السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الطريق إلى المستقبل 1-3

الطريق إلى المستقبل 1-3
الطريق إلى المستقبل 1-3




شعوب العالم تجتمع فى شرم الشيخ

أعد الملف : أحمد إمبابى

خلال عام مرَ، نضجت الفكرة وتطورت.. فبعد أن كان المستهدف أن ترعى الدولة المصرية مؤتمراً وطنياً للشباب يعبر عن شواغلهم، فوجئ المنظمون قبل المتابعين بثراء نتائج هذا الملتقى لتكون التوصية الأهم هى تعميم فكرة المؤتمر فى شكل لقاءات دورية بالشباب يشارك فيها رئيس الجمهورية وكبار المسئولين بالدولة، وصولاً بفكرة انعقاد منتدى عالمى للشباب تستضيفه شرم الشيخ.
بالفعل خصص الرئيس عبد الفتاح السيسى وقتاً للحوار مع الشباب وعلى مدار العام الماضى عُقد المؤتمر الوطنى الأول للشباب فى أكتوبر 2016، وبعدها أربعة مؤتمرات دورية بالقاهرة وأسوان والإسماعيلية والإسكندرية، كان أحد أهم نتائجها ما طرحه الشباب باستضافة شباب العالم لمشاركتهم النقاش فى قضايا مختلفة.
هكذا انتقلت فكرة مؤتمر الشباب من ملتقى وطنى سنوى لمؤتمرات دورية على مدار العام ووصولاً لمنتدى عالمى سيشارك شباب من 86 دولة وعدد من رؤساء الدول والحكومات فى واحدة من أكبر الملتقيات الدولية التى تنظمها مصر بسواعد شبابها، شعارهم الأساسى المشاركة والإبداع .

