الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

خاص لـ«روز اليوسف».. سياسيون أكراد: تنحى بارزانى تأخر كثيرًا..وولايته انتهت فى 2013

خاص لـ«روز اليوسف».. سياسيون أكراد: تنحى بارزانى تأخر كثيرًا..وولايته انتهت فى 2013
خاص لـ«روز اليوسف».. سياسيون أكراد: تنحى بارزانى تأخر كثيرًا..وولايته انتهت فى 2013




كتبت- أمانى عزام

 

أثار قرار تنحى مسعود بارزاني، رئيس إقليم كردستان،  جدلًا كبيرًا وردو أفعال واسعة، حيث خرج الآلاف من مؤيديه فى مناطق متفرقة من الإقليمراحتجاجا على تنحيه، وطالبوه بالعدول عن قراره.
ورفع المتظاهرون شعارات بالكردية والعربية والإنجليزية جاء فيها (وجودك هو وجود لكردستان) و(وجود الرئيس بارزانى وجود الهوية الكردية) كما رفعوا أعلام كردستان وصور بارزاني.
وأكد المتظاهرون أنهم لن يقبلوا بمغادرة بارزانى رئاسة الاقليم وسيبقى فى نظرهم رئيسا لكردستان، كما حاول بعض المحتجين اقتحام برلمان كردستان العراق، عقب موافقته على قرار التنحى، لذلك استطلعت «روز اليوسف» آراء بعض السياسيين الأكراد بشأن الأزمة الحالية.
«قرار جاء بعد الخسارة الانتخابية»
قال رئيس الاتحاد الكردستانى للإعلام الالكترونى، الكاتب الصحفى الكردى دانا جلال، إن  قرار تنحى بارزانى جاء عقب خسارته لمعركة الاستفتاء، خاصة أن الجميع وقف ضده بمن فيهم أقرب حلفاءه المحليين والاقليميين والدوليين، وهو مادفعه بالقول خلال خطابه الأخير: «ليس للكورد غير الجبل».
أشار «جلال» إلى أن بارزانى اقتحم الخطوط الحمراء على الصعيد الداخلى والإقليمى والدولى بإجراء الاستفتاء على حق الكورد بتقرير مصيرهم خاصة أن نتيجته جاءت أكثر من 93% بـ(نعم).
الإعلامى الكردى أكد أنه كان الأجدر بالبارزانى أن يكرر مشهد هزيمة مصر  فى يونيو عام 1967، وشجاعة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بغض النظر عن تأويلات خطاب الاعتزال، وردود أفعال الجماهير التى طالبته بأن يبقى.
أوضح «جلال» أن بارزانى لم يتنح، ولكن مدة رئاسته انتهت ولم يطالب بالتجديد، ولكن كان الأجدر به أن يعلن فى خطاب واضح أسباب الهزيمة، ويعتذر لشعب كان سيقاوم معه، ويمهد الطريق لقيادات جديدة  بدلًا من الدفع بابن شقيقه «نيشيرفان» ليكمل المشوار.
الإعلامى الكردى لفت إلى أن كردستان مقبلة على تخطى قيادات العشيرة المتمثلة فى (الديمقراطى الكردستاني) وقيادات العائلة الممثلة فى (الاتحاد الوطنى الكردستاني).
«كردستان فى حاجة إلى عقول جديدة»
فى السياق ذاته قال حسين عمر، الكاتب والسياسى الكردي، إنه كان يجب على بارزانى التنحى عن الرئاسة منذ انتهاء ولايته فى 2013، وعدم السماح بالتمديد كما حدث اليوم، لافتًا إلى أن اتخاذه للقرار وقتها كان سيجنبه المأزق الحالى الذى وقع فيه وأجبره على الرحيل.
«عمر» أشار إلى أن النظام السياسى دخل فى مأزق حقيقى منذ ذلك الوقت، ما أدى إلى زيادة الصراعات الحزبية وتفاقم أزمة اللاثقة بين جميع الأطراف، وبالأخص بين المعارضة، وهو ما تسبب فى طرد رئيس البرلمان من قبل أنصار بارزاني، وتجميد البرلمان، لافتًا إلى أن العملية السياسية أصبحت تدار بالقوة من قبل الطرف الأقوى فى الإقليم.
أكد السياسى الكردي، أن تنحى بارزانى سيزيد من حدة الشقاق داخل المجتمع ، عقب توجيهه فى خطابه تهمة الخيانة للبعض فى إشارة إلى عائلة الرئيس العراقى السابق جلال الطلبانى، ما زاد من تهيج أنصاره ، وهو ما يثير القلق فيما سيحدث داخل الإقليم خلال الأيام المقبلة.
لفت «عمر» إلى أن تنحى بارزانى سيترتب عليه سلبيات وإيجابيات، مشيرًا إلى أن أولى البوادر السلبية ظهرت داخل البرلمان عندما هاجمه محتجون من أنصار الرئيس، ثم توالت الأخبار عن حرق بعض مكاتب الأحزاب المعارضة، مايعنى أن الأزمة ستستمر.
 وتابع السايسى الكردى حديثه قائلًا: «بالنسبة لإيجابات تنحى بارزانى أعتقد أن المجتمع الكردستانى بحاجة إلى عقول جديدة تستطيع فهم المرحلة، والتعامل مع بغداد من خلال الدستور»، مؤكدًا أنه لاسبيل للحل خارج إطار الدستور.
