السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

200 مليار دولار خسائر الاقتصادات العربية




 
كشف مسئولون مصريون وعرب أن خسائر الاقتصادات العربية تبلغ 200 مليار دولار نتيجة هجرة الخبرات والعلماء إلى دول الغرب، وأكدوا خلال المؤتمر الذى استضافته جامعة الدول العربية بالقاهرة واختتم أعماله أمس، برعاية الدكتور نبيل العربى الأمين العام لجامعة الدول العربية، ضرورة الاستفادة من خبرات العقول العربية المهاجرة، خاصة بعد ثورات الربيع العربي، والتغيرات الهيكلية التى شهدتها المنطقة، لدعم جهود التنمية المستدامة وبناء مجتمع واقتصاد المعرفة.
 
 
 وأشار الدكتور نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية إلى ضرورة التواصل مع العقول العربية المهاجرة فى مختلف فروع العلوم والتكنولوجيا ، موضحا أنه وفقا للاحصائيات فإن 34% من الأطباء فى بريطانيا ينتمون إلى الجاليات العربية. ويكشف الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء فى مصر أن هناك 600 عالم مصرى من التخصصات النادرة مقيمين فى الغرب، وأن عدد العقول المهاجرة من مصر وحدها وصل إلى 854 ألف عالم وخبير، أما من جميع البلدان العربية فالأعداد تتجاوز 4 ملايين عالم من خيرة الكفاءات العلمية.
 
 
وأضاف العربى: أن التوصيات الصادرة عن هذا المؤتمر لن تلحق مؤتمر القمة الاقتصادية والاجتماعية بالرياض يناير 2013، لذا سيتم عرض توصيات المؤتمر على القمة العادية للدول العربية مارس 2013.
 
 
 وأوضح الدكتور عبد اللـه عبد العزيز النجار رئيس المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا (الإمارات) أن العلماء العرب فى الداخل والخارج لبنة واحدة، ولكنهم يحتاجون إلى البيئة المحفزة للتعاون المشترك، فالباحث والعالم العربي، الذى تفوق فى الغرب، هو إبن المجتمع العربي، ولكن البيئة المحفزة والموالية، على كل المستويات، هى التى دعمته لإنتاج أفكاره الابتكارية وتحويلها لمنتجات تلبى احتياجات الاقتصاد والمجتمع. وأشار إلى أن الاقتصاد يجب أن يكون محور البحث العلمى والابتكار التكنولوجي، وأن تطوير البحث العلمى يتطلب تطوير التعليم وإعمال الجودة، حتى لا نهمل الاستثمار فى المعرفة. فهجرة العقول العربية للخارج كبدت الاقتصاد أكثر من 200 مليار دولار.
 
 
وقال الدكتور مصطفى مسعد وزير التعليم العالى المصرى أن هناك ضرورة لوضع آليات لدعم المعارف والخبرات، وشبكات العلماء العرب فى الخارج، مع إطلاق المبادرات العلمية والبرامج الواقعية، مع التأكيد على منهاجية إطلاق المبادرات الإقليمية التى تخدم الدول العربية، لإبراز مدى التقدم الذى حققته العلوم والتكنولوجيا فى الدول العربية. موضحا أن 54% من الطلاب العرب الذين يسافرون للدراسة بالخارج، لا يرجعون إلى أوطانهم.
 
 
 وأشارت الدكتورة نادية زخارى وزير الدولة للبحث العلمى المصرية إلى أنه لا توجد إحصائيات دقيقة عن عدد العلماء العرب والمصريين فى الخارج، ولكننا نعلم جيدا أنهم كثيرون جدا. مشددة على أهم خلق سبل التعاون المشترك والبناء بين العلماء العرب داخل وخارج الدول العربية. موضحة أننا لدينا أبحاث علمية ممتازة، لكن 5% منها فقط هى التى يتم توظيفها بصورة اقتصادية. قائلة إننا فى حاجة لإطلاق الحاضنات وتأسيس المشاريع الصغيرة والمتوسطة القائمة على الابتكار، مع تجهيز مراكز التميز لنقل التكنولوجيا، كمجال للتعاون المشترك بين علماء الداخل والخارج.
 
 
 وقال الدكتور وائل الدليمى رئيس جمعية التقدم العلمى والتكنولوجى بأمريكا SASTA أن العلماء العرب فى الخارج ينظرون بعين الألم والحسرة لعالمنا العربي، مقارنة بدول أخرى مثل الهند والصين وكوريا الجنوبية، التى استطاعت الاستفادة من أبنائها المهاجرين، علما بأن نسبة المغتربين العرب أضعاف نسب المغتربين من هذه الدول. مشددا على أن الجمعية تهتم بكل الدول العربية، وليس بدولة واحدة.
 
 
 وتسعى الجمعية إلى تكوين مشاريع على أرض الواقع انطلاقا من دولة عربية، أو مؤسسة أكاديمية وبحثية، شريطة أن تخدم كل الدول العربية. مشددا علىأننا جئنا خدمة لوطننا العربى وليس لإملاء شروط.
 
 
 وأضاف عمر الجراح نائب رئيس جامعة العلوم والتكنولوجيا بالأردن أن العلماء العرب فى حاجة لبيئات الحرية والعدالة والانفتاح ليبدعوا، ويقدموا حلولا لتحديات البيئة، الطاقة، السكان، الصحة، التطورات التكنولوجية، العولمة والتنافس الاقتصادي. مشددا على أن إنتاج المعرفة السبيل الوحيد للنجاح فى عالم الأعمال.
 
 
موضحا أن المشكلة فى نمو الطلب على التعليم العالى فى الدول العربي، مع نقص التمويل، مما يؤدى إلى تردى مستوى البنية التحتية بالجامعات، ومن ثم ضعف مستوى الخريج العربي. وإنفاق الدول العربية  على البحث العلمى يتراوح ما بين 0.2%-0.5% من الناتج المحلي، مقابل ما بين 4-6% فى الدول الغربية، وأن هناك فقرًا فى النشر والباحثين، ومعظم الأبحاث أكاديمية، لا تنتج براءات اختراع ذات جدوى اقتصادية.