فى التاسع من يناير من عام 2016، وهو العام الذى قدر له أن يكون عام الشباب المصرى، كان قد أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسى عن مشروع وطنى كامل لتمكين الدولة للشباب ومشاركتهم فى الحياة العامة والاستفادة من قدراتهم، يُترجم فى مؤتمر وطنى للشباب بشرم الشيخ.
إيماناً من الدولة بأهمية الشباب فى صياغة حاضر مصر فى إطار مشروع دولة مدنية عصرية حديثة، جاء فعاليات مؤتمر شرم الشيخ بمشاركة تعدت ثلاثة آلاف شاب.. لكن أكثر المتفائلين لم يكن يتوقع ثراء النقاش بين رئيس الجمهورية وكبار المسئولين مع الشباب ونتائج وتوصيات المؤتمر.
بالفعل كانت صفحة جديدة ومختلفة فى تواصل الدولة مع الشباب، فقد كانت المرة الأولى التى يخصص الرئيس وقتا بالساعات للحوار ومناقشة الشباب ، تواصل يشارك فيه جميع المسئولين بالدولة، يستمع فيه الجميع للشباب.
من هذا المنطلق تطورت الفكرة، ولم يتردد الرئيس السيسى فى التوصيات النهائية للمؤتمر فى إعلان انعقاد مؤتمرات دورية للشباب يشارك فيها، ومع كل إضافة يحقق ملتقيات الشباب أصبحت تلك المؤتمرات نافذة الدولة للرأى العام تشرح وتوضح وتبين حقائق التحديات التى تواجهها.
ومثلما كانت المؤتمرات الدورية فكرة واستجابة لها الدولة، كان المقترح الأهم باستضافة شباب من دول أخرى فى مؤتمرات شباب مصر، فكانت بداية الفكرة فى مؤتمر الشباب بالإسماعيلية فى نهاية إبريل 2017، وبعد مؤتمر الإسكندرية فى شهر يوليو بدأت مراحل الإعداد لإستضافة منتدى شباب العالم بشرم الشيخ فى ثانى انعقاد للمؤتمر الوطنى للشباب.
حدث سيكون الأبرز والأكثر ثراء، بحكم عدد المشاركين فيه والذى سيتجاوز ثلاثة آلاف شاب منهم شباب من 86 دولة بجانب رؤساء دول وحكومات أجنبية، وتستهدف رئاسة الجمهورية للحفاظ على دورية انعقاده كأحد الملتقيات الدولية الكبرى .
الجهد المبذول فى تنظيم مؤتمرات وملتقيات الشباب يستحق التوقف والرصد، من بداية الفكرة حتى وصولها للعالمية، من هنا تأتى أهمية رصد أهم المحطات التى مرت بها مؤتمرات الشباب خلال العام الماضي.
 محطات مؤتمرات الشباب
5 مؤتمرات نظمتها الدولة للشباب، منها أربعة مؤتمرات دورية، خرج بها الشباب بمجموعة من المكاسب والقرارات التى اتخذتها القيادة السياسية استجابة لهم، بما يعكس صدق النية والارادة فى تمكين الشباب وإشراكهم فى بناء مصر الحديثة.
البداية كانت فى مؤتمر شرم الشيخ أكتوبر 2016، وأعقبه المؤتمر الدورى الأول بالقاهرة فى ديسمبر 2016، ثم المؤتمر الدورى الثانى فى أسوان لشباب مدن الصعيد فى نهاية يناير 2017، ثم المؤتمر الدورى الثالث فى الاسماعيلية فى إبريل 2017 لشباب مدن القناة وسيناء، والمؤتمر الدورى الرابع بالاسكندرية فى يوليو 2017 بمشاركة شباب محافظات وجه بحري.
فى ختام المؤتمر الوطنى الأول للشباب بشرم الشيخ أوصى الرئيس السيسى بقيام رئاسة الجمهورية بالتنسيق مع جميع أجهزة الدولة نحو عقد مؤتمر شهرى للشباب يحضره عدد مناسب من ممثلى الشباب لمتابعة تنفيذ توصيات المؤتمر، وهو ما تحقق بالفعل حيث تم عقد 3 مؤتمرات دورية وجار ترتيب انعقاد المؤتمر الرابع.
ومع تكرار دوريات المؤتمر، كان قد أعلن الرئيس فى مؤتمر الشباب بالإسماعيلية فى شهر إبريل استجابته لاقتراح شباب المؤتمر بدعوة شباب العالم للمشاركة فى المؤتمر السنوى بمدينة شرم الشيخ، لتكون رسالتنا للعالم رسالة سلام وتنمية ومحبة.
وفى مؤتمر الإسكندرية أعلن الرئيس دعم الدولة الكامل لمنتدى حوار شباب العالم، الذى دعا إليه شباب مصر، ودعوة ملوك وأمراء ورؤساء وزعماء الدول الشقيقة والصديقة لحضور المنتدى، ومشاركة شبابنا الواعد حلمهم فى تكامل الحضارات والنقاش الجاد من أجل صياغة رسالة سلام ومحبة.
رسائل الرئيس
وعبر الرئيس السيسى بوضوح عن أهمية تلك الملتقيات فى كلمته بختام مؤتمر الشباب بالإسماعيلية، حينما قال « نجاح فكرة المؤتمرات الوطنية للشباب فى خلق قناة اتصال بين الدولة والشباب بصفة خاصة.. وجميع قطاعات المجتمع بصفة عامة.. كانت حافزاً لى للتوسع فيها وتكرارها وتطويرها بشكل مستمر.. باعتبارها أحد المكتسبات الهامة التى تحققت خلال عام الشباب.. والتى يجب أن نضمن لها الاستمرارية من خلال التوسع فى نطاق المشاركة بها عن طريق تنويع أجندتها بجميع الموضوعات التى تتطلب حواراً وتبادلاً للرؤى ووجهات النظر».
