الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«فرسان الشرق» فى ثوبها الجديد.. إحياء التراث والثقافة الشعبية فى «الفلكلور والعصور»

«فرسان الشرق» فى ثوبها الجديد.. إحياء التراث والثقافة الشعبية فى «الفلكلور والعصور»
«فرسان الشرق» فى ثوبها الجديد.. إحياء التراث والثقافة الشعبية فى «الفلكلور والعصور»




كتبت - هند سلامة


«فرسان الشرق للتراث».. كان مشروعاً لتأسيس فريق للرقص لم يحسن استغلاله الجميع، أقامه وزير الثقافة فاروق حسنى وعهد بتأسيسه للمخرج وليد عونى على أن يهتم هذا الفريق بإحياء عروض التراث والثقافة المصرية من خلال الرقص، مر هذا الفريق بفترات صعود وهبوط منذ تأسيسه عام 2009 على يد المخرج والمصمم وليد عونى الذى انطلق بأولى مشاريعه «الشارع الأعظم»، ومنذ ذلك الوقت بدأ الفريق يتحسس خطاه الأولى نحو تجربة تقديم أحد أعمال مصر التراثية والتاريخية عن طريق التصميم الحركى والإستعراض، وليس مجرد فرقة استعراضية تقدم مجموعة من الرقصات المتنوعة وبالفعل نجح العرض فى تحقيق هذه الغاية، ثم تولت المخرجة كريمة بدير الفريق خلفا لإستاذها عونى وقدمت عرض «بهية» وكان أيضا من بين العروض المتميزة.
مرحلة التذبذب والتشويش
انتقلت رئاسة الفريق إلى المخرج طارق حسن وكانت فترة توليه من أكثر الأوقات التى تعرض فيها الفريق لحالة من عدم الاتزان وانعدام وضوح الرؤية الفنية، فتذبذب الفريق بين تقديم أعمال التراث والرقص المعاصر أو بمعنى آخر اختلط عليه الأمر بين تصنفيه الفنى الذى صنع من أجله وبين دخوله فى حالة تنافسية مع الفريق المقابل له بدار الأوبرا «الرقص المسرحى الحديث» لمديره مناضل عنتر، فأصبحت عروضه متقاربة للغاية وانعدم تحقيق فكرة التخصص والرؤية بتقديم عروض للتراث بالمنتج الفنى لفرسان الشرق مما اوقع الفريق فى فخ المقارنة والتشويش، قدم طارق حسن مع الفرسان عروض «المولد»، «نساء من مصر»، «الزئبق»، «المحروسة»، «الوالي»، وأخيرا «علاء الدين»، كما سبق وذكرنا خلت معظم هذه العروض من تقديم رقصات أو تصمميات حركية لها علاقة بالهوية المصرية أو التراث، بجانب اعتمادها بشكل رئيسى على عناصر الإبهار بالسينوغرافيا تصميم الملابس والإضاءة والديكور، والتى كانت من شأنها إضفاء حالة من الجذب الجماهيرى لأى شيء آخر إلا التصميم الحركى الذى لم يكن ملفتا أو على مستوى المنافسة مع الفرقة المقابلة.
فى ثوبها الجديد
تولى اليوم الدكتور عصام عزت رئاسة الفريق، وبعد أكثر من عام عانت فيه الفرسان من كل ما سبق وذكرناه، بدا واضحا أن المدير الجديد أدرك وبشدة الأزمة التى وقع فيها فحاول إنقاذهم من فكرة غياب الرؤية والمعيار الفنى فى التصميم الحركى الذى يجمع العمل بالكامل، وهكذا وضع الفريق على خطى رؤيته التى أسس من أجلها، قدم عزت فى أولى عروضه مع الفرسان عرض بعنوان «الفلكلور والعصور» على مسرح الجمهورية، لم يحتوعلى قصة