وفى السياق ذاته قال أحمد الحاج، القيادى فى حزب الاتحاد الديمقراطى بكردستان، إن ما حدث فى إقليم كردستان ما هو إلا نتيجة طبيعية لصراعات وخلافات تراكمت منذ سقوط الطاغية صدام حسين على حد وصفه، لافتًا إلى أن إقليم كردستان كان الملاذ الوحيد لكل قيادات الشيعة والسنة المعارضين له وعائلاتهم ، مؤكدًا أن الحكومات العراقية المتعاقبة يجب أن تتحمل النصيب الأكبر من هذه الأزمة.
وأضاف «الحاج» إن بارزانى كان يمثل رمزًا كرديًا خلال فترة تولى طالبانى لرئاسة العراق، مما زاد من شعبيته كونه رئيسًا لإقليم كردستان، لافتًا إلى أن شعبيته ازدهرت عقب هجوم داعش، وتراجع الجيش العراقي، وتمكن قوات البيشمركة، من حماية المناطق وتحريرها من داعش، لافتًا إلى أن تنحيه جاء بسبب إعلان الاستفتاء فى جمع أنحاء الاقليم بما فيها المناطق المتنازع عليها وأهمها كركوك العائمة على بحر من الذهب الاسود، وتدخل الدول الاقليمية خاصة تركيا وإيران، إضافة إلى التدخل المباشر لقاسم سليمانى وإجبار القيادات فى حزب الطالبانى وقيادات فى حزب البرزانى على توقيع ميثاق الخروج من كركوك دون إبلاغ ماحدث للشعب.
وأشار القيادى فى حزب الاتحاد الديمقراطي، أشار إلى أن ردود الفعل القاسية واستشهاد الكثير من المدنيين أجبر بارزانى على التنحى حفاظًا على ماء الوجه، والهروب من المسئولية، واضطراره إلى توزيع مهام رئاسة الإقليم على الوزارات والهيئات له، وهو مايعنى تشكيله لمجلس سياسى لإقليم تحت قيادته مباشرة يمكنه من التدخل فى كل شئ فى أى وقت، ويمكنه من الاستمرار عقب ترتيب أوراقه وحل المشاكل العالقة مع حكومة بغداد، مع تغير فى الموقف الأمريكى  نحو الافضل وضمان عدم تدخلها، مؤكدًا أن تنحى البارزانى هو مجرد تغيير فى الأدوار  والمناصب، ولكنه سيظل القائد الأوحد والمسيطر.
قرار جاء متأخراً
ومن جهته قال الصحفى الكردي، هوكر نجار، إن  اقتحام البرلمان هو رسالة لكل معارض يعتقد أن البارزانى رحل ويمكنهم تغيير الواقع، فهناك مسعود  هناك نيجرفان ومسرور ومنصور وأسماء كثيرة.
وأكد «نجار» أكد أن قرار تنحى البارزانى كان يجب أن يحدث منذ وقت طويل، وبالأخص عقب انتهاء ولايته الثانية فى 2013، وليس عقب الاستفتاء، لافتًا إلى أن رئيس إقليم كردستان، أبى أن يترك الكرسى الرئاسي، وتحايل ومدد فترة حكمه للإقليم عامين إضافين حتى 2015 بحجة الأوضاع غير المستقرة التى تمر بها المنطقة، وبعد انتهاء العامين رفض أن يترك الحكم ويخرج كرسى الرئاسة من يد عائلته، نظراً للفكر العشائرى الذى يطغى على الفكر القومى الكردي، بالإضافة إلى الاتفاقات التى وقعها مع الحكومة التركية، حيث كانت تركيا تعتبر إقليم كردستان العراق كمحافظة من محافظاتها.
ازدياد التوتر فى الإقليم نتيجة عدم تقبل الأحزاب ذات القاعدة الجماهيرية المتواجدة فى الإقليم، مثل حزبى التغير والاتحاد الوطنى الكردستانى لبقاء البارزانى فى السلطة نتيجة للسياسات الخاطئة التى كان يتبعها، وبالأخص فيما يتعلق بالشأن الكردى حيث كان يمشى وفق المخططات التركية والدول المتحالفة معها، دفعه لتعطيل البرلمان، وإظهار فكرة الاستفتاء لضمان بقائه، بحسب ما أكد الصحفى الكردي.
الصحفى الكردى تابع: «بارزانى لعب كعادته بعواطف الشعب كلما تناقصت شعبيته، ولكن كل مساعيه لم تأت بالحل بعد أن انقلب عليه أصدقائه وفى مقدمتهم تركيا»، لافتًا إلى أن بارزانى أراد أن يظهر كحاميًا للأمة الكردية فأعلن عن تنحيه وعدم ترشحه مرة أخرى، رغم انتهاء ولايته منذ عامين.
الصحفى الكردى، كشف أن بارزانى يفكر فى تنصيب نفسه رئيسًا لمجلس الشورى المقرر أن يُشكل فى إقليم كردستان، ليصبح الآمر الناهى فى شئون الإقليم، ويتحول كرسى الرئاسة إلى  مجرد منصب لا يحمل فى طياته أى سلطة غير الصفة التى ستطلق عليه.