ليس هذا فقط.. طورت إدارة المؤتمر من التواصل المباشر مع الرئيس، وحرصا على فتح قنوات تواصل لجميع المواطنين حتى من غير المشاركين بالمؤتمر، أطلقت مبادرة «إسأل الرئيس» بداية من المؤتمر الدورى الثالث بالاسماعيلية وكررتها فى مؤتمر الإسكندرية والتى يمكن من خلالها لأى مواطن أن يطرح سؤالاً على الرئيس ويقوم بالإجابة عنها فى فعاليات المؤتمر.
مكاسب الشباب
خرجت مؤتمرات الشباب خلال دوريات انعقادها على مدار العام بمجموعة من المكاسب سواء مكاسب سياسية أو اقتصادية أو حتى على المستوى الخدمى والتنمية، ومعظم تلك المكاسب كانت قرارات وتوصيات من ملتقيات الشباب نفذتها الدولة.
وحتى تتضح الصورة نفند أبرز تلك المكاسب التى خرجت على مدار دوريات انعقاد مؤتمرات الشباب حتى الان :
■ تشكيل لجنة وطنية من الشباب، تقــوم بإجـراء فحــص شامــل ومراجعة لموقف الشبـاب المحبوسين على ذمة قضايــــا، ولم تصـدر بحقهم أيـة أحكــام قضائيــة، وبالفعل تم تشكيل تلك اللجنة وتم إعداد أكثر من قائمة، حيث أصدر الرئيس قرارين بالإفراج عن 285 شخصا على دفعتين بعد مراجعة حالاتهم القانونية، وتم إرسال قائمة ثالثة، بل طلب الرئيس أن تشمل القوائم ممن صدر بحقهم أحكام نهائية.
■ تعديــل قانــون التظاهـــر حيث ناقش البرلمان تعديلات قانون التظاهر المقدمة من الحكومة وتمت الموافقة عليها فى ابريل الماضى.
■ إصـدار التشريعات المنظمة للإعلام والانتهاء من تشكيل الهيئـات والمجالس المنظمة للعمل الصحفى والإعلامى، حيث تم تشكيل الهيئات الاعلامية الثلاثة، والتى تشارك فى صياغة قوانين الصحافة والاعلام لضبط المنظومة الاعلامية ومراقبة أدائها.
■ إعادة مناقشة قانون الجمعيات الأهلية بما يتناسب مع طبيعة عملها ودون الإخلال بالدستور واعتبارات الأمن القومى بعد حالة الجدل التى أثيرت بشأن مشروع القانون الجديد.
■ إعلان عام 2018 عاماً لذوى الإعاقة.
■ إنشاء الهيئـة العليـا لتنمية جنوب مصر، والتى تهدف إلى الارتقاء بالخدمات العامة وتوفير فرص عمل والعناية بآثار النوبة، باستثمارات تصل إلى 5 مليارات جنيه خلال الخمس سنوات المقبلة.
■ تخصيص 320 مليون جنيه للانتهاء من جميع المشروعات التنموية بمنطقة نصر النوبة ووادى كركر قبل نهاية يونيو 2018.
■ إطلاق مشروع قومى لإنشاء مناطق صناعية متكاملة للصناعات الصغيرة ومتناهية الصغر، وتبدأ المرحلة الأولى منه بإنشاء 200 مصنع صغير بكل محافظة من محافظــات الصعيــد خـــلال الستــة شهور المقبلة.
مناطق صناعية
■ توسيـــع نطــاق إجـراءات الحمايــة الاجتماعيــة مــن خلال تطوير برنامج تكافل وكرامة، ليتضمن برامج تشغيل لأبناء الأسر التى يشملها البرنامج من خلال إطلاق مشروعات كثيفة العمالة.
■ الاسراع فــى تنفيذ مشروع المثلث الذهبى قنا - سفاجا - القصير على خمس مراحل متتالية، والذى يهدف إلى إنشاء مناطق للصناعات التعدينية ومناطق سياحية عالمية بحيث يصبح هذا المثلث منطقة عالمية جاذبة للاستثمار.
■ تحويل أسوان إلى عاصمة للاقتصاد والثقافة الإفريقية والإحتفال بمرور 200 عام على اكتشاف معبد أبو سمبل للترويج السياحى لمصر .
■ استبعاد منطقة «خور قندى» والمقدرة بمساحة تبلغ 12 ألف فدان والمطروحــة بشركـــة الريـف المصــرى، مع وضع تصور متكامل بشأن هذه المنطقة خلال فترة لا تتعدى ثلاثة أشهر.
■ مراجعة موقف من لم يتم تعويضه فى الفترات السابقة لإنشاء السد العالى وما تلاها من خلال لجنة وطنية تشكل من الجهات المعنية على أن تنهى اللجنة أعمالها خلال ستة أشهر على الأكثر.
 ■ تكليف الحكومة مستعينة بنخبة من الشباب بوضع آلية لمتابعة تنفيذ استراتيجية 2030، وتقييمها بشكل دورى فى ضوء المعطيات والمتغيرات المحلية والعالمية، والتأكيد على ربط برامج الحكومات المتعاقبة مع الاستراتيجية.


