورما، وكيفية الخروج منها، وإلى نص الحوار..

■ صف لنا الصورة كما هى عن وضع المسلمين فى بورما الآن؟
- لا تزال عمليات التعذيب والإبادة الجماعية تمارس فى حق مسلمى الروهينجا حتى الآن طبقا لما صرح به زعيم الروهينجا قبل أيام.
■ لماذا تصاعدت حدة الأزمة مؤخرا؟
- الأزمة ليست وليدة الأسابيع الماضية، ولكنها قديمة منذ عام 1979، إذ تمارس الجرائم العرقية ضد المسلمين هناك، لعدم رغبة النظام الحكومى فى الاعتراف بهم كمواطنين، أو منحهم الجنسية وبطاقة الهوية، وصحيح أن الأزمة بدأت دينية وعرقية، ولكنها تحولت إلى سياسية، وما زاد من حدتها مؤخرا هو قتل الشرطة البورمية لعدد من المسلمين واستئناف موجة جديدة من عمليات التصفية فى حق مسلمى الروهينجا.
■ كم عدد المسلمين الذين قُتلوا فى بورما منذ اندلاع الأزمة حتى اليوم؟
- مليون مسلم قُتلوا منذ بداية اضطهادهم فى عام 1979 وحتى الآن، وذلك من أصل «5 - 7 ملايين» مسلم يعيش على أرض بورما، والتى يبلغ تعداد سكانها 60 مليون نسمة تقريبا.
■ ما الديانة الرسمية فى بورما؟
- الديانة الرسمية الأولى فى بورما هى «البوذية»، ومن بعدها المسيحية، ثم تأتى الديانة الهندوسية، وأخيرا الديانة الإسلامية، أى أن الأقلية هناك هم المسلمون، لذا تُمارس عمليات الإبادة ضدهم، وليس ضد أى من أتباع الديانات الأخرى، وتمارس هذه العمليات من جانب أتباع الديانة البوذية، خوفا من تنامى عدد وقوة المسلمين هناك.
■ هل يمارس جميع البوذيين هناك عمليات التعذيب ضد المسلمين فى بورما؟
- لا، البوذيون فى بورما ينقسمون إلى نصفين، الأول يتعايش فى سلام مع الديانات الأخرى وهم طيبون، والثانى يعمد إلى تصفية المسلمين هناك، وهؤلاء مدعومون من الشرطة البورمية، لذلك هم يتحركون بهدف سياسى أكثر من كونه هدفًا دينيًا.
■ يتساءل البعض عن حقيقة الصور الدموية التى تم تداولها مؤخرا عن أعمال التعذيب فى حق مسلمى بورما.. هل هى صحيحة؟
- نعم، جزء كبير منها صحيح، والحقيقة أن تلك العمليات الدموية تمارس بالفعل ضد المسلمين هناك من ذبح وتقطيع أطراف وتمثيل بالجثث.
■ كيف ترى دور الدول الإسلامية وغير الإسلامية فى التعامل مع أزمة مسلمى بورما؟
- هناك 7 دول أثارت القضية فى الأمم المتحدة، وهى: «مصر، إنجلترا، الولايات المتحدة الأمريكية، فرنسا، كازاخستان، السنغال»، وقد حض الأمين العام للأمم المتحدة «أنطونيو جوتيريس» قادة بورما على إنهاء الكابوس الذى يعيشه لاجئو الروهينجا الفارون من العمليات العسكرية، ولكن كل تلك العقوبات القانونية التى قد يتخذها مجلس الأمن ضد بورما مثل قطع المعونات العسكرية والاقتصادية ستأخذ وقتا طويلا فى المحاكم، لذا فأنا أطلب بحل سياسى ودبلوماسى للأزمة بعيدا عن الإجراءات التقليدية الرسمية.
■ من الدولة القادرة برأيك على حل الأزمة فى بورما سياسيا؟
- الصين فى مقدمة تلك الدول، لأنها الحليفة المقربة والشريكة التجارية الرئيسية، ولها سلطة التدخل للوصول إلى حل يمنع وقوع المزيد من الضحايا، وذلك إلى جانب دول منظمة التعاون الإسلامي، ومصر قد تلعب دورا أيضا فى التدخل لحل الأزمة، باعتبارها بلد الأزهر.
■ كيف ترى دور الأزهر الشريف بشأن أزمة مسلمى بورما؟
- جاء بيان الإمام الأكبر، شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب قويا فى هذا الشأن، حيث إنه أعلن أن الأزهر سيقود تحركات إنسانيةً على المستوى العربى والإسلامى والدولى لوقف المجازر وأعمال الإبادة الجماعية ضد مسلمى الروهينجا الذين يتعرضون لهجمات وحشية بربرية، لكن فى النهاية يبقى الأزهر الشريف منارة إسلامية ودينية ولا يمكن أن يتدخل لحل الأزمة سياسيا، فقط يستطيع تأليب الرأى العام العالمى والإٍسلامى لوقف المذابح فى بورما، والحل ليس بيده.
■ هل هناك طلاب وافدون من بورما يدرسون بالأزهر؟
- نعم يوجد 45 طالبا مسلما من دولة بورما يدرسون فى الأزهر الشريف، وآمل أن يزيد العدد مع تحسن الأوضاع.