الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

لعنة «ميركل» تحاصر «أردوغان»

لعنة «ميركل» تحاصر «أردوغان»
لعنة «ميركل» تحاصر «أردوغان»




ترجمة : خلود عدنان

 

ظهر جلياً فى تركيا كيف تؤثر القرارات السياسية على الاقتصاد، إذ انخفض المؤشر الرئيسى لبورصة إسطنبول إلى أسوأ قيمة له فى أربعة أشهر، ووصلت الليرة التركية فى هذه الأثناء إلى أدنى مستوى لها فى تاريخها، ويحذر الخبراء من الوضع السياسى غير المستقر فى تركيا ويحثون على إجراء إصلاحات، بينما تحاول الحكومة فى أنقرة التهدئة أمام تصاعد حدة ردود الأفعال الأوروبية الغاضبة تجاه سياسات أنقرة التعسفية داخلياً وخارجياً.
وتندرج الأزمة الألمانية-التركية فى أجواء من تدهور العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبى خصوصا بسبب الإصلاح الدستورى الأخير المثير للجدل للرئيس التركى رجب طيب أردوغان وحملة الطرد والتسريح والإيقافات التى ينفذها فى البلاد بعد الانقلاب الفاشل فى يوليو 2016، فى حين تدرس ألمانيا اتخاذ تدابير اقتصادية ضد تركيا تشمل إعادة النظر فى الضمانات والقروض والمساعدات المخصصة لتركيا.. وذكرت وكالة «بلومبرج» الإقتصادية الدولية، أن ألمانيا تحضّر لحصار مالى على تركيا من خلال الحد من تمويل البنوك والشركات المرتبطة بالحكومة التركية.. ونقلت «بلومبرج» عن مصادرها، أن الحديث يدور حول القروض التى تمنح عبر بنك التنمية الألمانى كفو «KfW»، وبنك الاستثمار الأوروبي، والبنك الأوروبى للإنشاء والتعمير.. ووفقا لـ«بلومبرج»، من الناحية الرسمية، لم تقم أيٌ من المؤسسات المذكورة أعلاه بتجميد التمويل، ولكن جميعها فرضت شروطا وقيودا أشد صرامة.
وبالإضافة إلى ذلك، اتخذ عدد من المصارف الخاصة مثل هذه الخطوة. على سبيل المثال، يقوم مصرف كوميرزبانك «Commerzbank» بمراجعة سياسته بشأن العمل مع النظراء الأتراك، من أجل تجنب المخاطر المتعلقة بالسمعة.
وضغطت هذه الأنباء على الليرة التركية التى هبطت فى الأيام الماضية بنحو 2%، ما سيؤثر سلبا على ميزان المدفوعات كون أنقرة بالدرجة الأولى بلدا مستوردا، حيث فقدت الليرة التركية  حوالى 50% من قيمتها خلال السنوات القليلة الماضية، إلى جانب تنامى العجز فى ميزان الحساب الجارى للبلاد، وقد أدى انخفاض قيمة العملة إلى صعوبة شديدة فى سداد الشركات التركية لديونها المقومة بالدولار أو اليورو. . من ناحيته تبنى البنك المركزى التركى ما يعرف باسم «إجراءات وقف اتساع الفجوة» لمساعدة الشركات فى مواجهة إلتزاماتها.. وفى السياق ذاته، طالب المواطنون الألمان، حسبما ذكرت صحيفة «الزمان التركية»، السلطات الألمانية بضرورة وقف إصدار التأشيرات لدخول الأتراك للبلاد، وهو الأمر الذى يضع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، فى موقف لا يحسد عليه فى ظل الأزمات الأخيرة مع ألمانيا.
المجتمع الألمانى كان له طلبات أخرى، ومنها مطالبة سلطات بلاده بإنهاء كل المفاوضات مع تركيا بشأن عضوية الاتحاد الأوروبي، وأيضا عدم توسيع الاتفاقيات الجمركية بين البلدين، ومنها اتفاقية الاتحاد الجمركي، وأيضًا وقف السياحة بين البلدين.. وعلى صعيد آخر أعلنت ميركل أنها كلفت سلفها شرودر بالتوسط لإطلاق سراح شتويتنر بالتوسط لدى أردوغان لإطلاق سراح معتقلين ألمان فى تركيا، بينهم شتويتنر، رغم أن المستشارة ميركل هاجمت سلفها شرودر فى الحملة الانتخابية عدة مرات بسبب توليه منصب فى شركة نفط روسية.
وكانت محكمة تركية قد أمرت بإطلاق سراح ثمانية من نشطاء حقوق الإنسان كانوا محتجزين قبل المحاكمة،  لكنها أبقت على رئيس فرع منظمة العفو الدولية فى تركيا خلف القضبان. ومن المقرر استئناف المحاكمة فى الشهر المقبل.