الأحزاب : مشاركة مستمرة.. وبرامج تنموية

لم يغب دور الأحزاب السياسية وشبابها عن نقاش مؤتمرات الشباب التى عقدت على مدار العام الماضى، فقد شارك ممثلين للجان وأمانات الشباب بأحزاب سياسية مختلفة فى مختلف ملتقيات الشباب التى نظمت. وترجم هذا الحضور التوصية التى خرجت عن المؤتمر الوطنى الأول بدعوة شباب الأحزاب والقوى السياسية لإعـــــداد برامـــج وسياســـات تسهــم فــى نشــر ثقافــــة العمــــل التطوعــى تبنى مبــادرة القضاء على الأميــة بالمحافظات المصرية. ورغم أن هذا الجهد لم تتضح معالمه على أرض الواقع طوال العام الماضى من الأحزاب، إلا أن مشاركاتهم لم تغب عن مختلف الفعاليات. وفى هذا الإطار أكد الرئيس السيسى فى مؤتمر الإسماعيلية احترامه للمعارضة ودعمه لجميع الأحزاب والقوى السياسية المصرية للمساهمة فى المسيرة السياسية والتنموية، مشدداً على أنه لا ولن يتم اتخاذ أية إجراءات إقصائية أو استثنائية ضد المعارضة، ومؤكداً أن الجميع سواء كانوا مؤيدين أو معارضين مواطنون مصريون ويعملون من أجل الوطن.


الأكاديمية الوطنية تأهيل للشباب بنظم دولية

فى نهاية أغسطس الماضى أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسى، قرارا بإنشاء الأكاديمية الوطنية لتأهيل وتدريب الشباب تنفيذاً لأحد أهم التوصيات التى خرج بها المؤتمر الوطنى للشباب، والتى تهدف إلى تحقيق متطلبات التنمية البشرية للكوادر الشبابية بكل قطاعات الدولة والارتقاء بقدراتهم ومهاراتهم.
وجاء القرار فى ضوء حرص الدولة على الاهتمام بالشباب، واستكمالًا لمنظومة تأهيليهم، لتكون امتدادًا لاستثمار الدولة فى هذه الشريحة المهمة، حيث أطلق الرئيس السيسى البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب، الذى خرج دفعة أولى مكونة من 500 شاب وفتاة، ويستعد لتخريج الدفعة الثانية، بينما تجرى حاليا عمليات اختيار المشاركين فى الدفعة الثالثة للبرنامج، كما تم تنظيم 4 مؤتمرات للشباب، خرجت بتوصيات مهمة، وتم تنفيذ الكثير منها. وتتبع الأكاديمية رئيس الجمهورية مباشرة، ويكون للأكاديمية مجلس أمناء برئاسة رئيس مجلس الوزراء وعضوية ممثلين عن رئاسة الجمهورية، وزارة التعليم العالى والبحث العلمى، وزارة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإدارى، وزارة المالية، والمجلس الأعلى للجامعات، وعدد من الشخصيات ذوى الخبرة.