تاريخية أى أنه لم يكن عملاً تاريخياً خالياً من الرقص التراثى كما اعتدنا  أن نراه فى كل الأعمال السابقة بل كان مجرد عمل يجمع أكثر من رقصة فلكلورية من التراث والثقافة المصرية فى أكثر من لوحة على غرار ما كانت تقدمه فرقة رضا، وقدم عزت رقصات من كل العصور وكأنه يمر على كل عصر كى يفتح من خلاله نافذة التاريخ فى لوحات منفصلة فمن خلال العرض شاهدنا «العصر الفرعوني»، ثم «العصر القبطي»، «الرقصة النوبي»، «العصر الإسلامي»، «الرقصة الصعيدي»، «رقصة اليشمك والطرابيش»، «رقصة الإسكندرانى»، «رقصة الزمن المعاصر»، و«رقصة الحجالة».
هل نجح عزت فى إعادة الفريق للحياة؟
كان من أشد ما يعانية فريق فرسان الشرق ليس فقط غياب الرؤية الفنية فى التصميم ولكن أيضا فى شكل حركة وأداء الراقصين على خشبة المسرح فبعضهم كان لا يتمتع بأداء حركى منضبط بجانب مشاكل اللياقة البدنية، بينما فى هذا العمل كاد أن ينجح المخرج عصام عزت فى إظهار مهارات البعض، والتى لم تكن واضحة فى العروض السابقة، فتراوح الأداء بين راقصين ظهرت مهاراتهم الفنية وظهروا بشكل لائق مثل كايدى اودريس ومحمد عبد الصبور فى رقصة العصر الإسلامي، وكذلك رقصة الزمن المعاصر شيرلى أحمد ومحمد هلال وأحمد علي، بينما لم يوفق الفريق بشكل كامل فى الرقصات الجماعية خاصة الرقصة الفرعونى فكأن كل شخص يرقص فى واد يخصه وحده، فلم تخرج الرقصات الجماعية فى كل مشهد فى سياق متكامل أو فى لوحة فنية منضبطة ومكتملة الأركان، بل جاء بعضها جيد مثل الرقصة النوبى والصعيدى إلى حد ما وآخر مشوش لعدم التزام الجميع بالحركة الواحدة فى نفس التوقيت مثل الرقصة الفرعونى والرقصة الإسكندرانى، ويعتبر هذا العيب من أكثر العيوب شيوعا فى فرق الرقص المصرية فيما يخص المشاهد الجماعية عادة تأتى المشاهد أو اللوحات الثنائية أقوى وأكثر انضباطا والتزاما من الرقص الجماعى، ففى الرقص الجماعى تظهر عيوب الشعب المصرى فى عدم الانضباط والالتزام بالحركة الواحدة فى نفس التوقيت وبنفس الكفاءة، وبدلا من أن يخفى المشهد الجماعى عيوب الراقصين أبرزها بشدة واتضح منه أن الجميع لا يتمتع بمهارة فنية متقاربة بل هناك تفاوت فى المهارات ففى المجموع تستطيع أن تتلقط مجموعة متمكنة وأخرى ضعيفة، ومجموعة منضبطة وأخرى مشوشة وغير متزنة ربما كان هذا العيب أوضح فى رقصات النساء الجماعية..!
بداية جيدة
لكن فى كل الأحوال يعتبر العمل بداية جيدة لوضع فريق فرسان الشرق على طريقه الصحيح فمن خلال هذا العمل أراد المخرج والمصمم الدكتور عصام عزت أن يؤكد على فكرة الاهتمام بما صنع من أجله هذا الفريق وهو إحياء التراث المصرى والثقافة الشعبية بالرقص الفلكورى من خلال «فرسان الشرق للتراث»، وهو الأساس الذى من المفترض أن يبنى الفريق عليه عروضه الفترة المقبلة، ويؤكد عزت أنه فى طريقه لتقديم السيرة الهلالية على خشبة المسرح الكبير خلال شهر يناير المقبل.